سميح نان

قد يختلط الأمر عند الكثير من الناس بين هاتين الكلمتين (السعادة والفرح).
لكن دعونا نتعلم ما الفرق بين الإثنين، وأيهما يجب أن نسعى للحصول عليه.
السعادة: هي تعبير خارجي، لحظي، نشعر بها نتيجة أحداث معينة تجلب الإثارة أو النشوة. فالسعادة هي حالة من الرفاهية.
وهي حالة مؤقتة وقصيرة العمر لأنها مرتبطة بتأثيرات داخلية.
السعادة عندما تذهب مسبباتها، فهي تذهب أيضاً معها ولا تبقى لها ذكرى، فهي مستمدة من الأنشطة الممتعة، أو الممتلكات المادية، أو الإنجازات الخارجية.
وأخيراً السعادة تسعى إلى المتعة والراحة.
أما الفرح فهو شعور داخلي ينشأ عن الرضا عن الذات، والرضا عن الحياة، وهو يستمر لفترة طويلة، ويتأثر بالظروف الداخلية والوفاء الشخصي.
إن الفرح يتم تنميته داخليًا، من خلال قبول الذات وفهم الغرض. وهو لا يمكن ملاحظته بسهولة؛ إنه تجربة شخصية أعمق.
فالفرح يسعى إلى المعنى والغرض في الحياة.
ولتفهم يا صديقي المعنى بين الإثنين دعني أعطيك مثالين:
كونك تشاهد نجاحاً لابتكار معين، فهذا يجلب لك السعادة، لأنك رأيت نجاح الآخرين بعينيك.
أما إن شاركت انت بنفسك في هذا الابتكار، فسيغمرك فرحاً دائماً تبقى ذكراه معك دائما.
الفوز باليانصيب يجلب السعادة، في حين أن تحقيق الوظيفة المرغوبة يجلب الفرح.
قد يستفيد بعض الأشخاص، الذين يدفعهم تحقيق أهدافهم والتفكير دائمًا فيما هو قادم، من اختيار الفرح بوعي بدلاً من السعادة العابرة.
تذكر أن السعادة والفرح يساهمان في رفاهيتنا، لكن فهم الاختلافات بينهما يسمح لنا بتقدير الحياة بشكل أكثر اكتمالاً.