إنه “الحب” .. الذي ضاقت أبجديات الكون في وصفه
إنه مخلوق عجيب حد الدهشة يأكل القلب ويترك العقل مُرهقا ويوصبُ الجسد ، فأين الحب في ذلك ؟
الحب (بين الرجلٍ والمرأة) هو تلك الكذبة التي يكذبها الانسان على نفسه ليوهمها أنه يعيش حالة من الهُيام الذي يطمح إليه كل كائن بشري.

فالرجلُ يقرأ المرأةَ كــ” دولة “ يدرسُ حدودها وأبعادها ومناطق القوةِ والضعفِ فيها ليحتلها لا لتكونَ له وطناً وملاذاً
هو يقرؤها ولكن ليسَ كما تحبُ المرأة أن تُقرأ .
إنه يدرسُ جغرافيتها وينسى تاريخها يقرؤها ليُعلنَ الحرب عليها ويجعلها مستعمرةً صغيرةً يُملي عليها من المرغوبِ والممنوعِ والمُباح والمحظور ويكبلها بسلاسل مجتمع بالية.
فأين الحب في ذلك؟
تختلف تعاريف الحب من شخص لآخر تبعاً لدرجة الوهم التي يعيشها، فبعضهم يكتفي بأن يقول أحبكِ ليكون بمفهومه غارقاً في الحب، وبعضهم يمنح جل وقته وتفكيره ليثبت أنه يحب، وبعضهم يُحِبُ لأنه يُحب فإذا قصر مُحبه بمحبته سحب بساط الحب من تحت قدميه، مطبقاً لمبدأ المعاملة بالمثل.
كلهم للأسف يتوهمون وما عرفوا من الحب إلا تلك الكذبة الحلوة التي تُرضي غرورهم وتقول لهم بأن قطار الحب قد مرّ فوق أجسادهم … لكن دون أن يترك أثراً
الحب أصبح حوار العصر وموضوعا تحير فيه العالم بأسره وراح الملايين ضحايا لهذا السراب .

كلمة “ أحبك “ وعندما تأملت هذه الكلمة العظيمة التي تحمل بين حروفها الاربعة معاني العطاء والاخلاص والتضحية ، سألتُ نفسي لماذا أصبحت هذه الكلمة مجردة من القيم الانسانية، فاقدة المصداقية والمبادىء الأخلاقية لقد أصبحت على طرف اللسان بعيدة عن لب وقلب الانسان , أصبحت للتسلية ومضغة لأفواه جائعة ،تلوكها الألسن الضعيفة.

سيبقى الحب بريئاً مما يحدث من خداع ومكر الثعالب والتلاعب بالمشاعر, فالحب أسمى عاطفة تستوطن الروح لا يخبو شغفه ولا ينطفىء سراج عطاؤه على مر الزمان .

الحب أسطورة عظيمة وملاحم حالمة في دواويين العشاق ، إنه الخلطة السرية والكيمائية التي يصعب تفكيك ضفائر شيفرتها وحل أحجيتها.

وأخيراً وليس آخرا
“الصادقون فقط هم من لا يعرفون متى ولماذا وأين أحبوا’’