مجلة النجوم – سيدني.
بقلم راغدة السمان
أفتتحت الأحد 6 آب/أغسطس 2023 وقائع مهرجان الجواهري العاشر – دورة الشاعر عبد الوهاب البياتي -، وعلى قاعة ” ستارز ” في نادي الماونتيز- سيدني- ، بحضور رسمي أسترالي وعراقي وبحضور لفيف من رؤساء التحرير و الإعلاميين والأدباء والشعراء ومحطات مسموعة ومرئية ولجان ومصورين. وبحضور قنصل العراق العام في سيدني ود.بشرى العبيدي رئيسة منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي والشاعر وديع شامخ مديرالصالون الثقافي . قدم الإحتفال د.عماد برو .
ومنحت ميدالية مهرجان الجواهري العاشر المهندس الشاعر بدوي الحاج الذي يعيش كلماته كالشمس النائمة في أهدابه بين العتمة والضوء ..أيقظتها ميدالية الجواهري بكل استحقاق هرب بنثريته من الأنا الزائفة التي لا تشبهه إلى الفضاء الكوني حيث امتداد الضوء والسلام :
نص القصيدة
أنا لَمْ أَكُنْ أنا ( قصيدة نثرية/ بدوي الحاج )
أنا وَلَدٌ عاق
أستَشيظُ غَيْظاً وأنا أتَوالَد
أتَدَلّى من رَحَم زنبَقة
عَلَّني أطَأُ الأرضَ دونَ موسيقى ..
أُريدُ أن أضحَك
لكِنْ لا فَمَ لي ! .
أتَسَللُ من بابٍ صغير
أدوسُ خَيْطَ ماء
أشْتُمُ الضَّوءَ .. كأنَّ شيئاً لم يَكُن .
لَـمْ تَلِدني أُمّي
-أقَلَّهُ ليس عَلَناً-
لِـذا رأسي لا يُشبِهُ رأسي،
وأنا لم أكُنْ أنا،
وَلِـمُدَّةٍ ليسَت بِقَصيرة ..
أقَلَّهُ لَم تَلِدْني في مقهى،
فَـأَعتادُ على ادمان القهوة
في رُكنٍ صَغير
رائحَتَهُ : تبغٌ وخَمرٌ ووجوهٌ غريبة ..
أنا لا أُشبِهُ أنا
ولا وَجهي يُشبِهُ المِرآة .
لا دورَ لي في ارتِطامِ المَوْجِ بالصُّخور
ولا في حَنينِها إلى النَّبع .
كانَ يُمكن أن أَكونَ حَجَراً
أحاطَهُ عنفوانُ الزَّبَد
أو أكونَ نَوْرَساً في مَرجوحَةِ الرِّيح
لا دَوْرَ لي في انتِحارِ القافِلة
وَلا في نَجاتي .. وحيداً
فَـأنا لَستُ خَبيرَ مِلحٍ ولا حارِسَ هَدير ..
كانَ يُمكِن أنْ أكونَ صيّاداً
غَمَرَهُ المَدُّ مِراراً
فَـأَضحى لا يَشعُر بِـبَردٍ أو بَلَل،
يَأخذُهُ النُّعاسُ متى شاء ..
كان يُمكن أن أَموتَ غَرَقاً
في فَمِ سَمَكة
كان يُمكِن أن أموتَ حافِياً
كُلَّ يوم
كَـجائعٍ على بابِ قَصر
كَـمَريضٍ على بابِ مَشفى
كَـناسِكٍ على بابِ كَنيسة ..
لَمْ أَكُنْ أنا مَن جَعَلَ مِنَ الحجَرِ مِدفَعاً
وقَضِية
يَرشُقونَ بِهِ الطُّغاة
ويَكتبونَ مَلحَمَة الحُرية .
لَمْ أَكُنْ أنا مَنْ جَعَلَ مِنَ الباقِين
جَوارِباً مُهتَرِئة .. مُرتَخِيَة .
لا دَوْرَ لي في كُلِّ ما ذَكَرْت وفي كَثيرٍ منَ الأوقات .
إنِّي لا شَيء،
قَد أكونُ مُجَرَّدَ حَجَرٍ على حافَّةِ طَريق
يَتَفَيَّأُ في ظِلِّه نَمْلٌ أحمَر .
قَد أكونُ رَجُلاً عابِراً لِصُوَرٍ مُرتَجَلة
هناكَ،
مَحشوراً بينَ الماءِ والسّماء
أُحاولُ احتِساءَ رعشَةِ الأمواج .
قد أكونُ واقِفاً في العَتبَة،
أُسَلِّمُ، مرَّةً أُخرى، على الأرضِ والجَداوِل
والمرأةِ التي أُحِب ..
أُسَلِّمُ على حَبلِ الغَسيل الرَّخُو،
أُسَلِّمُ على جُدرانِ منزِلِ أبي .
قَد أكونُ فراشةً صارعَتْ الأضواءَ الشَريدة
تَعِبَتْ،
غَفَتْ على خَدِّ قِنديل .
لا سُلطَة لِأَحَد على هذا الكَوْن،
سَأُطْفِىءُ كُلَّ هذا الضَّوْء
سَأُطفِىءُ كُلَّ هذا الضَّجيج
… وأَنام .
إنطباعي عندما أُدعى لحضور احتفالية من أبناء الجالية العراقية :
يعلو بك صدح المكان يماماً وتأخذك هذه الأجواء إلى قصة البداية وملحمة جلجامش إلى سنام المجد والحرف المسماري الأول ، تمنحك هذه الصقور والقامات الأدبية وتعلمك فن التحليق إلى سوسنة الحلم ..بغداد تلالك الموسومة بالكبرياء والمتشحة بالشموخ ، يا ولادّة الشعراء ..أجد بغداد لم تغب عن شعرائها حتى وإن طال الزمان على فراقهم هكذا دمشق وبيروت وفلسطين وكل دولة عربية. يعيش الكتّاب والشعراء في المنافي والغربة لكنهم لم يتركوا الفراغ يتسلل إلى أفكارهم بل يملوه حبا وشوقا ،أدبا وثقافة وشعرا، ليبددواأيام القهر والتشرد والمعاناة والمكابدة:
بغداد يا مدينة النجوم
والشمس والأطفال
والكروم
والخوف والهموم
شوق مقيم في شعر البياتي:
روحي قطرة ضوء تخبو
وأنا أخبو معها
سنموت كلانا في
هذا المنفى الملعون…
الدمشقي نزار قباني قال :
عيناكِ يابغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
هكذا نحن الشعوب العربية نتضامن ونهتم ونتشارك أحزاننا وأفراحنا في بلدنا الثاني لا نشبه حكامنا بشيء ..
دامت الفعاليات والنشاطات الأدبية والثقافية متوهجة ألقاً وارفة الخمائل وكل عام وجميع المشاركين كالمرايا تنسكب لجيناً
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=22051