عن دار الحكمة – لندن صدرت مجموعة قصصية بعنوان ‘بيت التراب’ حديثا للكاتبة العراقية المقيمة في لندن نهى الصراف، وجاءت معظم القصص في صورة وثيقة لأجواء الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
قصص عن بيئة الحرب وقسوتها
“بعد عامين بالتمام، رجعت الحرب إلى الحديقة الخلفية للوطن.. فمسح الناجون من الحرب القديمة، الغبار عن بزاتهم العسكرية وتوجهوا إلى العمل الجديد على الحدود كموظفين بدوام كامل، غير مدفوع الأجر”.
هذه الحكايات وغيرها، كانت غادرت “بيت التراب” لكنها لم تغادر بعد ذاكرة أصحابها. “بيت التراب”، عنوان المجموعة القصصية التي صدرت حديثاً عن “دار الحكمة” للنشر والتوزيع في لندن، للكاتبة العراقية المقيمة في لندن نهى الصراف.
المجموعة التي ضمت بين دفتيها 14 قصة حملت عنوانا ثانويّا “منسيون في حرب الثماني سنوات”. وجاءت معظم القصص في صورة وثيقة للحرب ولمدينة ترجع بزمنها ومكانها إلى أجواء الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
تعالج القصص سيرة حياة أشخاص منسيين عاشوا على هامش الحرب، في مدينة البصرة المحافظة الجنوبية للعراق، لتسلط الضوء على جوانب خاصة من حياتهم وسط بيئة الحرب وقسوتها، حين نجحت ماكنة الحرب في سحقهم ورسمت بنصل الألم الحاد نهاياتهم الغريبة، تلك النهايات التي تشبه كثيرا الجرح الكبير الذي تفتق في وجه المدينة حيث نزفت أبناءها وما زالت تنزف من دون توقف.
وهكذا، أصبحت الحرب “أسطورة أضيفت إلى سجل حكايات الجدات.. الحرب أخطبوط مقيت بمجسات دبقة تأبى أن تبارح وجه المدينة..”.
تعد “بيت التراب”، المجموعة القصصية الثانية التي تصدر للكاتبة نهى الصراف، وكانت مجموعتها الأولى “خمسة ميل”، قد حصلت على المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال القصة القصيرة، عن فئة الإصدار الأول، عام 2007.