الإعلام رسالة وليس مهنة
صلاتي غيرت حياتي وأعيش بالرجاء الذي لا يخيب
سوزان حوراني
لم يكن الإعلام يوما مهنة، بل رسالة فيسوع بعد أن قضى أربعين يوماً يظهر فيها لتلاميذه مراراً عديدة وفي أخر ظهور لتلاميذه في الجليل قال لهم:» إذهبوا وبشروا كلّ الأمّم». من هنا بدأت رسالتي التي آمنت بها واعمل لأجلها وهي لا تكمن بنقل الأخبار بشفافية فحسب وكشف الحقائق ونقلها بمصداقية للمستمع العربي في استراليا بل بالحوار يوميا مع الرب في أول لحظات من كلّ لقاء إذاعي يجمعني بالمستمعين.
وعلى الرغم أنني بدأت العمل الإعلامي منذ أكثر من 20 عاما غير أن هذه الفقرة لم تدخل الى برنامجي منذ 12 سنة فقد، بعد إنضمامي الى الاذاعة الأولى «صوت الغد».
إنها صلاة بداية كلّ صباح لبرنامج مدته أربع ساعات يحتاج الى فريق كامل لتقديم فقراته ،إلا ان هذه الفقرة بمثابة جرعة من إكسير النشاط الذي يحيي البرنامج باكمله ما جعله من أنجح البرامج.
ولا أدري كيف ومن أين تأتي الكلمات في هذه الفقرة فتخرج عبر الاثير نقية، صافية تحمل أعمق الأبعاد الروحية لتنشر السلام، وتبعث الأمل والإشراقة الجديدة لكل من يستمتع الى برنامجي وفقا لما سمعته من الناس على مدى سنين طويلة. انه حوار صادق أشكر فيه الرب على إطلالة الصباح ونعمة الحياة. إنها محطة غيرت معالم حياتي ورسمت دربا أعتقد ان الرب إختاره لي كي أؤدي رسالة تحمل كل المعاني الروحية لتعبيد الطريق أمامي لحياة أفضل.
وفي عيد الميلاد والأعياد الكبيرة تكسب هذه الفقرة رونقا أجمل حيث تلبس زينة العيد وتدخل الى كل بيت لتزرع فرحا.
ومع الصلاة اليومية وعلى مدى 12 عاما، كلّ يوم قصة أو تجربة من تجارب الحياة فيها العبرة والرجاء. وسئلت مرارا من أين تأتين بهذه القصص الجميلة الدافعة للأمل ، فقلت:» طالما هناك انت وهي وهم فان القصص لن تنتهي كوننا نعيش بالرجاء، والرجاء لا يخيب».
ولعل أجمل التعليقات التي سمعتها من المستمعين هي بعد قداس إلهي أقيم لتدشين كنيسة القديسة رفقا في أوسترال، وذلك عندما قصدتني إمرأة بين الحشود الغفيرة الحاضرة ، فاقتربت لتحدثني قائلة: «أنت سوزان، ربنا يباركك، أنا مدمنة على برنامجك الصباحي وصلاتك الصباحية صنعت عجيبة وأعطتني القوة على مقاومة مرضي، أنا اليوم اشعر بأنني شفيت «.قلت كيف؟ قالت:» صلاتك جمعتني بالرب وقربتني منه وخففت من الآمي وكانت الدمعة بعينينها». وعندما رأيت هذا المشهد دمعت عيناي وانحبست الأفكار في مخيلتي ولم أعد ادري ما اقول إلا أنني وجدت نفسي أبكي واغمرها، ونسيت ان اسألها عن اسمها»، إنها أجمل لحظة في حياتي الإعلامية لأنني زرعت رجاءً من خلال هذه الرسالة التي يساعدني بها الرب كل يوم على تقديمها.
وها نحن اليوم على أبواب عيد الميلاد المجيد نختم عاما أسود في التاريخ لما شهدناه من تهجير وقتل وتنكيل واستعباد للمسيحيين في العراق الحبيب وفي سوريا وما واجهناه من أخطار الإرهاب في وطننا لبنان وإعتداء على جيشنا الباسل والمخاوف التي تنتابنا في هذا البلد العظيم أستراليا الذي استقبلنا وأعطانا ما لم تستطع أوطاننا أن تقدمه لنا من الطمأنينة وتحقيق الذات وبناء المستقبل لشدة الحروب التي تعاصرها ، لكننا نقول إن المسيحيين واجهوا الكثير من آلام الجلجلة وسيواجهون أكثر ولن تقوى عليهم رياح الأزمان ، لأن الحقيقة وحدها تبقى. وبالإيمان وحده نحيا ونستطيع أن نزيح أعلى الجبال. ودعوتي اليوم مع زينة الميلاد وزحمة الحياة والهدايا، أن لا ننسى أن طفل المغارة ينتظر أن نفتح له باب بيتنا لنعيده، وكل عام وأنتم بخير.
ولد المسيح هللويا