مجلة النجوم – سيدني.
بقلم – نضال العضايلة
جميلة، هادئة، واثقة، تعيش في عالم حروفه ابداع، وتفاصيله حقيقة لا تغيب عن الأذهان، أنثى شفافة مرهفة من طراز فريد ومميز، رقيقة وعملية للدرجة التي تجد شخصية متميزة، وهي عنوان حضاري في مجتمع متنوع الثقافات.
الجميل في المشهد أن رنا منصور واحدة من المبدعات اللواتي يرقين لأن يكن رائدات في مجتمعهن، راقيات في العمل المنظم، شغوفات وحالمات، فهي تتمتع بجمال هادئ طبيعي وفي الوقت نفسه تمتلك كل ميزات بعينها، ومزاياها الشخصية والمهنية تميزها عن غيرها، حيث تمتلك قوة الفكر والأداء.
طالبة إعلام وريادية من الطراز الرفيع، تجتهد من اجل مجتمع ينبض بالحياه وليس من أجل شهرة أو مال لهذا شكلت نقطة تحول في كل مكان وزمان وغادرت اللحظات الأولى من حياتها لتحل في مستهل الوطن والتاريخ.
ارتبطت رنا بالقوه، بالجمال، بالخجل ، بالجرأه، بالتمرد، بالدهاء، بالذكاء، بالحلم فهي خليط متنوع من تفاصيل الحياة، وهي ارتقاء الانسان نحو الإبداع.
يحار كثيرون في تفاصيلها، فلا هي حورية من أولئك اللواتي نسمع عنهن ولا هي من جنس البشر، لكن الأكيد أنها بين وبين، مضيئة باسْم الأغصان المتمددة على أرخبيل مدهش، عابقة بسحر خاص ليس له مثيل.
وتظل إبنة الضاحية لبنانية الهوى، من اللواتي وجدن لأنفسهن موقع بارز في دائرة الضوء، او كما يقال تحت الشمس الساطعة، او للدقة ممن حملن عن جدارة لقب السوسنة، وهي تنظر بثبات إلى الشمس وترى في الظلمة، لان لديها مفتاح الصحة والسعادة والاستلقاء على أهداب المحبة، إنها نبع الأمل الذي لا ينضب، تُفجر عواطف الزمن وتُعيد للانسان بهجة طفولته وترتقي به لتجعله يحيا في كنف الإنسانية.
عاشقة وطن ظُلم بوَسم ضرورة الفرار، وسوط الحنين كان جلادها، وبعض الحب يرتبط بالذكرى ويسكن صاحبه مهما ابتعد، حينها لا شيء يمكنه تحجيمه لأن الحمام الأبيض يسجي جسر السلام بداخلنا، الجسر بين الحنين والحنين، ولعلي لا ابالغ ان قلت ان رنا هي الحمامة التي ارسلها الله لتوقد شموع الحياة في نفوس الشباب العربي.
أقول لرنا منصور، لن تشكر أحدهم باستعمال عبارات تدل على هويتك أو دينك، ستتردد ألف مرة قبل أن تتصرف أي تصرف قد يفهمه الآخرون جهلاً أو تطرفاً، ستكون قوياً وأنت في أقصى مراحل ضعفك لتثبت لهم أنك لا تختلف عنهم، ستعيشين حرة كريمة، نعم، لكنها ستبقى تشعر دائماً بأنها نقطة حمراء وسط لوحة تتناسق كل ألوانها ما عدا الأحمر.
باختصار الوطن عند رنا منصور هو ذلك الطفل الصغير الذي يخطئ، يكسر زجاج النافذة ويصيبك بجروح، تعاتبه، لكنّ ذلك لا يعني أنك ستتوقف عن حبه، سيضمد جرحك وستجمعان معاً الزجاج المكسور.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=19239