د. القس اسامة عبد المسيح
وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». (إش ٧ : ١٤)
اى منطق واى عقل يقوى على قبول وإدراك نظريه تخالف الناموس
( القانون ) الطبيعي .
فمنذ البدايات وضع الله قوانين لإدارة شؤون خليقته ( هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. (تك ٢ : ٤) فنجده يضع قانون الاثمار هكذا .
فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». (تك١: ٢٧-٢٨)
لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. (تك ٢ : ٢٤)
بذلك نستخلص ان قانون الاثمار الإلهى يتم فى صورة معادله كالاتى:- ( ذكر + انثى : بالإتحاد = نسل )
وهذا ما نراه مناسبا للمنطق والعقل . لكننا نراه مكسورا في انجيل متى الاصحاح الاول كتاب ميلاد يسوع المسيح ( فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. (مت١: ١٧-١٨)
وهنا نجد معادله مختلفة عن معادلة القانون الطبيعي نجدها كالأتى (الروح القدس + العزراء : بالإتحاد = الله الظاهر فى الجسد
( وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.
(١تيمو ٣ : ١٦) نعم هو سر عظيم قد أعلنه الله فى المسيح الابن الوحيد (اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. (يو ١ : ١٨)
نعم فهو قانون وسر سماوى وهذا ما ادهش العذراء عند سماعها لبشارة الملاك حتى تسأله عن فقد طرف اصيل من اطراف معادلة القانون الطبيعي للإثمار ( وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:»كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. (لو١: ٣١، ٣٤-٣٥) تتوقف قدرة الملاك عن كيفية اتمام المعجزة لكنه فقط يملك الإفصاح عن من يملك تتميمه الروح القدس .
ويا للعجب عزيزى القارئ وهذه هى بشرى الميلاد الكريم للمسيح فى قلوب طالبيه أن نفس الآية تجرى فى حياتنا اليوم ان اردنا ( وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». (إش ٧ : ١٤) نفسه آيه .
ولكن بمعادلة سماويه الاهيه . ( الروح القدس الذى يبكت ضمائرنا على كل خطيه + من يطلبه من القلب بالإيمان : بالإتحاد= خليقه جديدة .
وهذا ما يؤكده القديس يوحنا فى كتابه ( اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. (يو١: ١٣-١٤) فنجده هنا يؤكد الربط بين معجزة ميلاد المسيح ومعجزة ميلاد الانسان التائب نعم فالمعجزة واحدة والمعادلة واحدة . فالروح القدس عندما يتحد بى يخلقنى من جديد ويتم قول بولس ( إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. (2كو ٥ : ١٧)
ويبقى سؤالين عزيزى القارئ الكريم :
الاول: هل هذا التدبير الالهى لجميع الناس؟ والجواب ( لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (يو ٣ : ١٦)
الثانى : هل الميلاد الجديد ( الروحى ) ضرورى ؟ والجواب ( أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:»الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ».أَجَابَ يَسُوعُ:»الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. (يو٣: ٣، ٥) نعم فبدونه لن يرى او يضع اى انسان قدمه فى ملكوت السموات وهذا ما أكده السيد المسيح شخصيا لنيقوديموس معلم الناموس قائلا بدون الميلاد الجديد لن يرى ولن يدخل ملكوت السموات مما استدعى دهشته سائلا( قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:»كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» (يو ٣ : ٤) الا تلاحظ عزيزى القارئ أن سؤال العزراء يتكرر بصياغة مختلفة من نيقوديموس فقد يحدث عند الكثيرين لبثا بين الميلاد الروحى والطبيعى لكن نجد المسيح يميز بين الاثنين بقوله( اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. (يو٣: ٦-٧)
اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». (يو ٣ : ٨).
نعم هو سر عظيم يجريه الروح القدس داخل القلوب فتصير ملكا مقدسا لله
اخيرا عزيزى القارئ الكريم:
قد كفل لك مولود المذود زيارته طالبا السجود له وتتويجه ملكا على حياتك وهذا الملك قد انتصر على الخطيه والشيطان قاهرا اياه فى وقعة الصليب ضامنا لك مستقبلا سعيدا فى الابديه فقط افتح له كنزك كالمجوس عندما سجدوا له بإعتباره ملكا وقدموا له كنوزكهم واليوم يطلب قلبك تائبا وراجعا له من قلبك فهو يدعوك فهل تقبل ميلاده فى قلبك( يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي. (أم ٢٣ : ٢٦) ( هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. (رؤ ٣ : ٢٠)
صلاتى: إرحمنى اللهم انا الخاطى .