مجلة النجوم – سيدني.

بقلم: علا بياض – رئيسة تحرير مجلة النجوم

 إن الكلمة أمانة ومسؤولية كبيرة وأجمع الفلاسفة والعلماء وأهل البلاغة العظماء، على ثقل مسؤولية الكلمة، وقدسية الكلمة هي مقياس تقدم الحضارة الإنسانية ورقيها، وعندما تستباح الكلمة تتوحش الإنسانية وتنهار الممالك… أعظم قادة العالم نجحوا بالكلمة وسقطوا أيضا بالكلمة، فالكلمة طوق نجاة لناطقها إن أدرك قوتها وأحسن استخدامها، وكمْ من الأشخاص الذين دفعوا حياتهم ثمنا للكلمة على مدار التاريخ، وربما لولا هذا الثمن ما بقيت كلماتهم.

الكلمة مسؤولية ورسالة ومشكاة هداية، مبدأ وقضية تعكس مضمون الإنسان، لقد افتقدنا القدرة على الوفاء بالوعود نتيجة إهدارنا لمعنى وقيمة الكلمة في هذا العصر الذي خربت فيه الذمم، وضاعت فيه العهود، وتبدد فيه الشرف على موائد الكاذبين والمنافقين.

نحن نعيش حاضرا غالبه ملوث لم تعد قيمة الكلمة كما كانت طغت فيه مساوئ الأخلاق وتوارى فيه شرف الكلمة فغابت مكارم الأخلاق حتى طفح شواذ المجتمع على السطح فظن العامة أنهم القاعدة الأصلية وما دونها استثناء. تلوث الذوق العام وظهرت مصطلحات غريبة وسلوكيات مشينة تجرفت أجيال حتى أصبح الحديث عن عودة القيم أمرا بالغ الصعوبة وصعب المنال.

إن الشخصيات التي حافظت على ذكراها الطيبة عند الناس ما جعلها متوقدة في الذاكرة البشرية أفعالها أولا، وثانيا الجمع بين الأقوال والأعمال، وشعورها العالي بمسؤولية الكلمة وخطورتها، مما ساعدت الآخرين على أن يقدروا هذه المسؤولية ويفهمونها جيدا، ويصبحون نماذج جيدة في للأجيال التي تأتي من بعده.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=23187