المخرج السينمائي عمار بركات
بوابة السينما
تمر السينما العالمية في ازمة حقيقة هذه الفترة حالها حال مختلف قطاعات العمل في العالم بسبب ازمة كرونا فايروس التي اخذت ما اخذت وكانت للسينما الحيز الكبير من التأثر . فقد هجر عشاقها دور السينما واخذت محطات المواقع الالكترونية محلها كنتفليكس، وشاهد وصار العالم يبحث عن البدائل وفرضت الاقامة الجبرية على سكان العالم كحل وقائي ادى الى توقف كل مجالات الحياة ومنها الفن السابع . إلا ان منتجي السينما لم تتوقف طموحاتهم بل استمرو في الانتاج متحدين كل الظروف وحتى لو عرضت الافلام على المواقع الالكترونية وهو الحل المؤقت الى ان تنتهي الازمة العالمية هذة وبالفعل تحركت عجلة السينما في كل العالم بخطوات جريئة من شركات الانتاج لتسوق اعمالها من خلال البديل الناجح (الانترنت ) وهكذا تمتد طموحات المختصين الى ابعد الحدود .
السينما العربية نالها الاثر الاكبر , خصوصا ان بئر السينما العربية هي الدراما المصرية التي تتميز بتاريخها وانجازها وحرفتها العالية كونها البلد الثالث في العالم التي بدأت به اول عروض السينما خلال عام 1886 من خلال النجم الكبير استيفان روستي واربعة تجار فلسطينيين جاءؤوا بآلة عرض سينمائية كينماتسكوب الى الاسكندرية في نفس العام الذي اكتشف فيها العالم الامريكي هذه الالة ( الة العرض السينمائي ).
وبعد انجازات السينما المصرية الكبيرة وهي المغذي الرئيسي للمشاهد العربي , قدمت السينما المصرية روائع الاعمال المميزة من فيلم زينب عام 1912 اخراج محمد كريم الى احدث افلام 2021 .
واليوم نود ان نسلط الضوء على واحد من ابرز الافلام المصرية ويعتبر اول فيلم عربي يصور بتقنية( فور دي اكس ) وأول فيلم عربي يترجم الى اللغة الهندية السنسكريتية , الا وهو الفيلم الذي يحمل عنوان ( 122) هذا الفيلم المنتج عام 2019 والموجود على موقع نتفليكس وشاهد يعتبر من الافلام المميزة التي استطاع المؤلف صلاح الجهيني والمخرج ياسر الياسري ان يوظفوا وسائل الانتاج التي حققها لهم المنتج سيف عريبي في اظهار فيلم رعب مميز ياخذنا الى اجواء الاكشن الامريكي والايقاع المتميز الذي استطاع المخرج فيها ان يستعرض مهاراته الاخراجية في التعامل مع زمن اللقطة واجواء المشهد واختيار الزوايا المميزة متزامنة مع القطعات المونتاجية التي كانت تسحب المشاهد الى الدخول اعمق باجواء الاحداث بشكل متصاعد وبتقنية احترافية عالية وفق من خلالها المخرج وادواتة المميزة بتالق نجوم العمل خصوصا الفنان المتالق طارق لطفي وشخصيتة المركبة التي تتحول في المشاهد من الطبيب الى الوجة الاخر والنجوم المميزين احمد داوود وامينة خليل وترابط الاحداث المحصورة في بناية مستشفى وشوارع محيطة بها ورغم المساحات المحددة الا انها كانت مدعاة الى التواصل في متابعة الاحداث اول باول , وعلى مدى ساعة و خمسة وثلاثين دقيقة كانت الانفاس محبوسة تتابع وبحذر كيف سيتخلص ابطال الفيلم من الخطر المحيط بهم , والغمامة التي انكشفت لهم وكيفية الخلاص .
هنا لابد من الاشارة الى دور المؤلف والمخرج وتوطيف المدير الفني للعمل اجواء المستشفى والشوارع المحيطة وانسجام المنتج مع متطلبات العمل الاخراجي والسيناريو. وايضا حسن اختيار نجوم العمل للعب هكذا شخصيات في عمل ياخذ طابع السينما الامريكية الا انه ظهر بلمسات عربية بحتة .
من الجدير بالذكر انه من النادر ان نجد فلم رعب عربي بمواصفات مميزة تجعل منه ايقونة للاعمال التي ستتبعه .السينما العربية بحاجة الى هكذا اعمال , فقد تميزت الافلام العربية في المجال التاريخي كنقل توثيقي لاحداث سابقة اونقل قصص من الادب العربي الى السينما وايضا افلام قصص الحب والتي تذبذبت بين الجيد والرديء حسب شركات الانتاج وكل عمل وظروفة .الا ان افلام الرعب لم تنجح سابقا كونها كانت اغلبها تعاني من مشاكل الحفاظ على ايقاع المشهد والانتقال الصحيح الى المشهد التالي ودراسة باكثر تعمق للتأثير النفسي في المشهد على المشاهد .ومن هنا لابد من الاشارة الى ان افلام الرعب وافلام الكوميديا تتفقان في ان تزامن اللقطات وايقاعها في المشهد هو الاساس في شد المتلقي لما يحدث امامه في الشاشة .
واخيرا نتمنى من السينما العربية ان تستمر بنهجها في انجاز كل ما هو جديد بالامكانات والطاقات المتوفرة واكتساب الخبرات والقادم اجمل .