وديع شامخ 

ليست حكمة، لا قانوناً ولا وصية، بل هي محاولة لالقاء الشبكة أو الصنارة على أضعف الإيمان لاصطياد كنز .

المعرفة تتعدى أن تكون نزوة، موضة أو نرجسية لذات لا تجيد  العوم إلا بعمائها ، المعرفة رحلة تكاملية  حلزونية  يبحر فيها الكائن  في مجساته  الثلاثية “ روحاً ونفساً وجسداً» لاختراق المحيط – فضاء  الإتصال – في حوارية الأنداد وليس متوالية العبودية وسبورة الاملاءات .

وكيف ماكنتم ُيولى عليكم ، كما يقال، والناس على دين ملوكهم أيضا  وغيرها من العبارات المُعِلبة للعقل كي تكون النتائج نسخاً  مكرورة وعلى ما يشتهي مركز الفعل والسلطة والقوة .

في الدراسة النفسية وخصوصا ما ذهب اليه عالم الاجتماع الشهير ماسلو  في  سلمه أو هرمه  لتوصيف أولويات الإنسان في مراحل حياته المختلفة .

وضع  ماسلو  الحاجات الفيسيولوجية في المستوى الأول ، وهي الحاجات اللازمة لبقاء الانسان على قيد الحياة،

 •أما في المستوى الثاني فجاءت  حاجات الأمن والأمان

في حين وضع الاحتياجات الاجتماعية في المرتبة الثالثة  للتسلسل، مثل تكوين صداقات و الحب والاسرة والعمل الجماعي فالانسان بطبعه يحب الانتماء إلى جماعات مختلفة ويبتعد عن الوحدة والانعزال فلا يستطيع أحد ان يعيش وحيدا بعيدا عن المجتمع.

•ووضع رابعاً الاحتياج إلى التقدير مثل السمعة الطيبة, الشهرة, النجاح

أما في رأس السلم  فكانت  أرفع  الحاجات هي حاجة الفرد إلى تحقيق ذاته وأطلق عليها -الحاجات العليا-  وتكون من خلال قدرة الإنسان على  استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.

إن السلم توصيف عام  وليس مسلّة قانوينة أيضا ، ولكنه يعطينا تصوراً شاملاً عن  تسلق الإنسان  لسلم حياته  من النواحي والمستويات كافة ، على عكس سلم إبن خلدون في نشوء وانهيار المدن والحضارات ، أو سلم ماركس والماركسية  في أدوار استحالة التطور البشري للمجتمعات وغيرها من  الإقتراحات الفكرية والفلسفية  التي تكون مادتها الإنسان والفكر والمجتمع .

وفق هرم  ماسلو لابد أن يمر الانسان بهذه المراحل ليثبت إنسانيته في الارتواء الكامل من كل مرحلة ، وهنا يبدأ  الخرق  الإيجابي والسلبي معا ، فهناك   أشخاص لهم قدرة على حرق المراحل والوصول الى مدار آخر ، كما الألكترونات في قدرتها على الإنتقال الى مدرارات  أعلى  ، وهناك أيضا طفرات  وراثية  تحكم الأمر ، وغيرها من القوانين والعوامل التي  تجعل الكائن أمام خيارين ، أحلامها مرّ

الدخول في سلّم الاخرين أم الإنتحار من نافذتك ؟

هنا يمكن مراقبة  ومعاينة  الحوار أولا ونمط الآخر عبر خبرة ماراثونية  ومعرفة إنسانية في وجوب  الدخول أم العيش في مقبرة الذات .

ربما  يتوهم البعض من قرّاء المقولات الجاهزة  ومن مجتري الحكاية وفق نجاحها في الإشاعة، ان العزلة  ومقاطعة الآخر هي بئر الحكاية ، لذا يدلقون نرسيسهم في ماء الآخر ليصطادوه دمية  أو  مريداً ، لهذا  يفسد نسق التطور الفكري  والحاجاتي عند الإنسان  في لحظة تحنط رؤاه.

نخلص الى هيئات شبيحة تتمثل الكائن الانساني  في صورته الخارجية ولكنها في حقيقة الحال ديناصورات مندثرة في  مرحلة من المراحل ، تحيط نفسها بشرنقة مع المريدين والمحيط المشوش، حتى تتحجر طاقة الذات  وتبقى تأكل أوهامها وتجتر بقايا ما حققت في مراحل ما من حياتها ، وهذا العماء يتورم حتى يغدو مقبرة لها أولا والى الآخر المكرر الببغاوي ، إذ  تتوقف  التجربة عن الجريان في نهر الحياة وما يرافقها من هفوات وأخطاء وخطايا ، وهذه التي ستكون خميرة حيّة  لانبعاث الذات من قبرها ، وحيث لا نهر ولا تجربة فستكون الذات والآخرون من حولها مجرد قبور سوداء في مجرة مظلمة ، في حين  تمضي الذات المشرقة بتجربتها وكبواتها  مع معين لا ينضب من  أخطاء الآخرين الأنداد وتجاربهم لتتوهج دائما بكنوزها .