نجاة عبد الله

سارتْ الحافلةُ بلا قُبلات

هبطَ المصلّون

وصرتُ وحيدةً في ذمَّةِ الله .

…..

أقل من فضيحة
العطر الهارب
من قميصكَ هذا العناق  .

…..

خذلتْـني قُبلتُكَ
أيها المطرُ ،
فعدتُ صيفاً راهبا
كما ولدتني المنافي  .

…..

أكتبُ يا الله
ويضحك جسرُ الشهداء ..
اكتبُ أحبكَ
ويضحكُ الخريف
أخربشُ على الزجاج
وأهبطُ لعناقِ المطر  ،
أضحكُ كثيراً أني ما زلتُ في الباص
وما زالتْ الدموعُ ترتجفُ في يدي  .

أضحكُ بشراهة
كأني أنحرُ يوماً كئيباً .

أضحكُ
كأني ذُبالةُ عناق
وأنيابُ قُبلة .

أضحكُ كانكَ الرمادُ العالقُ في فمي
والجنونُ النائمُ في المرآة ،
أضحكُ كأني أحبكَ …
يحدث أني أحبكَ
وأضحك كثيرا هذا المساء  .

….

يحدثُ الآن
العيدُ بلا جدران
والجنونُ قصائد
أحبكَ كثيرا
وألهو بأزرارِ حياتي .

…..

كان دميماً
فرحي الهادرُ صوبَ العناق ،
نقترحُ العيد
ونعدُ القادمَ من عاشوراء  ،
أفرقُ الوردَ على الطاولة
وتلم المسامير العالقة في رأسي ،
أصرخُ في قفصِ العمر أحبكَ كل عيد
و تهمسُ في الوطنِ المجاور
مجنونةٌ بعصافيرَ عاطلةٍ ،
أقتربُ من الجدار
تضحكُ في المرآة
هكذا نمضي العيدَ سراً كل عيد .

….

أستلقي قربَ جسدي ..
كمن يذهب لنزهة ..

أعدُّ حقيبة بقُبل كثيرة
وملائكة يخافون من المطر ،
أوهم رأسي بالحرية وأصابعي بالبكاء
كم أحبكَ وأكرهُ العنب
تضحك هكذا إذاً .. ؟

كم حبةِ عناقٍ تخافين ،
يا لغربة هذا الرحيل
فرحٌ يتمشى خجلا

وسلالٌ تتبخرُ لفرطِ النحيب .

…..

الربيع الذي خاطَ فستانَهُ بغرزتكَ
أيها المطرُ ،
صلِّي على الوردة
وبارك للقمصانِ خضرتها
ولخطوتكَ شارعها المخرّم بالصدفة ،
لكنه وبصدق اللحظة
ارتدى أجملَ الأيامِ ورحل .

…..

أحبكَ بفداحة الأعياد
خلف موسيقى الحياة نتبادل ضجراً هادئاً
وشفاهاً ناتئة في المرآة ،
أحبكَ هكذا زهرة برية في حدائق مجهولة
ومساءً نهما للدعاء .

….

تلكَ القروية
بشَعر مدني
تكيلُ لكَ شتاءً طويلاً ،

مطرٌ آثم يخبئ جنوداً وجنوبا
ترقصُ وحيدةً مع لارا فابيان
تتعاطى الحبَّ مع القهوة .
قلتُ لها : ..من أينَ لكِ هذه التراتيل
وكلُّ الوجوهِ خافرةٌ في المرآة ،
من أين لكِ كلّ هؤلاءِ الفقراء في رأسكِ
وتلك الآلام على الطاولة
كيف نزحتْ أصابعكِ إلى الليل  .
تهدأ مثل فراشة تدخن كثيرا
غير آمنة لضوء خوليو
وعقارب الساعة
والتمرُ الجائعُ في يديها
تهدأ كثيراً حتى نقترحَ الصباح .

…..