نوال القصار
هي ابنة أول نقيب للفنانين الأردنيين، الفنان الأردني مالك ماضي، ورغم دراستها الأكاديمية في الأدب الإنجليزي واللغات السامية والشرقية، بقيت الموسيقى والفن عشقها الأول والأبدي مذ نعومة أظافرها وهي التي نشأت في بيئة فنية غنية بالثقافة الموسيقية أباً عن جد.
إنها المطربة الأردنية كارولين ماضي التي تملك صوتاً شجياً ساحراً أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يحملك إلى عوالم ليست من هذا العالم حين تغني وهي تعزف على العود بنفسها فتغمض عينيك ويحملك صوتها وعزفها إلى فضاءات الجمال والموسيقي.
وبالإضافة إلى عزف العود تجيد كارولين العزف على آلة البيانو، حيث الموسيقى والنظريات الموسيقية وفن الغناء على يد والدها الفنان مالك ماضي ثم تعلمت المقامات الشرقية على يد الفنان العراقي عبد الرزاق الطوباس.
وفي لقاء خصت به مجلة النجوم في عمان، تحدثت كارولين عن أهم المحطات في مشوارها الفني، وعن عشقها للغناء الصوفي الذي تبدع طبقات صوتها التي تحكم السيطرة عليها بمطواعية عالية في غنائه.
حدثتنا كارولين عن رصيدها من الإنتاج الفني فقالت:
الألبوم الأول حمل عنوان «عشقنك» ويتضمن ثمان أغنيات وتعاونت فيه مع مجموعة متميزة من الملحنين العرب وخصوصاً من العراق مثل «حسن الفالح»، والموزع «هائل الحنين»، و»حيدر الساعد» و»حسن هامد».
أما الألبوم الثاني فحمل عنوان «شهرزاد ترحل ترحل إلى الغرب» وقد استعملنا في مجموعة أغاني هذا الألبوم آلات وترية شرقية وأخذنا مزيجاً من التراث العربي الكلاسيكي والتراث الغربي من عدة دول حول العالم ومازجنا بتناغم تام بين هذه الأغنيات.»
فعلاً يبدو أنه مزيج رائع وغاية في الامتاع حين حملت كارولين العود في خضم اللقاء وشرعت بعزف وغناء واحدة من أروع أغنيات الألبوم التي تمزج مقاطع من أغنية أم كلثوم إنت الحب من ألحان مجمد عبد الوهاب وهي على مقام النهاوند مع مقاطع من أغنية كلاسيكية فرنسية غنتها لارا فابيان وكذلك داليدا بعنوان «jesuis malade»، إنه صوت رائع بحق.
سافرت كارولين برفقة والدها الفنان مالك ماضي من المشرق العربي إلى مغربه ثم إلى دول أوروبا وصولاً إلى باريس في عام 2013 حيث أحيت حفلة هناك في المعهد الثقافي العربي واستضافتها القناة الفرنسية فرانس 24.
لم يقف طموحها ونشاطها عند ذلك، فقد شاركت كارولين في مهرجان الفنون العربية في الصين وغنت باللغة الصينية أمام 25 ألف متفرج. وهذا المهرجان يقام كل 4 سنوات ووقفت على المسرح تعزف العود وتغني بمفردها أمام هذا العدد الهائل من المتفرجين فكان أمراً استثنائياً على كافة المستويات.
أما رحلة الغناء الصوفي فتلك قصة أخرى تحكيها كارولين.
ومجموعة أغنيات على وقع الغناء الصوفي هي ما تضمنه البومها الثالث الذي حمل عنوان «الحب لا يخفى» وتم إطلاقه مؤخراً في حفل ضخم على مسرح الحسين الثقافي بعمان ويضم 7 أغنيات من كلمات الشيخ الصوفي السوداني النيل عبد القادر أبو قرون .
«قرأت كثيراً عن الموضوع الصوفي بما في ذلك «قواعد العشق الأربعون»، وديوان «بوارق الحب» وقرأت كذلك لمؤلفين معرفين بالكتابة عن الصوفية مثل جلال الدين الرومي، ورباعيات الخيام قبل أن أبدأ رحلة الألبوم. شعرت من خلال التجربة ان عالم المتصوفين يؤمن كل شيء جميل وله علاقة بالروحانيات بغض النظر عن العقيدة والدين والمذهب، وهذا ما دعاني حين شاركت في مهرجان الفحيص أن أغني ترنيمة كنسية -بعنوان علمني حبك يا الله-».
عن أهم المحطات في حياتها تقول كارولين إنها اهتمت كثيراً بغناء البسنة العراقية والمقام العراقي، كما تذكر أهمية مشاركتها الدويتو مع المطربة الموريتانية معلومة بنت ميداح والتي توصف بانها ملكة البلوز العربي في مهرجان جرش 2015 وهناك فكرة لتنفيذ مشروع فني مع هذه المطربة الموريتانية المتميزة.
بقي أن نقول أن لكارولين ماضي أكثر من تجربة في التلحين وكتابة الأغاني، وغنت لشعراء مهمين على مستوى العالم العربي منهم عز الدين الميهوبي من الجزائر الذي أصبح وزيرا للثقافة في الجزائر، وسلام قزاز من العراق، ومحمد حمزة من مصر والشاعر الأردني المهم تيسير السبول.