#مجلة_النجوم_سيدني

بقلم الكاتب كريم قبلان

أهم ما في حياة الإنسان “وهو ما يميزه عن غيره من الكائنات الحية” العاطفة، والعاطفة “أو الشعور/ الإحساس” ترافقنا في مسيرة حياتنا على مسارين، متناقضين في الظاهر، مع ضرورة وجود كل منها ليكتمل الآخر، مسار الفرح وتنضوي تحته الاحتفالات في مناسبات الولادة، أعياد الميلاد، المناسبات الدينية، الحب/ العشق، والمحبة، النجاح، الزواج… وهكذا…

والمسار الثاني للعاطفة، الشعور، الإحساس هو الحزن، وكل أحزان الدنيا تهون عند أحزان الفراق/ الموت، ففي هذه الحالة
ينقضي كل شيء، لذلك نردد كثيرا عبارة ( لا يستحق إلا الرحمة).

وكل ما في هذه الدنيا متقابل مع نقيضه:
الحياة/ الموت
الخير/ الشر
المحبة/ الحقد
الشجاعة/ الجبن
الكرم/ البخل… إلخ

هذا في الظاهر وفي الفعل، أما في المفهوم الفلسفي تختلف الرؤية فلولا مفهوم الشر لما وجد مفهوم الخير…

ولا يوجد كريم دون وجود بخيل… فتخيل أن كل الناس شجعان… أو كل الناس جبناء…!!!

وكل من الحالتين “المسارين” يكون مؤثراً أكثر كلما ضاقت مساحة التأثير المباشر، والعكس صحيح، ففي الحالة الأولى
يكون الإنفعال والتفاعل مع المسار أقوى ومؤثر أكثر، وفي الحالة الثانية يكون هناك تعاطف أكثر ممايكون عاطفة وهذا
أمرطبيعي نجدتعبيره في مقولة: (الجمرة لاتحرق إلامطرحها)، بعض الحالات تشذ عن هذه القاعدة الإجتماعية الطبيعية إذ نشاهد أن الحزن يتحول إلى (قضية حزن عام) يحدث هذا في عدد كبير من الحالات منها ويلات الحروب ومصائبها وتبعاتها “تماماً” مثلما حدث في بلدنا الحبيب سورية على سبيل المثال.

وعلى سبيل المثال “ومثال متفرد” أيضاً ما عاشه ويعيشه محبو الفنان المحبوب أبو وديع جورج وسوف “سلطان الطرب” بعد خبر وفاة ولده وديع، ويتصاعدالتفاعل من حالة التعاطف إلى أن يصل إلى حالة العاطفة الحقيقية!!! بالتأكيد الناس “معظم الناس” لا تعرف شيئا عن وديع سوى أنه إبن جورج وسوف،،،،

جورج وسوف الذي بنى مجده طيلة خمسين عاما، والسر في أغانيه “رسالته” إنها كانت قريبة جداً من قلوب الناس، حيث
تعيشها في حالة الفرح وبنفس الوقت تعيشها في حالة الحزن، هذا مضافاً إلى الكاريزما والعفوية التي يتميز بها أبو وديع
الإنسان… هنا تخلق حالة قضية الحزن العام…

رحمةً وسكينةً وسلام لروح وديع، وصبراً كثيراً يا أبا وديع♥

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=16417