د. علاء العوادي
كبارالسن أكثر الفئات تعرضا لهذا الفيروس نتيجة قلة المناعة والتقدم بالعمر والضعف في مجابهة الفيروس
إن فيروس “كوفيد 19” قد غيَّر الكثير من الخصائص والسمات للأفراد على الصعيد النفسي والاجتماعي والاقتصادي والمهني وذلك باختلاف أعراقهم وأجناسهم وأعمارهم وبيئاتهم. عن المتعافين من فيروس “كوفيد 19”، وهنا نتحدث هنا بعد انتهاء الأزمة الوبائية وبعد أن تلقى المُصاب العلاج وتماثل للشفاء كيف يتم التعامل معه، إذن علينا الحذر من التعامل مع المتعافين والناجين من الفيروس على أنهم مجرمون وأنهم مذنبون، وأن نزيد من الاقتراب منهم ضمن حدود السلامة والأمان. وإظهار الفرحة والدعم للمتعافين، وأن نساعدهم على العودة السريعة للحياة الطبيعية واليومية بعد هذه الصدمة، ويمكن أن نحتاج في هذه المرحلة لمختصين في المجال النفسي لمساعدتهم على ذلك. مع الانتباه لمسألة الخصوصية والسرية في التعامل مع المتعافين، فليس من الضروري أن يعلم الجميع أو معارف المُصاب أن تعرض للإصابة بعد أن تشافى منها. والاستماع ثم الاستماع ثم الاستماع العاطفي للمتعافين حول تجربتهم وما مروا به. بالإضافة إلى تقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص وتلبية احتياجاتهم وتكيف كبار السن بعد العودة للحياة. في ظل جائحة كورونا كانت أكثر التحذيرات خلال فيروس “كوفيد 19” على كبار السن على أنهم أكثر الفئات تعرضا لهذا الفيروس نتيجة قلة المناعة والتقدم بالعمر والضعف في مجابهة الفيروس، ولكن ما مصير كبار السن بعد انتهاء الجائحة؟ لا يزال الخطر موجودا على هذه الفئة العمرية، ولكننا نستطيع مساعدة فئة كبار السن على التكيف والتعامل مع مرحلة ما بعد الأزمة الوبائية من خلال تشجيعهم على ممارسة الرياضة اليومية أو المشي في الحديقة المجاورة لهم ضمن حدود وإجراءات السلامة، فالرياضة واستنشاق الهواء النقي لهم يساعدهم بشكل كبير، وعمل جدول يومي لكبار السن يشمل عدة أنشطة مثل القراءة والرياضة ــ ومشاهدة الأفلام الترفيهية مع الشريك، كل هذه الأنشطة تساعد كبار السن على تخطي الأزمة الوبائية والعودة للحياة الطبيعية بشكل تدريجي، مع الالتقاء الدوري مع الأبناء والأحفاد ضمن حدود التباعد إن تطلب ذلك، فالأحفاد والأبناء يشكلون حافزا وأملا كبيرا لكبار السن ووجودهم يعطي دعما نفسيا كبيرا، وإن كان لدى بعض كبار السن مهنة أو عمل خاص فلا مانع أن يبدأ بالعودة إليه من جديد ضمن حدود وإجراءات السلامة والتباعد عن الآخرين.
في الإطار ذاته ثمة أمر يجب الالتفات إليه وهو تكيف خط الدفاع الأول بعد العودة للحياة في ظل أزمة “كوفيد 19”، فخط الدفاع الأول هم الأطباء والممرضون وكل العاملين في القطاع الطبي والصحي والوبائي، وهم أول من تصدوا لفيروس “كوفيد 19” وتعاملوا معه، وسهروا على راحة المرضى حتى تماثلوا للشفاء، وهم من رأوا جثث المصابين الذين لم يستطيعوا إنقاذهم، وهم من لم يناموا الليالي في الوقت الذي كان الناس في بيوتهم، فلهؤلاء تحية إكبار وإجلال واحترام. ومن الوارد أن يمر العاملون في القطاع الصحي لبعض الصدمات بعد إنهاء الأزمة الوبائية، وهذه بعض الإرشادات التي قد تساعدهم على تجاوز هذه المرحلة، تتمثل في الآتي: حيث يجب أن يعلم كل من عمل في القطاع الطبي والصحي في ظل الأزمة الوبائية أنهم قدموا كل ما بوسعهم لمساعدة الأشخاص المصابين سواء تماثلوا للشفاء أو فارقتهم الحياة، ولا يشعروا بأي تأنيب ضمير أو تقصير تجاه ما بذلوه، مع ممارسة تقنيات الاسترخاء والراحة، وأخذ إجازة راحة إن تمكن ذلك، وذلك سواء من خلال الذهاب للبحر أو المناطق الطبيعية التي يكثر فيها الأشجار الخضراء أو الهواء النقي والتي من شأنها أن تبعث الراحة النفسية والسكينة، والتفريغ النفسي، وذلك من خلال أن يجد من يستمع له حول الخبرات المؤلمة التي مر بها وكل ما يكون في داخله حول تلك الأزمة الوبائية، ويستخدم البعض التفريغ في ممارسة شيء يحبه يساعده على إخراج ما يشعر به مثل الاستماع للموسيقى أو كتابة الخواطر أو الرسم مع عدم إهمال الرعاية الذاتية والنفسية