مجلة النجوم- سيدني.

بقلم الإعلاميّة: مايا إبراهيم

يوم أوجد الله الكائنات ، في هذا الوجود جعل لكلّ موجودٍ سعيَه وأهدافه ،.. والإنسان يسعى لتحقيق ما يهدف إليه ، بعد أن أعطاه الله عقلًا يفكّر ، ويدًا تنفّذ ،… وتختلف أهداف البشر فمنهم القانع ، ومنهم الكسول ومنهم الطموح ،… فمن هو الطموح ؟هو ذاك الذي يجعل من النجم موطئًا لقدم ، ومن السماء مرتعًا يرتاح فيه ومأوىً يأوي إليه ،.. فتراه يمتطي ظهر غيمة ساعيًا إلى الأعلى ، فلا يثنيه عن الهدف عائق ، وهمّه تحقيق حلم يراوده ، أو فكرةُ تطارد تفكيره وحسبه قول المتنبّي :إن غامرت في شرف مرومِ فلا تقنع بما دون النجومِ

وكم تكون نشوة الإنتظار عظيمة بعد طول انتظار ،…

ولكن على الإنسان خاصةً الطامحين إلى العُلى أن يُحكّموا العقل للوصول فيسلكون دروب النجاح بكثيرٍ من العقلانيّة فلا تكون أهدافهم صعبة المنال .

ولا يقتصر الطموح على فئةٍ دون أخرى فكم من العظماء والأدباء والسياسيين والفنّانين وغيرهم بذلوا الجهد الكبير للوصول إلى غاياتهم ،… وخير مثالٍ أقدّمه لكم المخرج المبدع أسامة رزق صاحب النظرة الثاقبة كما نعته النجم القدير بيار داغر ، وأنا أشبّهه بالباشق الوحيد الذي كان في ضيعتي حيث غرّد خارج سربه لكنّه مخلص له فعند مروره في كلّ عام يتراقص معه ويلقي عليه التحيّة والترحيب ومن ثمّ يتركه يكمل طريقه وهو يبقى ليحلّق بأجنحته حيث يريد في فضاء طموحه ، وها هو الآن يريد التغريد في الفضاء العربي ل يثبت أنّ البشر يختلفون بأطباعهم فالبعض يشبه المياه الجارية المتجدّدة دومًا والبعض الآخر كالمياه الآسنة كالمستنقعات لا حياة فيها سوى للطحالب.

وهنا ذكرت هذين التشبيهين لأعرّف عن الشخص الطَموح واللاطَموح فالطَموح في تجدّدٍ دائم يروي روحه بالجريان والبحث أمّا اللاطَموح فيتعاقب عليه الليل والنهار دون أن يشعر ، والطموح هو تحويل الأحلام إلى واقع أي تنفيذ الخارطة المرسومة في الأذهان إلى حقيقةٍ على أرض الواقع ، حلّق يا أسامة فأنت وُلدت بأجنحة إبداعك لتحقّق نجاحاتك وتتحفنا بأعمالك الهادفة ، حلّق بسعادة وفخر بما أنجزته وبما سوف تنجزه فأمثالك تستحقّ التحليق لا البقاء في قاع الأوديّة . ولا تكترث فمن أحبّك فرِح بتحليقك ونظر إليك نظرة إعجابٍ وصفّق ومن عارضك فإنّه كشخصٍ لم يصل ولم ينل من الكرم عنقود فنعته بالمرارة . وأنت تملك كلّ مقوّمات النجاح ألا وهي : الإرادة التي تهزم اليأس ، والإصرار رغم كلّ المعوّقات والإستمراريّة رغم المحبطات .

فلكلّ إنسان ما سعى ، وحسب الساعي توفيقًا من الله

ليؤكّد قول المتنبّي :

أريد من زمني ذا أن يبلّغني ما ليس يبلغه من نفسه الزمن

فالروح بلا طموح كنبتةٍ بلا ريّ ، والطَموح يجعل من الصحراء واحةً لطموحه فيرويها بإصراره وعزيمته .

رابط مختصر:  https://anoujoum.com.au/?p=20462