أكدت الإحصاءات أن قابلية الحامل للإجهاض تتضاعف بالتدخين، خاصة أثناء الشهور الأولى من الحمل حيث يزداد الخطر، كما أن للتدخين تأثيراته على وزن الجنين وتشوهاته وسلوكياته كطفل. عن هذه المخاطر تحدثنا الدكتورة منار الربيعي أستاذة أمراض النساء والتوليد بالزقازيق.

*مادة النيكوتين الموجودة في السجائر.. والتي يمتصها دم الأم من الرئة وتسير في جميع أجزاء الجسم، ومن ضمنها الرحم والمشيمة تؤثر على مهد الجنين الصغير، وتسبب انفصاله عن مصدر غذائه وإعالته من الأم، وتكون النتيجة إجهاضاً يتكرر مادام السبب موجوداً.. وهو التدخين أثناء الحمل.

* القطران وغيره من نتائج احتراق السيجارة تؤدي إلى تشوهات في الجنين أثناء الحمل، وأولى ضحايا هذه المواد الغريبة هو الجهاز العصبي، والأصعب أن مادة النيكوتين وبعض نتائج احتراق السيجارة يفرزها الثدي مع اللبن في فم الطفل الرضيع، ومن هنا كانت صورة الطفل الرضيع الهزيل وهو في أسابيعه الأولى، والأخطر هو احتمال وارد بإصابة الطفل بالسرطان.

* إنجاب أطفال بأوزان منخفضة، مصابين بأمراض تتعلق بأجهزتهم التنفسية، إضافة إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الرضع.

*وفى دراسة للدكتور مايكل وايتزمان الأمريكي، والتي شاركت فيها أمهات 2256 طفلاً تتراوح أعمارهم بين أربعة وأحد عشر عاماً، توصل فيها إلى أنه كلما ازداد عدد السجائر التي تدخنها الأم ازدادت نسبة احتمال إصابة أولادها بمشاكل تتعلق بالسلوك؛ فاللاتي يدخن علبة من السجائر على الأقل يومياً.. ينجبن أطفالاً لديهم مشاكل سلوكية متطرفة كالعصيان والقلق والتشاجر مع الآخرين بمعدل الضعف مقارنة بأطفال الأمهات غير المدخنات.

*هل تعلمين أن الطفل الذي يقل وزنه عن كيلو جرام ونصف الكيلو لأم تدخن علبة سجائر يومياً على الأقل يكون الاحتمال لديه لإظهار مشاكل سلوكية متطرفة أكثر ثماني مرات عن طفل ضعيف الوزن، ولكنه مولود من أم لا تدخن؟! والمعروف أن تدخين الأمهات أثناء الحمل وبعد الولادة قد يغير من عمل الدماغ، مع حدوث آثار طويلة المدى على سلوك الطفل، بالإضافة إلى تغيير سلوكيات الأم من حيث معاملتها لطفلها.

*كما أن التدخين للحامل والمرضع يضر بالأسنان واللثة؛ حيث يسبب رائحة كريهة بالفم، والتهاب اللثة مع قرح وسرطان بالفم، واحتمالات مضاعفة لحدوث الشفة الأرنبية، وشقوق سقف الحلق لمواليد الأم المدخنة خاصة أثناء الحمل، وربما قبل أن تعرف أنها حامل.

*من مضاعفات تدخين الحامل..انكماش وضيق الأوعية الدموية المغذية للثة؛ مما يقلل من مقاومة لثة المدخن للالتهابات وبطء التئام الجروح أيضاً.

*التدخين يساعد على إيجاد وسط ملائم وبيئة مثالية لنمو وتكاثر البكتريا المسببة لأمراض اللثة، وتآكل عظام الفك، مما يؤدي إلى نقص المناعة الطبيعية والأجسام المضادة التي أوجدها الله في اللعاب إضافة إلى جفاف الفم الذي يؤدي إلى العديد من المشاكل الفموية؛ إذ إن 75% من حالات سرطان الفم سببها التدخين.

* على كل حامل أن تعرف أن عدم التدخين يقلل من خطورة إصابتها بمرض السرطان، وإنجاب أبناء مشوهين أو ضعاف الوزن.. أو لا يملكون مناعة كافية.

*عدم تدخين الحامل والأم يُخلصها من رائحة المدخنين الكريهة، والتي تكون سبباً في فشل تكوين علاقات طيبة مع من حولها.

 

* الأم غير المدخنة تحمل انفعالات هادئة ورؤية في تعاملاتها مع الأبناء، ويصبح لبنها نقياً وصحياً لطفلها الذي ترضعه، وتتحسن صحة فمها وتتعافى اللثة أيضاً.

*مع عدم التدخين يسترد اللسان لونه الطبيعي بعد أن كان يميل إلى اللون البني، مع إزالة تصبغات النيكوتين والقطران من الأسنان، والاحتفاظ بلونها الطبيعي.