1مجلة النجوم – سيدني
مقابلة خاصة مع الأديبة والإعلامية شادية الحاج حجار
تحاورها علا بياض رئيسة التحرير .
شخصية قوية، وصلبة متميزة ومختلفة، من أكثر الشخصيات المؤثرة والملهمة دوماً جعلتْ منها معادلة صعبة، تملكُ من الشّجاعة، والإرادة القتالية، والمثابرة في الحياة الكامنة بِروحٍ نابضةٍ مملوءة بِالمشاعر العذبة، والأحاسيس المرهفة، بالإضافة إلى أنّها واثقة بِقدراتها؛ ما جعل الحديد يلين أمام صلابتها، والسهل الممتنع تحقيقه في هذه الحياة.
مسيرتها حافلة بالنجاحات، والإنجازات؛ فقد قادت سفينة نجاحاتها وحيدةً مستقلةً بمجاديف العصامية بصَمت إلا أنّها وصلت شاطئ الأمان، أثبتت بأنّ العزيمة لا تولد إلا مِن رحم المثابرة والكفاح، ولا تُزهِر نجاحاً وضياءً إلا من بعد مسيرةٍ مضنيةٍ محفوفةٍ بالتعب، والنضال؛ فهي قويةٌ بتطلّعها الدائم إلى التطوّر، والتقدّم، وذلك بتحقيق إنجازاتٍ مستمرةٍ؛ من أجل الوصول إلى مرادها: كتابةً، وفناً، وإبداعاً.
شادية الحاج لبنانية أسترالية من الجنوب اللُّبناني، ضيعة قيتولي -قضاء جزين- من مواليد بعبدا- بيروت. أكملت دراستها الابتدائية عند راهبات العائلةالمقدسة الفرنسيات في بعبدا، ثم انتقلت إلى راهبات المخلص، وأكملت دراستها عند راهبات العائلة المقدسة المارونية في بيروت، بعد ذلك درست في الجامعة اللبنانية -كلية التربية- وكلية الآداب قسم الأدب الفرنسي.
مسيرة مهنيّة قاطبةً بالأعمال في مجال الإعلام والصَّحافة، ومن أهم أعمالها في هذا المجال:
– أستاذة مُحاضِرة بمجال اللُّغة- العربية في جامعة سيدني قسم اللغات.
– رئيس لجنة <ميراث في البال>.
– عملت في مجال التّعليم-دورات عن السياسة في أستراليا.
– درست سنتين في جامعة ملبورن- أدب الأطفال.
-في لبنان عَمِلت في التلفزيون بما يخصُّ إعداد برامج للأطفال بِالتعاون مع المخرج سيمون أسمر ، وزوجها المخرج الراحل: أندريه جدعون مثل: (ملوكنا الصغار) -(وعم يكبرون الأولاد)
-عملت في النهار العربي، والدولي تحت إشراف الراحل الكبير: أنسي الحاج.
-شاركت في فرنسا بِمهرجان الأفلام الفرنكوفونية من خلال فيلم من كتابتها للنص: “لبنان رغم كلّ شيء” من إخراج: أندريه جدعون.
-شاركت في التمثيل مع المسرح الرحباني الفيروزي أوبرالي «بترا» التي عُرِضت في الأردن، ولبنان، وسوريا.
-سجّلت شادية في التلفزيون اللّبناني حضوراً مؤثراً، وفاعلاً في برنامج <<بين العلم والخرافة>>.
انتقلت شادية الحاج إلى العيش في أستراليا عام 1988م حيث عملت في مجالات ثقافية عديدة:
-شَغِلت منصب رئيسة تحرير في صحيفة (صوت المغترب)؛ وهي أوَّل صحيفة تأسست في أستراليا، ثم مجلة “جسور”، ومجلة “فن”، ومجلة “النجوم” التي تصدر باللُّغتين العربية، والانكليزية.
-شاركت فِي برامج إذاعية مِن إعدادها، وتقديمها كبرنامج “أستاذ وحيد” النّقدي الاجتماعي الذي بثَّ عن طريق هيئة البث الخاص في ملبورن.
-حائزة على “جائزة المرأة في الإعلام” من المجلس العربي الأسترالي.
-عَمِلت في جريدة (الشّرق) بالإضافة إلى كتاباتها في صحفٍ عربيةٍ عديدةٍ منها: التلغراف، والنهار.
-أشرفت على دورات كتابية للنساء العرب، وذلك بناء على منحةٍ مقدمةٍ من المجلس البلدي <كامبلتاون> Philip Institute(typo correction ) .
-وحقق الكتاب (ماشي الحال) نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى جزء ثاني لِكتاب عن الأطفال.
-كتبت مسلسلاً اجتماعياً إلى قناة( sbs) كوميدي ساخر (الكوميديا السوداء)؛ مسلسل انتقادي لعاداتنا وتقاليدنا مع الضوابط، والفوارق.
-حاضرت لمدة ثلاث سنوات في جامعة (RMIT PHILLIP INSTITURE) في قسم اللغات متعددة الثقافات.
إصدارات شادية الحاج حجار:
-أثمن من العصافير ويترجم حالياً إلى اللّغة الانكليزية
-قصص المرأة المهاجرة
-مسرحية الفرس والربيع
-سيناريو الشُّعلة الزرقاء
-فيلم قصير (عالمان لا يلتقيان)؛ و قد حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم تلفزيوني قصير في ملبورن.
كيف ولدت فكرة (ميراث) في البال؟
مشروع «ميراث» هو ابتكار، وأسلوب فريد لتعليم اللّغة- العربية، وإحياء التراث العربي، واللُّبناني في أذهان، وذاكرة طلاب اللُّغة- العربية في أستراليا من خلال تعليمهم الأغاني باللُّغة- العربية.
ابتدأ العمل على مشروع ميراث في البال عام 2010م، يوم شهدت السّاحة القضائية في لبنان دعاوى متبادلة بين أفراد الأسرة الرحبانية عن أحقية تسجيل أغنيات، وأعمال الأخوين الرحباني عام 2010م، وُلِدت لدى الإعلامية (شادية الحاج حجار) فكرة <فيروز في البال> على غرار أغنية فيروز «القدس في البال»، وقد تواصلت شادية يومها مع ابنة السيدة فيروز (ريما الرحباني)؛ لاستئذانها عن إحياء يوم لفيروز في أستراليا، فجاء الرد إيجابياً تحت عنوان <<المحبة لا تستأذن أحداً>>.
بِتاريخ 2011م بيوم عيد ميلاد فيروز أحيت شادية في سيدني يوم «فيروز في البال» الذي لاقى نجاحاً لائقاً غير متوقع، وأقيم في «باور هاوس ميوزيوم»- سيدني بمشاركة تلاميذ الراهبات الأنطونيات في ملبورن بوساطة عروض مسرحية، وإزاء هذا النجاح طالبوا أساتذة اللُّغة العربية شادية بتكرار هذه التجربة.
وابتدأ العمل سنوياً عام 2013م حيث توالت الحفلات تحت اسم (ميراث في البال) بِكل عام قدمتْ فناناً جديداً، بالإضافة إلى حوارات، ومقابلات كثيرة مع شخصيات، وتكريم كثير من الفنانين سنوياً.
مهرجانات ميراث في البال:
2012م مهرجان الكوميديا العربية في البال (دريد لحام في البال).
2013م مهرجان (الشحرورة صباح في البال).
2014م مهرجان (آل لحود في البال).
2016-2015م مهرجان (الدويوات) – DUOS- للأغنية الثنائية.
2017م مهرجان (الأنزاك داي) في البرلمان هوس، وتمّ التكريم مِن قِبَل السيناتور: شوكت مسلماني.
2019م مهرجان (حيث تلتقي البحار)، قد جمعَ المهرجان كل من المدن الساحلية: الاسكندرية، وطرطوس، ولبنان، وفلسطين.
2022م مهرجان (ذكرى العشر سنوات لتأسيس ميراث في البال) حيث جمع طلاب الجامعة الوطنية من كانبيرا الذين حضروا للمرة الثانية، وشاركوا في الحوارات.
ميراث في البال؛ هو برنامج حافلٌ حاضنٌ للكبار والصغار، و تكمن الحداثة هذه السنة بِحضور، ومشاركة الممثل اللبناني الأصل: فيراس ديراني، مع حضور طلاب من الجامعة الوطنية في كانبرا، وحضور من نيوزيلندا بِالتعاون مع القنصل الفخري هناك السيدة: <<هنرييت نخلة>>.
وتستغرق التحضيرات عادة لكل عملٍ ثلاثة أشهر بين مدربي الرقص، والغناء، والموسيقى، وبين التلامذة.
وبعد السنة العاشرة تقول شادية: “سيكون هناك هيكلية جديدة للمشروع، وسنشرك قطاعات أكثر في المشروع مع تغطية أماكن أكثر”.
وتشير شادية إلى أنّ السّاحة الأسترالية بحاجة إلى دار أوبرا للفنون العربية؛ لتعزيز الهوية الثقافية، والتراثية للجالية العربية التي تجمع بين أصالة الماضي، وحداثة الحاضر.
نحن بحاجة إلى فن راقٍ، وتثقيفي، وترفيهي تنمو عليه أجيال المستقبل يتعرفون على تراثنا، ولغتنا العربية؛ اللّغة التي بهرت العالم بفصاحتها، وأصبحت في مأزق حقيقي، وقد وصلت إلى مرحلة عسيرة، وتراجع الاهتمام بها، رغم أنها المكون الرئيس لهويتنا الوطنية، وحفظ تراثنا، وعلينا الاهتمام بها، وتعزيز مكانتها.
وتضيف:” فرحي كبير في نجاح، وإبداع أطفالنا الموهوبين الذين تحملوا مسؤولية، وتحدي كبير على عاتقهم في نجاح مهرجانات ميراث؛ هم الدافع الأكبر للسعي أكثر إلى الإنجاز، والتفوق.
نجاحهم جعلني ألمس السّماء العالية، وأعيش مع روعتها، عثرت معهم على جزء من نفسي، عملت بلا كللٍ، نجحت.. صادقت أناساً حفروا محبتهم على جدران قلبي.
في النهاية نحن لا نختار أقدارنا، آباءنا وأمهاتنا ولا أوطاننا، لكننا نعشق هذه الأقدار، وسعيد مَن كان له وطن يحبه، ويشتاق إليه في الغربة، ولكن الأسعد منه مًن يجد في غربته وطن آخر يؤنسه، وينهل منه دفئاً وحناناً، وشرفاً كبيراً لي بنقل تراث وطني لبنان إلى أستراليا”.
كلمة أخيرة:
في الخِتام : التسلق إلى القمة ليس طمعاً بها، ولكن لإزالة غشاوة الأنا، وأنت تتبعها، فتتضح لك الرؤية أكثر، وتتصالح مع إنسانيتك .
تمثلاً بالمثل الصيني: “إذا كنت تخطط لمستقبل قريب ازرع أرزاً، وإذا كنت تطمح بِأن تخطط لعقد أو لعقدين ازرع شجرة، وإذا كنت تخطط لأبعد من الاثنين أي؛ لمدى الحياة معاً عَلِم، ثقِف، رَبي”.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=11507