إشراف شيراز
تلك الجميلة سيئة النص، حسنة الإخراج.. كلما دققت في معانيها تبدو مبتذلة .. ضعيفة.. غارقة في التفاهة حتى فتحة الصدر.. كل أسفلها نقطة ساخنة كساحة حرب.. أما ما فوق فحرف علة كبيرة.. مدن منكوبة .. وكل أفكارها عارية فيها كل أخطاء التغطية.. .
هكذا يلصقون بها الصور الزائفة كما يشتهون لا كما تفرضه الحقائق.. بإمعان ولذة بالغتين تخدش إنسانيتها… من وضعها تحت هذا العنوان الغليظ المستهتر بقدراتها.
أليس تلك الجملة الطويلة مخالفة خشنة لتعريفها كما يليق بالأدب.. هل يفترض أن تكون كل جميلة تافهة..؟
– تلك الفكرة التي أهدتها الكثير من السيئات وتحولت إلى قاعدة راسخة ورواية واحدة على كل فم.. و كل الأفواه أبواق…!! – أم أنه إدعاء ماكر تسمّر في الذهن واستقر على حاله كعقيدة ثابتة وحقيقة مؤكدة.. فبقي كرأي خامل لا يحمل عزيمة التغيير من قوة غرسه و طول عمره دون محاولة رد اعتبار للحقيقة.
هناك من يحب خلق أبطالهم.. ومنهم من لا يسعى إلا لصناعة المهزومين.. ومهما وصلت حبكتهم وقدموا كافة ما لديهم.. تبقى ناقصة.. محاصرة.. فيها علامة فاضحة ..تبلغ حد السخافة.
طبعا هذه الكذبة تبدو للوهلة الأولى صريحة.. لكن أكثر ما يشوهها قصر قامتها .. والعالم أثبت أنها تتحدى الرجل و تتجاوزه… كحقيقة غير ملثمة وغير مؤلفة .. منزوعة التزييف.. وانتزعت اعترافه بكامل أهليتها من جحيم غروره.
لكن تبقى ذاكرته مرفأ مليء بالنسيان والإنكار.. ولا يذكر غير جسدها الممشوق.. وقدها المياس.. في أوج أنوثتها .. في وقتها الأقل.. وحين تكبر يدخلها في ذمة رماده.. وفي الاجمال يراها صورة ناطقة لجحيمه إذا ما حاورته… فيلقي عليها كل ما استطاع من تأنيب تاء التأنيث و نون النسوة و جمع المؤنث السالم..
المرأة الجميلة في مجتمعاتنا .. دائمة الحذر، تراها ترتمي فجأة جانبا تجنبا لقذيفة.. فالشرف في بلاد العرب ميدان للرماية .. تصوب كل الأسلحة نحوها.. وما كانت آثمة.. والقتل المعنوي أضعف الإيمان.. خاصة إذا ما لم تجز العبور إليها كعنوان.. فما كان السفر إليها إلا مستحيلا..
المرأة.. هذا الكائن يبدو لبعضهم كأنها حلت بها الصدفة وفقط بأعجوبة الصدفة حلّت!! تلك الصدفة التي قادته للحياة وأبقته على قيدها ويعود إلى رحمها كلما اشتاق لأمه بطريقة ما… فليعلم أن جسد المرأة مقاما مقدسا.. قبة الصخرة.. لم تخلق لتكون حفل توقيع للقبلات وتتهاوى مع تهاوي الضحكات.. إذا ما تكدست فوقها الاتهامات
رجاءً ابقوا جزءً منها سليما .