شهدت العاصمة المجرية بودابست أجواءً من المتعة والإثارة والتشويق كرسها أكثر من مائة فنان من فناني ومبدعي ومتخصصي فنون السيرك جاءوا من أربع قارات من العالم ليقدموا مختلف فنونهم وإبداعاتهم وفقراتهم الخطيرة والمسلية المضحكة والمثيرة المدهشة والتي تخطت الخيال والمنطق ليستمتع بها جمهور السيرك كباراً وصغاراً وذلك ضمن فعاليات مهرجان السيرك الدولي الرابع عشر.

 ذكرى مرور 254 عاماً على تأسيس السيرك

يعد المهرجان فرصة رائعة لممثلي السيرك العالمي للقاء، وتبادل الأفكار المميزة والعروض المبتكرة والإبداعات المدهشة لفنون السيرك من ألعاب بهلوانية وسحرة ولاعبي أكروبات وعروض للحيوانات المروضة، حيث يحيي المهرجان هذا العام ذكرى مرور 254 عاماً على تأسيس السيرك الحديث على يد لاعب السيرك الإنجليزى فيليب أستلى في لندن عام 1768. رغم الجائحة سيرك بودابست لم يتوقف

وحسب موقع المهرجان budapestcircusfestival-hu، فقد ظل فن السيرك حياً لعدة قرون، بفضل أولئك الأشخاص الذين اعتقدوا أن الأداء البشري لا حدود له، وتمكنوا من الحفاظ على هذا المفهوم لأجيال فقبل خمسة وعشرين عامًا، قامت مجموعة من المهنيين بقيادة إستفان كريستوف بإنشاء مهرجان بودابست الدولي للسيرك، حيث ظل السيرك أيقونة الترفيه بلا منازع لعقود طويلة حتى أثناء اجتياح وباء كوفيد 19، ففي الوقت الذي تم إغلاق جميع السيرك في أوروبا، لم يغلق سيرك العاصمة في بودابست، حيث اتخذت إدارة سيرك العاصمة في بودابست خطوة جريئة واستقبلت الجمهور

 إعادة بناء المعابد الثقافية مرة أخرى

حسب موقع hungarytoday-hu فقد أكد بيتر فيكيتي، وزير الدولة للثقافة بالمجر، في افتتاح المهرجان، أن مهرجان السيرك الدولي الرابع عشر والذي افتتح في بودابست بأول مؤتمر أكاديمي دولي على الإطلاق بعنوان مباني السيرك في أوروبا، يركز على الإنشاء والبقاء والتحول والتغيير الوظيفي وتدمير وتجديد مباني السيرك الأوروبية.
وأشار فيكيتي إلى أن الخبراء الفرنسيين والبريطانيين والبلغاريين وآخرين من موناكو وكندا بالإضافة للهنغاريين يراجعون في المؤتمر كل مبنى سيرك رئيسي، لا يزال قيد التشغيل أو مهدوم في أوروبا، ويستكشفون تاريخ سيرك العاصمة في بودابست ويناقشون الاتجاهات والتقنيات المعمارية الجديدة لافتاً لتطور السيرك على مدى القرون الماضية من شكل من أشكال الترفيه إلى مهنة فنية مع الحفاظ على تقاليدها.
وأكد وزير الثقافة الهنغاري على أهمية الفضاءات المعمارية التي يتم إتاحتها للسيرك، فالسيرك يحتاج دائما لمساحات كبيرة تتناسب مع احتياجاته، سواء مبنى متين لعرض أداء العاملين به، أو مناطق تخزين وحفظ واستضافة للحيوانات لافتاً أن الكثير منها لم يعد موجودًا في أوروبا بعد الآن. وقال فيكيتي: “ما سيكون موضع ترحيب كبير هو إعادة بناء هذه المعابد الثقافية مرة أخرى”.

ومن ناحيته رحب كذلك خلال الافتتاح آلان فرير، المؤسس والمدير الفني لمهرجان مونت كارلو الدولي للسيرك، بمهرجان بودابست باعتباره فرصة لممثلي السيرك في العالم للقاء.

عروض وفعاليات مبهرة

عبر أيام المهرجان قدم فنانو السيرك ومبدعو الأداءات الاستعراضية والبهلوانية عروضهم المبهرة والتي خلبت ألباب الجمهور وأشادت بها لجنة التحكيم الدولية والتي تكونت من عدد من أهم فناني ومحترفي فنون السيرك بالعالم.
من العروض المبهرة عرض لاعب السيرك ميخائيل إرماكوف من روسيا والذي قدم عروضاً أدائية احترافية مميزة خلال فقرته للتعامل مع عرض الكلاب وقدم الفريق المكسيكى مهارات متعددة من الأكروبات كما قدمت الفنانة ألكسندرا ليفيتسكايا سبيريدونوفا من روسيا عرضاً مذهلاً من المهارات الاستعراضية إضافة لعشرات العروض الأخرى بطول أيام المهرجان كان من أنجحها العرض البهلواني للدراجات الهوائية الأحادية حول حلبة سيرك بودابست على ما مجموعه 17 عجلة مكدسة فوق بعضها البعض، بارتفاع 9.08 متر، وتغطي مسافة 20.3 متر.
شهد المهرجان كذلك الإعلان عن تدريب عالي الجودة في معهد Imre Baross Artist Training Institute، الذي يعود تاريخه إلى سبعين عامًا، للفنانين والممثلين وتقنيي السيرك. حيث سيتم إنشاء مبنى مدرسة جديد لتلبية جميع احتياجات فناني السيرك ومبدعيه.

جوائز المهرجان

– فازت فرقة كيفن ريشتر المجرية ومجموعة زاريبوف من روسيا بالجائزة الذهبية.
– وحصل الثنائي الروسي الأوكراني أوليكسي جريجوروف ومارينا جلافاتسكيخ، والأخوان فاردانيان من روسيا وإيكاترينا زاباشنايا وكونستانتين راستيجيف من روسيا على ثلاث جوائز فضية.
فازت فرقة كيفن ريختر بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لمديري السيرك المجريين.