مجلة النجوم – سيدني

بقلم ميرنا المصري

في دواخلنا جميعا ذاك الطفل الذي يود أن يُحَب كما هو..ويُتَقَبَل كما هو..ويُحترم كما هو..

ولكن من أجل أن تستمتع بوجبة مديح دسمة، أو للسفر في الدرجة الرفيعة عبر نظرة إعجاب، أو لاستئجار غرفة صغيرة في قلب أحدهم، أوللتخرج بشهادة مرموقة من جلسات النميمة..

بالأحرى لتُقبل وتُحب كما أنت ..أزهقت “أنت”

فلقد قمت بحمية قاسية :إذ أزلت من وجباتك اليومية آراءك الشخصية..وبت تتناول من التفرد القليل فلا يمنحك كيانا ولا يسد رمق تميزكالجميل،وذلك كي تندس في ثوب معاييرهم الضيقة وترضي الجمهور الغفير..

فكم من نعم تخفي في جيوبها ألف لا..بحجة انك تحتاج  لتقبلهم..

وكم من “حاضر” تنبض في داخلها بألف ” لا استطيع”..بحجة أنك تحتاج لتقبلهم..

وكم من بسمة باردة عانقتها دمعة حارقة من كلمة جارحة بحجة أنك تحتاج لتقبلهم..

وكم من امراض نفسية وجسدية تتكبدها ثمنا لذاك التقبل..

فليذهب هذا التقبل الى الجحيم..

قل لا وإن لم يعجب رفضك الغير فلقد جنبك القيام  بما لا تريده..

أرفض ما لا تقوى على تحمله فإن خسرت بصراحتك مستغل، فلقد كسبت راحتك..

اغضب من كل كلمة جارحة او مزاح تافه وارفضه ولا تسمح لذوي عقد النقص ان يفرغوا قبحهم الداخلي في أقنية اهانتك أو الاستهزاء بك..

إن عدم وضع حدود نفسية واضحة للغير ..وإهمال اصغائك لرغباتك واحترامك لقدراتك والتعبير عن مشاعرك، سيجعلك دائما مستنفذ ودائمامستهلك ودائم الغضب وستصاب بأمراض جسدية خطيرة كما ستخسر احترامك الذاتي وتقديرك لنفسك..

كن انت ولو خسرت اي كان فلقد كسبت نفسك وستستقطب من يحبوك ويتقبلوك ويحترموك  كما انت.. وطبعا سيبتعد عنك ذوي الامراض النفسية، الذين لا يطربون الا لسماع كلمات القبول، ولا يتقبلون الا من يشبهونهم،ولا يلقون بالاً لمشاعر الآخرين او آرائهم..

كن انت

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=18841