أحمد الاسدي – بغداد
الدكتور الأب القس فيليب هرمز الدومنيكي
الولادة مكان وزمان للتصالح والمحبة ، فبدونها تكون الحياة مظلمة
رياض هرمز
هذه السنة سحتفل بالميلاد ونقيم الصلاة في كنائسنا بلا داعش الارهابي
يوسف المرشد
نحن أبناء العراق شربنا من مائه واكلنا من خيره وتعايشنا الاف السنين، سنحتفل مع الاخوة المسيحيين بكل محبة .
في يوم رأت فيه عيونه النور , أطل على الدنيا بكل ماقدر له أن يحمل من رسالة المحبة والسلام والطمأنين , طفل المغارة الذي أحاطت ولادته الملائكة بالنور المقدس , وطالما انتظرته الانسانية للخلاص من ضلمها وجبروتها الذي عاشه المضطهدون على مر أزمنة وعقود ,, ولادته لازالت للان مصدر النبراس للبشرية , ولادة غيرت مجرى التأريخ , , فجاء للبشرية بالخلاص في وقت يخيم شعور باليأس , فيعيدون الامل من جديد وينشرون المحبة أينما حلوا وأرتحلوا , , في يوم الميلاد رأت عيناه النور , أتى لهذه الدنيا و يوم ميلاده نقلة من عالم الغيب الى عالم الوجود , نقل الانسان وتغيير حاله , أصلاح لما مضى وبداية لعالم جديد , أنها الاضافة للحياة , اضاءة جديدة فيها الفائدة المرجوة من السماء , ميلاد المسيح محطة تغيير وبدء من جديد لكل شخص .
يحتفل العراقيون بمولد السيد المسيح – عليه السلام – بأجواء تختلف عن غيرها من السنوات والايام , الكنائس التي كانت تستوحش الصلاة والتراتيل والدعاء عادت لتستقبل أهلها وتفتح أبوابها وتسمتع بشغف وفرح لاجراسها وهي تعلن عودة الحياة لوطن يتنفس السلام وتنمو فيه الازهار حتى بين طرق مليئة بالعبوات التي زرعت لتنسف البشر وتقتل الشجر والمدر .
الدكتور الاب القس ( فيليب هرمز الدومنيكي ) ,, يقول عن الميلاد المجيد , هو عيد ميلاد المسيح في الخامس والعشرين من كانون الاول , الميلاد الذي كان بالاساس عيد النور , عيد الامبراطورية الرومانية وصار هو عيد الشمس , عيد يسوع المسيح الذي هو نور العالم أتى بنور الله الى هذا العالم لانه أنقذنا من براثن الخطيئة وجعلنا نعرف كيف نمشي بطريق الله , هو عيد للطفولة , عيد الرجاء , عيد للايمان , عيد للعائلة ايضا لانه يتيح للعائلة الاحتفال بهذا الطفل الذي ولد في المغارة وبالتالي عرفنا طريق الرب , بالنسبة للعراق نحن نؤمن بأنه المسيح لم يولد كطفل فقط في فلسطين قبل الفي سنة أو اكثر بل يولد دائما في كل منطقة من العالم أين مايكون الخير والارادة الحقيقية التي تشتغل من أجل الخير والعطاء , الولادة هي بكل العالم , نحن نريد من الميلاد أن يكون سببا للتعاضد وللبناء وللمصالحة , بناء سلام حقيقي , بناء مصالحة حقيقية وليست فقط بالكلمات , المسيح جاء قول وفعل , المسيح يدعو للحياة الحقيقية للوحدة في كل الطوائف والاديان والمعتقدات , وتلخصت أمنيات ( الاب فيليب ) في أمرين اولهما أن الولادة التأريخية للمسيح في بلدنا أن تكون ولادة حقيقية داخل قلوب الناس تصبح فرحة تعم كل قلوب العراقيين لان كل الانبياء جاؤا لفرح كل القلوب , والامنية الثانية أن تتحقق المصالحة بين كل المكونات , هذه الولادة تكون مكان حقيقي للتصالح وزمان حقيقي للتصالح , فبدونها تكون الحياة مضلمة .
رياض هرمز ( مسيحي عراقي ) يضيف لقول الاب فيليب , أن الميلاد هو عبارة عن حياة جديدة , عمر جديد ونقاء جديد , أنفتاح على العالم من جديد , رؤية العالم لي , هي فرصة للتغيير قدر المستطاع , هذا الميلاد بالنسبة لنا يختلف عن السنة التي قبلها , هذه السنة ستكون الولادة غير التي سبقتها من سنوات المناسبة لانها حقبة من الظلم تلك التي كنا نعيشها بل ماكنا نشعر بالولادة لان الاماكن التي كنا نقيم فيها الصلاة والعبادة كانت محتلة من قبل داعش الارهابي كثير منها كانت مهدمة ومعطله عن تأدية الفرائض والمناسبات ,
بفرح غامر نستقبل هذا الميلاد المجيد , هذا مابدأت به السيدة ( ريتا بهنام ) كلامها مؤيدة كلام زوجها رياض , لكن فرحتها – كما تقول – نابعة من كونها أصلا من أهالي مدينة الموصل التي نزفت طويلا جراء ماحصل وتوجب عليها الان ان تفرح كثيرا , لقد جاء السيد المسيح نور سلام للانسانية واشاعة المحبة ليس فقط في زمانه بل في كل الازمنة , وتلك هي رسالة الانبياء الذين يفترض بنا ان نطبق تعاليمهم واهدافهم التي غرست فينا , يتوجب علينا أن نتعايش بحب والفه وانسجام فالقواسم التي تجمعنا كثيرة جدا , بهذه الارض ولدنا وتعايشنا وتوحدت قلوبنا بالحب , بنيننا الارض معا وعمرناها معا يدا بيد , هذه هي رسالة المسيح والذين جاؤا بعده من الانبياء , هم خير المصلحين , المضيئين الدنيا رحمة للعالمين , سلام هي الولادة في ( بيت لحم ) ونور هي الولادة في كل مكان .
يوسف المرشد ( أعلامي ) يقرر أن يحتفل بالولادة مع المسيحيين !! ويضيف أنها ليست المرة الاولى وسيكون بغاية الفرح والسرور , المسيحيون شاركونا كل الافراح والاحزان , بل في انهم قد ( علقوا ) الاحتفال ببعض مناسباتهم حينما كانت تتزامن مع مناسبات لنا نحن المسلمين وهذا لدينا في العراق ليس بغريب فهم اخوتنا في كل شيء , والاحرى بنا مشاركتهم الفرح بمولد طفل المغارة السيد المسيح عليه السلام , نحن أبناء هذا الوطن شربنا ماء واحد واكلنا من خير هذه الارض وتعايشنا بها الاف السنين , سوف نكون معهم في الكنائس وكل مكان يحتفلون فيه , سنشترك بالفرح الذي قررنا منذ أمد ان نصنعه رغم مامر بنا , عندما أستهدفنا الارهاب لم يفرق بين كنسية ( سيدة النجاة ) وبين ( مسجد الرسول وحسينية المرتضى ) لهذا نحن سنصنع الفرح معا ونعيشه معا , الولادة هي مناسبة عظيمة للتعبير عن السلام والمحبة ودعوة للمصالحة في عراق واحد .