بعد رحلةٍ ماراثونيةٍ حافلةٍ بالجمالِ والمحبةِ والفنِ من عمرِ مسابقة النجوم 2016 بنسختِها التأسيسيةِ الأولى ، وصل قاربُ مجلةِ النجومِ الى سواحلِ الحلمِ، محملاً بعشرة مواهب، كانوا ضيوفاً على مسرح قاعة البلفيو في مدينة بنكستاون – سيدني يوم 16-9، لإحياء حفل الختام ، الذي كان حدثاً فنياً مهماً بارزاً في حياة ِالجالياتِ العربيةِ في سيدني والتي لم تألفْ مثلِ هذه الفعاليات بكلّ هذا البهاءِ الذي عطّر سماءه النجومُ الذين تباروا بكلِ روحٍ رياضيةٍ وقدموا أجمل ما جادت به مواهبهم الغنائيةِ.
لم يكن الحفلُ تقليدياً وبشهادة المنصفين، لقد جاء على درجةٍ عاليةٍ من الدقةِ في التنظيم والبهاءِ، بدءًا من لجنةِ الاستقبال وحتى مسكَ الختام، وتتويج النجم ووصيفيه، مع ضيافة مميزة حرصنا على تقديمها لضيوفنا الكرام.
لم تكن مسابقة نجم النجم وليدة رغبة فردية أو صدفة مجانية، لقد كانت مشروعاً مدروساً، فقد جاءت مسابقةُ نجمِ النجومِ 2016 الإطلالة الأُولى لتِرسيخِ تقليدٍ حِضاريّ وجَمالي سَنَويٍّ، أردنا بهذا المشروعِ تَحقيقَ غاياتٍ وأهدافٍ مُتعددةٍ، منها تبني الطاقاتِ الفنيةَ الشابةَ في عُمومِ الجالياتِ العَربيةِ ونكون لهم حاضنةً لائقةً لِتحقيقِ أحلامِهم الفَنية، بِطريقٍ صحيحٍ وسريعٍ، كما نعمل عَلى صناعَةِ النجْمِ المحليِ، وتسويقِهِ في عالمِ الفَنِّ عَلى مُستوى القارةِ الأستراليةِ ولاحقًا إلى البلدان العربية والعالم، كما نطمحُ في برنامجِنا أن نبني حصانةً نفسيةً رصينةً وأمينةً لشبابِنا المهددِ في الوقوعِ بأسرِ القوى الشريرةِ، والتي تستهدفُ هذهِ العينة المجتمعية بكلّ ما تقدمهُ من إغراءاتٍ ماديةٍ وغسيلِ دماغٍ فكريٍّ يقودهم ليكونوا مادةً لخرابِ الحياةِ والجمالِ والمحبةِ والسلامِ، لهذه الأسبابِ مجتمعةً أطلقنا مسابقةَ نجمِ النجومِ 2016 بنسخَتِها التأسيسيةِ الأولى لتكونَ خطْوَةً راسِخَةً مُهمَّةً في اقتراحاتِ مجلةِ النجومِ الجماليةِ المتواصلةِ.
كان برنامجُ الليلةِ حافلاً بتنوع فقراته، مع الجمهور الكبير الذي غصت به القاعة. جمهور أتقن مهمته في التذوق الجمالي والانحياز للصوت الأفضل أداءً وحضوراً. جمهور وقف مع نجمِهِ المُفَضّلِ، فحملَ الكثير منهم صورةَ المرشحِ المفضلِ لديهم، وبعدَ أنْ بَدَأَ الحفل بالنشيدِ الوَطَنِيّ الأسترالي، جاءت كلمة ريمي وهبي المدير العام، وبعدها كلمة وديع شامخ رئيس تحرير مجلة النجوم ، حتى جاء دور عازف الكمان فارس خوري « لُيتمع الجمهور بروعة الأداء،ثم حان وقتِ الفقرةِ الساخنةِ لاختيار المتأهلين الخمسة بواسطة القرعة لأداء وصلاتهم الغنائية أمام الجمهور ولجنة الحكم.
وبعدها جاءت فترة تقديم وجة العشاء، إذ كان لفرقة الرقص البرازيلية القول الفصل في امتاع الحاضرين، ثم كانت فقرة القرعة على المتأهلين الخمسة المتبقين، الذين أدوا أغانيهم أمام الجمهور ولجنة الحكم أيضا، وعند اكتمال عقد المتأهلين، وزعت الهيئة المشرفة على المسابقة استمارات التصويت، وكانت عبارة عن ورقة فيها صور واسماء المرشحين ويجب على المصوت أن يختارَ واحداً من المرشحين برسم علامة «أكس» على اختياره، بينما نزلت فرقةُ زفةِ لبنان لِتسحرَ الجمهورَ بأدائها، اجتمعت لجنةُ الفَرزِ بكلِّ سِريةٍ وشفافيةٍ لتفرز أصواتَ الجمهورِ، ثُمّ استدعينا لجنة الحكام بشخص أعضائها «مجدي بولص، نسرين ناصيف، بشار حنا» وقد تم التدقيق من مصداقية نتيجة تصويت الجمهور، مع وجود بعض الأوراق غير الصالحة لعدم حيازتها على شروط التصويت أو خلوها من أيةِ عَلامةٍ على ترشيحِ أحدٍ ما، ولقد حسمت النتائج بالمقابلة بين حصة الجمهور وحصة لجنة الحكام بواقع 50% لكلا الطرفين، ولقد ترشح خمسة منهم في المركز الأول. من بين المتأهلين العشرة وهم»نوار السيفي، رشا حرب، فادي عساف، حكيم حمود، ميلاد يوسف، أنمار الشاعر، سامر السعدي، دايمان هيفا، الياس النصير، ماثيو اسطيفان».
وعلى مَنَصّةِ التتويج حضر جميع المشاركين والمتأهلين معاً، وفاءً منا لهم ليتسلموا هدايا تقديرية لمشاركتهم في النسخة التأسيسة الأولى لمسابقة نجم النجوم، وبعدها كان عريفُ الحَفلِ ماهراً في التلاعبِ بِنَبضِ الحاضرين وهو يذيع أسماء المتأهلين الخمسة الأوائل من العشرة، حتى حانَ موعدُ إعلانِ الوصيفين الثاني والأول، إذ جاء العراقي ماثيو اسطيفان الوصيف الثاني، والسوري إلياس نصير الوصيف الأول، ثم صمت الجميع وحبست الأنفاس لمعرفة نجم النجوم بين الاثنين المتبقين «انمار الشاعر، وداميان هيفا» حتى بدد عريف الحفل الريبة، باعلان داميان نجم النجوم 2016 .
عم الفرح وتمت الخاتمة، وكان المتأهلون على درجة عالية من الخلق الرفيع بتقبل النتائج حيث ُحمل داميان على اكتاف المتأهلين تهنئة وفرحاً ، وهذا درس اخلاقي مهم أردنا توطيده من ضمن دروس المسابقة. وقد تناوب على توزيع الجوائز نخبة من الداعمين؛ وفي الختام لقد انجزنا برنامج «نجم النجوم» بكل جدية وحرص، ولم نزعم أننا بلغنا ختام الكمال. قلوبنا مفتوحة قبل عقولنا لتقبل كل ملاحظة مسؤولة وحريصة، ونفوسنا صالحة لامتصاص كل ردة فعل سلباً أم إيجاباً ، سنجمع الحجر الذي رمينا به لنجعله سلما لنا لمواصلة المسير، ونجعل من الورد الذي طوقنا به أريجا للسنة القادمة، سنعدكم أحبتي جميعاً بالعمل الجاد والمخلص في السنوات القادمة.