جمعية الشابات المسيحية
زيادة وعي النساء والفتيات لتمكينهن من التعرف على تدابير الحماية التقنية
الجريمة الإلكترونية هي مخالفة ترتكب ضد أفراد أو جماعات باستخدام وسائل الاتصال الحديثة على الإنترنت عبر غرف الدردشة أو البريد الإلكتروني أو بواسطة الهواتف الجوالة والأجهزة الذكية (سمارت فون).
في الأردن صدر قانون الجرائم الإلكترونية رقم 27 لسنة 2015 تحت اسم (قانون الجرائم الإلكترونية لسنة 2015) ويتكون القانون من 18 مادة وتتناول المواد من 3 إلى 17 منه العقوبات المختلفة التي تتعلق بجميع المخالفات والانتهاكات الخاصة بالشبكة المعلوماتية ونظام المعلومات والتي قد تبدأ بالحبس مدة تترواح من أسبوع إلى ثلاث سنوات (حسب الجريمة) ودفع غرامة تبدأ من مائة دينار أردني إلى 5 آلاف أردني (حسب الجريمة).
وعلى المستوى العالمي يقول خبراء الجرائم الإلكترونية المنظمة إن الشركات حول العالم تتكبد خسائر سنوية يصل تقديرها إلى حوالي 800 مليار دولار، وقد ارتفع مؤشر الهجمات الرقمية إلى مستويات غير مسبوقة وصلت إلى حوالي 42 في المائة.
يأتي تسليط الضوء على موضوع الجرائم الإلكترونية في الأردن بعقد العديد من ورشات العمل لزيادة الوعي بين النساء تحديداً حول عمليات الابتزاز التي تستهدفهن بشكل خاص، وبالذات فيما يتعلق بنشر الصور أو المواضيع الخاصة بهن أو غيرها من الخصوصيات التي تجبر المرأة على الاستسلام إلى التهديدات والابتزاز خوفاً من الفضيحة ودمار الأسرة.
من ضمن هذه الورشات التي عقدت أخيراً تلك التي عقدتها جمعية الشابات المسيحية في مادبا ممثلة برئيستها زهور الحوراني ومديرتها التنفيذية نبيلة غيشان وتحدث فيها عدد من خبراء الجرائم الإلكترونية ، وقدمت خلالها السيدة سوسن أبو عجمية ورقة بحثية حول الموضوع.
والسيدة سوسن أبو عجمية باحثة اجتماعية حاصلة على شهادة الماجستير في الانثروبولوجيا الاجتماعية وعملت وما زالت تعمل في العديد من المشاريع البحثية الاجتماعية التي تتعلق بالمرأة والمجتمع، حيث التقتها «مجلة النجوم « للحديث عن موضوع الجرائم الإلكترونية في الأردن فقالت:
لقد أكدت إدارة وحدة التحقيق في الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام أن مجتمعنا يعيش تحت تهديد الجرائم الإلكترونية التي تتسبب في إلحاق الأذى بالمعايير الاجتماعية والثقافية خاصة عندما يتعلق الأمر بالاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي. ووفقا لتحليل الوحدة، فإن أكثر أنواع الجرائم الإلكترونية شيوعا هو تشكيل حساب البريد الإلكتروني، واختراق المواقع الفردية والمؤسسية، والاحتيال المالي، وإساءة معاملة الفتيات والأطفال. ومعظم هذه الجرائم هي الابتزاز من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تضاعف عدد الجرائم من 1000 جريمة في عام 2011، ليصل إلى (2100) بحلول نهاية عام 2015، و 75٪ من ضحايا هذه الجرائم من النساء والفتيات.
وقد أظهر إحصاءات حديثة نشرت في عام 2016 أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن يتجاوز 5.9 مليون ، ما يعني أن 76٪ من السكان يمكنهم الوصول إلى خدمات الإنترنت. كما أظهر تقرير إحصائي صدر في وقت مبكر من عام 2016 لقياس مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية مثل «الفيسبوك» أن الأردن يحتل المركز 60 على مستوى العالم، وأظهر التقرير نفسه أن 42٪ من مستخدمي حساب الفيسبوك في الأردن هم من الإناث.
وتعتقد جمعية الشابات المسيحية أنه من المهم بشكل متزايد زيادة الوعي بين النساء والفتيات في المجتمع المحلي لتمكينهن من التعرف على تدابير الحماية التقنية التي يمكن اتخاذها أثناء استخدام التكنولوجيا. وإلى جانب ذلك، يلزم توفير خدمات التوعية القانونية والمشورة للنساء ضحايا العنف السيبراني والفتيات الصغيرات.