إعداد جوزف حداد
بحضور راعي فريق الزهراء رئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ورئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية رئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همام.
لا شيء يعلو فوق «الزهراء» .. رعب وتدمير، وبالنهاية تتويج، احرج اندية الطائرة كافة ثم تربع على «القمة» منذ بدايتها الى ان وقف امس على المنصة «مرفوع القامة» وحمل كأس البطولة بجدارة واستحقاق. لم يتأخر ابن طرابلس والميناء يوما عن أداء رسالته، فهو بكل قواه المدمرة والمرعبة قدم فواصل طويلة من الابداع والالتزام.. لم يتأخر يوما عن اثبات نفسه والتأكيد على انه قادر على الاحتفاظ باللقب، ففعلها وتفوق على «الزعيم» «الانوار» بثلاثية بيضاء كانت آخرها تلك التي ابى الا ان يحتفل بها امام جمهوره الكبير، فانهى الموسم بشكل خرافي، وكان آخر فوز له بثلاثية نظيفة (29 ـ 27، 25 ـ 20، 25 ـ 16). انه اشبه بيوم الحشر في الميناء، لا مكان لأن تضع قدميك في القاعة التي اكتظت عن آخرها، فكل المحبين الذين ارادوا ان يحتفلوا بالبطل اموا الملعب غير اولئك الذين جلسوا امام شاشات عملاقة في امكنة اخرى، وهل افضل من أن يتربع فريقهم على السدة، وان يعيد البهجة مرة اخرى الى الفيحاء.
«خلصت الحكاية».. وحقق رجال المدرب المحلي القدير سيمون عطالله ما كانوا يصبون اليه. عرف الأخير كيف ينهي الموسم بخبرته ودرايته، ولم تبخل الادارة باي جهد او دعم مادي او معنوي من اجل اللقب، فكان للجميع ما ارادوا. حطت الطائرة اللبنانية اخيرا في «مدرج الميناء» انزلت الكأس وسلمته الى اربابه وتخلف «الأنوار» عن اللحاق به مرة اخرى، فكان المنطق الذي قال كلمته بعدل وحكمة، وكان على «الزهراء» ان يجود ويحصد ثمرة جودته.
ولن ينسى التاريخ لاعبيه: لن ينس ارتور الزايك وكريستيان عساف وغازي فنج وضرار عبيد، الى الطائر الفنزويلي كيرفن الذي يعد احد افضل اللاعبين الذي مروا على الطائرة اللبنانية في التاريخ، ناهيك عن جميل عبيد وهاني حليحل وغيرهم.
امس رفع «الزهراء» من جهوزيته فلعب بطريقة عصرية متطورة تعتمد على امرين: الاستقبال والدفاع ثم الهجوم، وحشد لاعبيه فامطروا ارض ملعب «الأنوار» بكل انواع الضربات وبالأخص كيرفن وارتور، بينما تكفل كريستيان عساف بالخطف، ناهيك عن الارسالات المتعددة السريعة والقوية من الجميع دون استثناء. لم يكن «الانوار» بالمقابل في مثل هذه الحالة فريقا من دون احتياط يعاني من الاصابات، فهناك بيار فارس الذي يلعب متحاملا على اصابته وكذلك جوزيف نهرا، بينما افتقد الفريق الى مُستقبِله وصمامِ امانه في الاستقبال ايلي النار الذي خرج مصابا، وبدا الباقون يحملون اثقالا في اقدامهم فـ «دوموتور» كبير السن ولا يستطيع ان يستمر بالاندفاع نفسه، وكذلك دينيس الذي حاول ولعب لكنه اخفق امام حائط «الزهراء»، بينما تبين ان البولوني زالنسكي لم يكن سوى صورة تعيسة للبديل.
تألق بيار فارس وكان افضل مستقبل بعلامة 100 بالمئة، وكذلك البديل عمر عبد الاحد الذي اعلن عن نفسه مرة اخرى بالنسبة نفسها. وكان كيرفن افضل مسجل كالعادة بـ19 نقطة.
لعب «الانوار» ندا امام خصمه في الشوطين الاول والثاني حتى انه اقترب من احدهما عندما تقدم (22 ـ 18)، لكنه خسر الشوط بعد ذلك ليحاول مرة جديدة ثم ينهار تلقائيا في الثالث ويبتعد عن «الزهراء» بفارق كبير (10 ـ 18) قبل ان يخسر الشوط ويتفوق عليه صاحب الأرض بدنيا وفنيا.
قاد المباراة الدولي حنا الزيلع وبسام الجميل
من المباراة
÷ حضر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الى الملعب قبل دقائق على انتهاء المباراة ليفاجئ الجميع بحضوره، بينما وجد رئيس اللجنة الاولمبية رئيس الاتحاد جان همام صعوبة بالوصول، فتأخر بضع دقائق قبل ان يتابع ويشارك بالتتويج.
÷ رحب الرئيس نجيب ميقاتي بـ «الأنوار» في طرابلس وتقدم بالتهنئة من الجميع ومن الفريقين على ما قدماه في الدور النهائي، وقال: «اتمنى ان تتجسد الروح الرياضية في طرابلس. واعلن عن دعمه المستمر للاندية الرياضية الطرابلسية، واشاد بالأجواء التي تعبر عن وجه المدينة الحقيقي».
في حضر المباراة اكثر من 3500 متفرج، احتفلوا بطريقة جنونية بعد فوز فريقهم باللقب واطلقوا الالعاب النارية وجالوا شوارع المدينة.