مرآة الميكاڤيلية أصبحت سائدة الآن في الشرق والغرب

عذراً منك يا أيها الفيلسوف الإيطالي نيكولو ميكاڤيللي على إسقاط مقولتك”الغاية تُبرر الوسيلة”
إن نظريتك تسوِّق لكل ما هو سيئ ويمكن تصنيفها بأعلى قممٍ للحقارة البشرية وتأخذنا بعيداً عن أسوار الإنسانية لتنافي كل مبادىء الأخلاق والقيم وتناقض كل الشرائع السماوية منها والوضعية، إن كل هذا الظلم والإجرام المقنع الذي نعيشه في هذا العصر ليس إلا انعكاساً من مرآة الميكاڤيلية التي أصبحت سائدة الان في كل ما حولنا وأصبح الشرق والغرب على اختلافهم يؤمنون بفكرتك الساقطة المنحرفة والتي توجه الطعنة القاتلة إلى صدر الكمال الإنساني.
لقد أجدتَ أيها الماكياڤيلي في تغذية العقل السياسي والفكري في عصرنا هذا وأصبحت مقولتك تلك منارة يهتدي بها كل ظلاميي هذا العصر من حكام وساسة ومفكرين
( كما يحلو للبعض تسميتهم ) .
من أنت لتُلغي الانسانية والاخلاق وقواعد الحق والعدل والفضيلة والواجب لصالح تحقيق مصلحة ضيقة لا تتجاوز حدود المادية العفنة فمبدؤك الذي يقوم على أساس أن كل شيء مباح إذا وجدت القوة اللازمة لتحقيقه ووجد المبرر المنطقي لفعله, إنما هو مبدأ تتعالى به على الخالق بتهريجك الساقط هذا.
لقد قرأت في أحد الايام عن هتلر إنه كان يقرأ كتابك “ الأمير” كل ليلة، أتراه مع صنيعك؟ يا له من إنسان مجرم سفاك للدماء قاتل للابرياء، لقد سيطرت فكرتك على عقله كما سيطرت على عقل موسوليني وها نحن الآن نرى في ساستنا وحكامنا بل وكثير ممن يسمون أنفسهم مثقفونا أصبحوا أكثر منك إيماناً وتطبيقاً لنظريتك يضعونها تاجاً على رؤوسهم الخاسئة.
فلتسقط مقولتك اللعينة وليسقط معها كلُ مبرر ينافي العدل ويتطاول على الإنسانية
شتان بين ثراك وثريا أرسطو …
بين نظريتك “ الغاية تبرر الوسيلة “
وبين نظريات أرسطو الذي يتناول الجانب العلمي للنشاط الإنساني والذي إرتقى نحو العالم غير المادي ليدرس المبادىء المطلقة للوجود
تناقضات كثيرة ومغالطات سفسطائية منك أيها الفيلسوف الايطالي وفلسفة باذخة من الفيلسوف اليوناني.