من سمات الكائن  الحي .. بشرا  أم حيوانا   ، جمادا   أم   نباتا،   أن  تكون  لديه  قدرة غريزية على حماية  وجوده من   الفناء.
الفناء أمام   آلة الزمن  الماضية بقسوة الى الأمام .
الجميع يتحصنون   وفقا  للحاضنة   المكانية   أولا ، فيتم تأثيثها وفقا   لمعايير  معلومة . الإنسان  بقدرته على تشغيل عقله   في التعامل   مع الزمانية الكبرى « الماضي ، الحاضر ، المستقبل « .  والحيوان   بما  توافر على قدرة عقلية وجسدية   للتعامل مع الخطر، والنبات   يكافح  وجوده بخضرته  والجماد  بلمسته الوجودية على الأفق العام  للمكان .
حوار الخوف أمام القلق  .. حوار الزمان  مع   المستهلكين ،  حوار البداية وعصا   الوصول الى النهاية ..
الحضارة  خروقات   متصلة   وسعي ماثل   للإ‘نتماء  الى  الحياة في ثوبها الأبهى ..
لا وصايا .. لا  نمط
منذ  أن وجد الإنسان على هذه الأرض  وهو  مهدد بعامل  الغياب الوجودي يوما بعد يوم  ، فصار هاجس الخلود  يقضّ  مضجعه.    َ سنة أخرى  تلوح للرحيل من تقويمنا   ونحن ما زلنا نتلفت الى السنين التي تمضي بسرعة مدهشة  .
في سفر  الإنسانية   هناك تلفت ُ  باهظ  الثمن  ، فقد تلفتت إمرأة   لوط  فأصبحت عمود ملح، وتلفت  إنكيدو فمات  والدود   أقام َ وليمةً على جثته ..، وأقرّ   لينين   بمبدأ الخطوتين للوراء من أجل الخطوة للإمام ، فصار تاريخا من شمع ..
في قصة ترويها   الغابة   بالقول « . تبلغ سرعة الغزالة حوالى 90 ك / ساعة،  بينما تبلغ سرعه الاسد حوالى 58 كم / ساعة، ورغم ذلك فى أغلب المطاردات تسقط الغزاله فريسه للأسد.. لماذا  ؟
لان الغزالة عندما تهرب من الأسد بعد رؤيته تؤمن بأنه   مفترسها لا محالة،  وأنها ضعيفة  مقارنة به  ،  خوفها من عدم النجاة يجعلها تكثر من الإلتفات دوما إلى الوراء من أجل تحديد المسافة التي تفصل بينها وبين الأسد ،  هذه الإلتفاتة القاتلة هي التي تؤثر سلبا على  سرعتها ، وهي التي تقلص  الفارق بين سرعة الأسد وسرعتها  ، وبالتالي ُتمكّن الأسد من اللحاق بها   ومن ثم افتراسها.إ
لو لم تتلفت الغزالة  إلي الوراء لما تمكن الأسد من افتراسها . لو عرفت الغزلان  أن لديها   نقطه قوة  فى سرعته كما أن للأسد قوة  فى حجمه  لاستطاعت النجاة ،  فكم من الأوقات إلتفتنا إلى الماضي فافترسنا بإحباطاته وهمومه وعثراته…
وكم من خوف من عدم النجاح جعلنا نقع فريسة لواقعنا ،  وكم من إحباط داخلي جعلنا لا نثق بأننا قادرون  على النجاح وتحقيق أهدافنا وقتَلنا الخوف في داخلنا
الإلتفات   الى الوراء  لا بد أن يعني   المثول في يدي التقويم  ، لتأمل السنة الماضية بحزم ، لنذهب للسنة الجديدة بكامل عدتنا .. للفرح،  لصنع الحياة ، لصنع السلام ، للمساهمة   في جعل الوجود على  الكرة الأرضية  الساخنة  ، محتملاً جدا ، وشهياً ..
بين  الخضوع   للماضي   وتأمل   سرّ  الحاضر , سنكون أول الماضين الى  العيد  ..
نشعل شمعة  الفرح برأسنا أولاً ، . نشعل ضوءا  يليق بنا
أيها السائرون  الى العام الجديد ،  دعونا  نلقي  تقاويمنا في الماء  ونصنع يومنا الجديد .
يوماً يليق بنا
سنة لنا  ..
والمتلفت لا يصل  ..