توماس ويليام روبرتس، المعروف بـ (توم روبرتس)، رسّام استرالي من أصل إنگليزي، ولد عام ١٨٥٦ في دورسيت في انكلترا، و توفي عام ١٩٣١ في فيكتوريا في استراليا.
هاجر توم مع أهله الى استراليا عام ١٨٦٩، حيث استقرت العائلة في ضاحية تسمى كلنكوود؛ احدى ضواحي مدينة ميلبورن. عمل هناك كمساعد مصور، طوال عام ١٨٧٠، بينما كان يدرس الفن في المساء، بإشراف ابرام لويس بوفيلوت؛ واحد من الفنانين المؤثرين في حركة الفن الأسترالي في أواخر القرن التاسع عشر، تلك الحركة التي كانت تُعرف بمدرسة هايدلبيرغ، و التي سُميت فيما بعد بالمدرسة الانطباعية الأسترالية.
عاد روبرتس الى انكلترا عام ١٨٨١، حيث تم قبوله للدراسة في مدارس الأكاديمية الملكية، و قد تعرف هناك على اسلوب الرسم الانطباعي في الطبيعة و الهواء الطلق، أي الرسم في بيئة واسعة مفتوحة، اذ كانت الرسوم قبل ذلك تُنفذ داخل استوديوهات مغلقة. و برجوعه الى ميلبورن عام ١٨٨٥، بدأ الفنان بالقيام بنزهات و رحلات قصيرة في ضواحي المدينة لغرض التخطيط و الرسم. كما قام بتأسيس مخيم للرسم، عمل فيه الى جوار من أصبحوا فيما بعد من أعلام المدرسة الانطباعية الأسترالية؛ مثل فريدريك ماك كوبن و آرثر ستريتون، و غيرهما. خلال عملهم في الهواء الطلق، عمل الفنانون على رسم أضواء استراليا و حرارتها، بالاضافة الى سعتها و مسافاتها.
توم روبرتس هو واحد من اهم الرسامين المؤثرين في الحركة الفنية الأسترالية، تميز برسمه للمناظر الطبيعية بالأسلوب الانطباعي، حتى انه يلقب بأبي الحركة الانطباعية في استراليا! بالاضافة لذلك فقد كان لروبرتس شهرة برسم صور الأشخاص، أو ما يُعرف بالبورتريت، في ميلبورن و سيدني.
الاسلوب الإنطباعي في الرسم، أو كما يسميه البعض التأثيري، هو أسلوب يعتمد على نقل المشهد من الطبيعة مباشرة و كما تراه العين المجردة، بدون أي تحسين او تزويق، و بدون اي إضافات من خيال الرسام. باستخدام هذا الاسلوب نفذ الفنانون أعمالهم في الهواء الطلق و بالاعتماد على الضوء الطبيعي، مما يستدعي السرعة في العمل قبل تغير موضع الشمس في السماء، و اختلاف الضوء و الظل. و هكذا ينقل الفنان انطباعه عن المنظر بعيدا عن الدقة و التفاصيل.
في عام ١٨٨٩، قام روبرتس بعمل معرض الرسم الانطباعي في ميلبورن ٩ x ٥، حيث قدم مع زملائه الفنانين ١٨٣ قطعة فنية، كل واحدة منها مرسومة بأبعاد لا تزيد عن ٩ x ٥ إنج (٢٣ x ١٣ سنتيمتر)، أو ما يماثل ابعاد غطاء علبة سيكار! تضمنت تلك القطع رسوماً مختلفة للحياة في المدينة و مناظراً طبيعية. لم يرق ذلك العمل لفئة المحافظين المتمسكين بالطرق الكلاسيكية، و لكن ذلك المعرض أكّد على محاولة تلك المجموعة من الفنانين لتقديم نوع جديد من الفن في استراليا.
تنقل روبرتس بعد ذلك، و بشكل حثيث، في كافة أنحاء نيو ساوث ويلز و كوينزلاند بحثا عن مواضيع و مشاهد مؤثرة للرسم، و كان ينتج لوحات بأحجام كبيرة. في عام ١٩٠١ تم اختياره لرسم إفتتاح أول برلمان فيدرالي في استراليا، حيث صارت تلك اللوحة تعرف بـ (الصورة الكبيرة)؛ إذ يزيد طولها على الخمسة أمتار، و ارتفاعها أكثر من ثلاثة أمتار. أتمها الفنان في لندن عام ١٩٠٣، و لا تزال الى الآن معروضة في دار البرلمان في العاصمة الأسترالية كانبيرا. كما لا تزال اعماله الاخرى محفوظة و معروضة في المتحف الوطني في فيكتوريا، و في متحف الفن في جنوب استراليا، و معرض استراليا الوطني، و غيرها من المتاحف و المعارض الفنية، اضافة الى الملكية الخاصة.
تنقل روبرتس لفترة بين بلجيكا و هولندا و إيطاليا، و حقق نجاحات متواضعة في الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، عاد بعدها الى استراليا عام ١٩١٩ و استقر في كاليستا، خارج مدينة ميلبورن، حيث واصل هناك انتاج لوحات صغيرة و مثيرة للمناظر الطبيعية التي كان يراها حوله، حتى وافته المنية عام ١٩٣١.