د.عـلاء الـعـوادي

كثير من الأحداث والتغيرات التي تطرأ على حياتنا وربما لا نجد لها تفسيرا سواء تعلق الأمر بنا نحن وبسلوكياتنا أم بالطبيعة وظواهرها الشيء الذي يجعلنا نتذكر أن الكرة الأرضية لا تعيش بمفردها وحيدة و لكنها في محيط مع جماعات من الكواكب تتشارك معها بعض الخصائص و التأثيرات المتبادلة. وهذا يجعلنا نتوجه الى علم الفلك ونتمعن تأثيره في حياتنا اليومية. ولعل القمر من أكثر الكواكب تأثيرا على كوكب الأرض بكائناته لكونه الأقرب لسطحه والأكثر تشبتا بمداره حول الأرض ومن الامور المعروفة تحكم قوة كوكب القمر الخفية بظاهرتي المد والجزر حيث يؤثر على ارتفاع منسوب المياه وبما أن جسم الإنسان يتكون بنسبة سبعين في المائة من المياه فأن التقلبات المزاجية التي تحدث للإنسان خلال دورة اكتمال البدر مربطة حتما بكوكب القمر وهذا التأثير يكون ذا طابع سلبي حيث يهيج قوى الإنسان ودوافعه نحوى الشر كما تزعم أساطير القصص الخرافية حول ذلك وفي فترة القرون الوسطى في أمريكا وباعتبارها آنذاك مصدر العلوم و الثقافة فقد كانت أمريكا تهتم وتفتخر بعلمائها في مجال علم الفلك الذين استطاعوا حينها تفسير تأثير القمرالسلبي على سلوك الإنسان و قد كان هذا التفسير كحجة يتم استخدامها في المحاكم لتبرئة أو لتخفيف الحكم عن المجرمين الذين ارتكبوا جرائم القتل ليلة اكتمال البدر مفسرين ذلك أن الإنسان يكون في حالة هيجان وسلوك متغير قد لا يعرف تماما ما هو مقدم عليه حينها.
علم الفلك : تأثيرات الكواكب على جسم الإنسان
وهناك أيضا مجموعات كواكب أخرى لها تأثيرات على جسم الإنسان وفق علم الفلك وبالتالي على سلوكياته مثل الزهرة زحل بلوتون نبتون المشتري وغيرها من الكواكب التي تتبادل قوى التأثير وقوى التجاذب بينها وبين كوكبنا كوكب الأرض ويختلف هذا التأثير باختلاف طبيعة الشخص سواء كان ذا طبيعة ترابية مثل برج الثور وبرج العذراء وبرج الجدي أو طبيعة مائية مثل برج الدلو وبرج الحوت وبرج السرطان أو طبيعة هوائية مثل برج الجوزاء وبرج الميزان و برج القوس أو طبيعة نارية مثل برج الحمل وبرج الأسد وبرج العقرب ومنها أيضاكواكب خارج المجموعة الشمسية ورغم عدم انتمائها لمدار دوران الكواكب المعتادة إلا أن لها كذلك تأثيرا واضحا على كوكب الأرض.
ومن التأثيرات التي تعودنا عليها هي تغير الأيام والشهور والسنوات فدوران الأرض حول نفسها يؤدي إلى تعاقب الليل والنهار ودوران كوكب القمر حول الأرض هو ما ينتج تعاقب الشهور ودوران الأرض حول الشمس هو ما ينتج عنه تعاقب الفصول أي اتمام سنه خلال دورة واحدة وجذير بالذكر أن لكل كوكب توقيت معين لإتمام دورته حول مدار كوكبه المركزي فمثلا مهما اختلف حجمها فمثلا من الكواكب من يتمم دورة خلال ثمانية عشر ساعة أي أن سنة على كوكب الأرض يعادلها ثمانية عشر ساعة على سطح كوكب آخر ,هل يمكن ذلك؟

ومن التأثيرات التي تحدتها الكواكب كذلك الكواكب الطبيعية أي أنها مسؤولة بشكل جذري أو كلي على الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والزلازل والبراكين وما إلى ذلك والأن وبفضل أدوات الرصد الحديثة للظواهر الفلكية أصبح من السهل التنبؤ بحدوثها الذي يكون نتيجة تحرك الصفائح التكتونية فحركة القمر وكذا حركة الأرض لها تأثير على الصفائح التكتونية حيث أنه في أماكن تقاربها تحدث الفيضانات والزلازل وفي أماكن تباعدها تحدث البراكين.