صدرت عن دار متن للطباعة والنشر رواية (فرح) للكاتبة الإعلامية هند أحمد وتتناول الرواية التي جاءت في 174 صفحة من القطع المتوسط، احداثاً – نسجتها الكاتبة بدقة وواقعية – تعكس جزءاً من الواقع الاجتماعي الذي عاشه العراق في المدة التي اعقبت سنة ٢٠٠٣. وتسلط الضوء عبر احداثها – المحبوكة بطريقة مشوقة ومليئة بعنصر المفاجأة – على مشكلات حقيقية متفشية في مفاصل المجتمع التربوية والصحية والأمنية والاجتماعية والثقافية وتدعو بين – طيات صفحاتها – الى ضرورة الوعي وتحصين النفس والنهوض بواقع المجتمع عبر مجموعة من الرسائل الهادفة الموجهة الى الطبقة المثقفة، التي جاءت بعنوان: “فرح”
إهتمت عدد من الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية بالإعلان عن صدور رواية فرح للكاتبة (هند العميد) لما حظيت بهِ الرواية من إشادة النقاد العراقيين والعرب، وأبرزهم الناقد أياد جاسم حسين النصيري، والذي يعد من الرواد النقد والبحث في ماتنشره العميد، ومن بين المعلنين، قناة الفضائية العراقية/ صحيفة البينة الجديدة/ تجمع الصحفيين العراقيين/ مجلة بغداد للشعراء/ صحيفة التلغراف الاسترالية الناطقة باللغة العربية، والعديد من الناشرين وصولاً إلى مجلة النجوم في عددها السنوي.
يقول الناقد أياد النصيري عن الرواية
“رواية((فرح)) ليست رواية نسقية على صعيد تشكيلها الفني والبنائي، وتقوم على آليّة اللعب المتناوب بعناصر التشكيل وتبادل الأدوار المنتجة بينها على نحو ما إذ تكمن أهمية هذه الرواية بتنوّع وحداتها المروية أو اللعب على تشظّي الشخصية. الراوية واحدة وأحياناً تتقاسم السرد مع باقي الشخوص وكلّهم توزعوا على مساحة جغرافية واسعة، وتشظّي الزمن السردي وزمن الوقائع، لكنهما معاً يتوحدان في الكشف عن الوقائع والمتخيّل واستعادة الذاكرة، وكلّها آليّات تشكيل تحيل على حِرَفية الكاتبة ومعرفتها بشؤون الكتابة الروائية وتقاليدها ومشكلاتها، وإدراكها لقيمة توظيف التجربة الذاتية والموضوعية في تشكيل الرواية وبناء مستوياتها، وهي خاصية مهمة قد تغيب عن الكثير من كتّاب الرواية حين لا يعون خطورة هذه العلاقة في بناء التجربة الروائية.
إن قراءة متأنية للمتن الحكائي لرواية ((فرح)) من شأنها أن ترشدنا إلى كم هائل من الصور الرائية المفعمة بالتوتر الدرامي و التكثيف اللغوي و الدينامية السردية ، نتيجة التشكيل الأسلوبي المندغم في الجنس الروائي ، و تحديدا فيما يسمى ب(الرواية الحضارية) . نجد ((فرح))تلك الفتاة القرويةالبسيطة التي كانت تعيش في بوتقة التقاليد وسطوة الأب حين أصرت على اتمام تعليمها ونيلها شهادة الأعدادية بإمتياز يؤهلها الى مدن احلامها أن تكون مثل خالتها (سعاد ) التي هي مفتاح موافقة أهل (فرح) ان تدخل كلية الطب– تشكل هذه الصورة نموذجا بالغ الأهمية لباقي الصور السردية التي تلخص المستويات الجمالية للعمل الروائي فنحن أما طالبة تدرس في العاصمة وتحديدا (بغداد) بغداد التي تغنت بها الكاتبة في بعض سطورها وصوت فيروز الصباحي _بغداد والشعراء والصور- واسماء بغداد المتداولة — فرح المتعلمةوجدت تربة خصبة في قيم الأمس البائدة التي كانت تنظر إلى المرأة باعتبارها سكنا للرجل وملكا له لا غير”.
ويختم بالقول ” تظل الرواية هي الفن القصصي السردي الأول الذي يحوي كثير من اللذة والمتعة، وهي السلعة الأولى التي تجذب المتلقي للإقبال عليها واقتنائها، لأنها تخاطب الوجدان والخيال، وتثير عاطفة القارئ من خلال ارتباطه بأحداثها المثيرة، وتجسيد شخصياتها، والتوحد معهم أحيانا
إذ أنها تحكي جزءاً من الواقع الحقيقي في الحياة مصحوبا بخيال رقيق، وقدرات تبدو حيّة وجديدة من خلال شخصياتها، قد يطمع القارئ بالتمثل بها”.
الإحتفاء بتوقيع الرواية
بما إن الكاتبة هند العميد، من بيت اللآف المغتربين من العرب والعراق تحديداً حيث مسقط رأس الكاتبة، فقد كان المهجر الاسترالي هو البيت الآخر الذي إحتفى بإنجاز إبنة بلاد الرافدين، فشهدث پيرث، احتفاءاً بين ابناء الجالية العراقية بتوقيع رواية فرح من قبل الكاتبة، بوسط جمهور ادبي وثقافي مهتم بالأدب والرواية والشعر، كذلك كان لكرنفال مظفر النواب المقام في سيدني خلال الشهر الماضي حضور طاغٍ للكاتبة لتميزها من قبل منظمين الحفل للأحتفاء بتوقيع روايتها بعد إلقاء كلمتها وتعريفها عن ماشملت الرواية وبقية منحزاتها. ومن الاخبار التي اُستحدثت ان الكاتبة ستكون لها كلمة مع مؤسسة العنقاء الذهبية للإحتفاء بتوقيع الرواية بناءاً على دعوة المنظمين، وكذلك سيشهد المتنبي حفلاً لنجمة غائبة حاضرة لتنوب عنها الكاتبة العراقية (منى الصراف).