دينا سليم حنحن – بريزبن

 حمل دافنشي  أفكارا سابقة لزمانها في عصر النهضة وأظنه  ولد في زمان غير زمانه

عندما وطأت قدمي  متحف اللوفر في باريس تكونت لدي حاسة جديدة إضافة للحواس التي أملكها، حتى لو كانت زيارتي الثانية أو الثالثة، لكن في كل زيارة تتجدد هذه الحاسة التي أسميتها حاسة اللهفة، وما أن التقطت عيناي صورة الموناليزا من بعيد قادتني حاسة اللهفة لزيارة الجناح الذي تعرض فيه هذه اللوحة التي أقلقت الكثيرين، حتى أنها تعرضت مرة للسرقة من داخل المتحف، وقد تعرض الفنان الكبير بيكاسو إلى التحقيق بهذا الشأن، واتهم بسرقتها أيضا عامل زجاج يعمل في اللوفر من أصول إيطالية، مما أدى ذلك لفرح الإيطاليين بعودة التحفة التاريخية إليهم بما أن ليوناردو دي فينشي الذي رسمها من أصول إيطالية، واعتبروا سارقها بطلا قوميا، وتعرضت مرة أخرى أيضا للحرق، لكن أخمد الحريق قبل أن يصلها، وقد أعلنت الحكومة الفرنسية أنها من أجل الحفاظ على هذه اللوحة الهامة يكلفها أضعاف ثمنها، وأنها تبقى قلقة جدا من فقدانها وتشكل عبئا ثقيلا.

لم يكن ليوناردو دافنشي رسّاما فقط بل كرّس جل وقته بهندسة مركبات حربية تساعد الرومان الانتصار على أعدائهم الذين كثروا، وحمل دافنشي  أفكارا سابقة لزمانها في عصر النهضة وأظن أنه ولد في زمان غير زمانه، ويعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالـِم وفي مجال علم التشريح، والبصريات وعلم الحركة والماء فصمم الدبابة والطائرة، ورغم فشله في مشروع الطيران إلا أنه ترك لمن جاء من بعده اتباع ذات الخطوات وقد أطلق أشهر مطار دولي في روما على اسمه.

ولد صاحب أشهر اللوحات سنة 1452 – 1519 م، الموناليزا معروضة في اللوفر باريس، والعشاء السري موجودة على جدار في متحف في مدينة ميلانو الإيطالية، وقد استندت جميع نظريات التعلم بدءا من علم النفس والتربية بمخططه الرجل الفيتروفاني، تجسد الصورة تلاحم ما بين الفن والعلوم وهذا أحد مميزات عصر النهضة.

……………………………………………………………………………………………………