مجلة النجوم – سيدني

بقلم لونا قصير

الخطيئةُ هي إصرارٌ على الإثمِ، ولا تحتاجُ إلى أدلّةٍ لتخفيفِ الحُكمِ عليها، لأنها تَقضي على الجسدِ والروح، لكن الأولى، أخطاء، لا تبرّرُ الثانية، خطايا، والعكسُ صحيح، إذ عندما يتجاوزُ الخطأ حدوده، ويتكرّرُ، يتحوَلُ إلى خطايا لا تُغتفرْ، ولا يُمكنُ إصلاحُها.

كثيرًا ما نرتكبُ أخطاءً، وهذا يعودُ إلى طريقةِ تفكيرِنا، وردّةِ فعلِنا تجاهَ المشاكلِ التي تعترضُنا في الحياة، فيما نعتقدُ أنَّ تصرُّفَنا لم يكن فيه أيّ ريب، بينما الطرف الآخر يراهُ خطأً كبيرًا، ففي هذه الحالة، إن لم يتجاوزْ الخطأ حدودَه، علينا التعامل معه وإيجاد الحلّ المطلوب، فالاعترافُ به والرجوعُ عنه ينهيه، شرط الاعتذار.

رواية أخطاء وخطايا هي مزيج من كل شيء، فهي تبدأ بالحديث عن تفجير مرفأ بيروت، ثم عن الوضع العام في لبنان وكمية معاناة شعبه، ولا يخلو الأمر أيضًا من تضمينها قصة حب في زمن الانفجار لتعطي طابعًا رومانسيًا يجعل القارئ لا يمل الرواية.

عنوان الرواية جاء من فحوى القصة الاجتماعية التي تصف علاقة أم مع أولادها والتي تشوبها عدة أخطاء، وهو تشبيه بكمية الأخطاء في المجتمع اللبناني التي تحولت لخطايا من كثرة تكرارها.

أمّا لبنان، الوطن الجريح، فيعاني من شيزوفرينيا (انفصام شخصيّة) المسؤولين. عندما يقع الوطن يأخُذ معه المُجتمع والأفراد من دون تمييز بين قاتل وقتيل..