هناء حاج
يتميز الفنان السوري وديع مراد بخامة صوت جميلة شبهها الكثيرون بنبرة صوت الفنان جورج وسوف الذي انطلق طفلاً موهوباً بجنجرة قوية. وهي الانطلاقة نفسها إلا أن وديع مراد تمكن من المحافظة على النبرة من التعب والتزم خطه الغنائي الطربي على الرغم من عشقه الواضح للسلطان، وهو أمر لا يخفيه حتى لو انتقده البعض.
من شدة الحب أطلق الفنان وديع مراد أغنية جديدة أهداها إلى الفنان جورج وسوف بعض منذ فترة لعارض صحي دخل على أثره إلى المستشفى، وفي الأغنية اقتباسات لأعمال غنائية للوسوف دمجها مراد بأسلوب غنائي روائي سلسل فجاء عنوانها واضحاً لمضمونها: “حلف القمر، روحي يانسمة، ارضى بالنصيب، الصبر طيب …”
صوتي يشبه السلطان فقط
ومع كل إطلالة إعلامية يحرص وديع مراد على أن يثبت موهبته المتفردة، ويؤكد على عدم تقليده للوسوف، إلا أن البعض يستمر بالربط بينهما لتقارب الصوت، وربما لأنه شديد التأثر به من نواحٍ عدة. إلا ان مراد يعمل حالياً على أن يقدم أعماله الغنائية بعيداً عن النمط الذي يمكن أن يقربه الناس من الوسوف، لكنه لا يبتعد عن اللون الغنائي الطربي الذي يتميز به، وهذا ما كان واضحاً من خلال أغنية “شو بقلك” التي صورها مع مجموعة مؤلفة من اربعة شباب جامعيين درسوا الاخراج، وعملوا سوياً لتظهر الأغنية المصورة بطريقة مغايرة تصل الى الجمهور بسرعة، واعتبرها وديع جزء ثانٍ لفيديو كليب أغنية “ قمر الزمان” التي اخرجتها له رندلى قديح.
بين سيفان ووديع
شكّلت إنطلاقة وديع مراد في بيروت حالة خاصة، إذ تمكن من أن يصل الى الناس بسرعة، ليس من خلال صوته وادائه بل من خلال حضوره المسرحي المميز، إلا أن اسمه لم يكن متداولاً بكثرة، ولكن عندما تعرف عليه مدير اذاعة صوت الغد اللبنانية وديع بو جوده، لفته الاى أن اسمه الاصلي “كربيس” سيكون صعب التداول فاختار الإسم الفني “وديع” ليختار بعدها اسم والده مراد ككنية دائمة له، فلمع الإسم كما الصوت
الفنان وديع مراد يتعرّض للسرقة .. وما علاقة هاني شاكر ؟
أرسل الفنان وديع مراد كتاباً إلى الفنان هاني شاكر الذي كان نقيباً المهن الموسيقية في مصر وقتئذ، بعد أن عمد أحد الفنانين المصريين إلى سرقة أغنية لـ “مراد” ونسبها إليه .
وإستنجد وديع بالفنان هاني شاكر في كتاب ارسله إليه أكّد فيه أن فنانا يدعى رمضان البرنس سرق أغنية “الدنيا مصالح” ونسبها إليه واصبح يصول ويجول في حفلاته ويقدّمها على أساس أنها أغنيته.
وبدوره، أبدى هاني شاكر تجاوبه الكبير مع وديع مؤكّداً له أنه سيلاحق رمضان البرنس ويتابع هذه القضية ليأخذ حقّه القانوني.
وفي ما يلي الرسالة التي أرسلها وديع مراد إلى الفنان هاني شاكر:
“تحية طيبة وبعد..
انا الفنان وديع مراد، اتقدم من حضرتكم بإخبار لحفظ حقوقي بسبب سرقة اغنيتي الجديدة والتي لم تنشر بعد ان سرقت من قبل الفنان المعروف بإسم رمضان البرنس في مصر، والذي زور اسم المؤلف والملحن والإهتمام بإيقافها فورا حفاظا على حقوقنا الفنية والمادية والمعنوية.
الاغنية من كلمات الشاعر اللبناني منير الزند، والحان داني عازوري، وغناء وديع مراد.
نرجو التصرف والاحتفاظ بحقوقنا القانونية من جراء ما تسبب به نشر الكليب من خسائر مادية ومعنوية كما حقوق الشاعر والملحن، مع العلم ان الكثيرين احبوا الاغنية وتداولوها بحفلات خاصة وحملت على اليوتيوب ولم نمانع لأنهم لم يدعوا ملكيتهم للأغنية ولم يسجلوها ويطلقونها على انها اغنيتهم الخاصة.
مع جزيل الشكر والتقدير راجين الاهتمام في الموضوع بسرعة وتنويرنا بما علينا عمله لتحصيل حقوقنا بالتعاون مع نقابتكم الكريمة”..
وبهذه الرسالة تمكن وديع من حفظ حقوقه الفنية والمعنوية من السرقة، خصوصاً أنه لا يزال طري العود في الساحة الفنية المصرية، التي قد تختفي فيها حقه كفنان لم يسجل نجومية هناك.
لكن وديع مراد استطاع على طيلة سنواته العشر الأخيرة أن يحقق نجومية بين الجاليات العربية في أميركا وكندا واستراليا وأوروبا، إذ ان جولاته لا تكون عابرة، بل يمكث في المغتربات ما لا يقل عن شهر يعطي للكل منطقة اهتماماً في الحفلات.
وأهم محطة يعتبرها وديع مراد ذات سحر خاص هي أستراليا التي تضم جاليات عربية كثيرة، لا يزالون يحملون الحس الفني الأصيل، ويتوقون لسماع الأغنيات الطربية الجميلة منه. وهو لا يقصر في هذا الشأن. لذا يخص وديع الجمهور العربي في استراليا بفترة يتنقل فيها بين المناطق والولايات ليقدم أجمل أعماله الغنائية.
على صعيد آخر يستعد وديع مراد لإطلاق أعمال غنائية جديدة، تتمثل بتصويره أغنية أو أكثر وسيطلقها عبر وسائل التواصل الإجتماعي واليوتيوب تماشياً مع متطلبات العصر.