هناء الحاج
هي فنانة من عصر العمالقة، بينهم عاشت ومنهم استقت موهبتها، وفيهم أغنت أرشيفها، المطربة اللبنانية ماجدة الرومي جذع متين في الفن العربي، غدت نجمة عالمية لما تحمله من موهبة وفن واتزان غنائي. ماجدة الرومي إبنة الموسيقار الراحل حليم الرومي الذي تفتخر بما تعلمت منه وما قدم للعالم.
وعت ماجدة الرومي على الدنيا وهي تغنّي. وهي ابنة العشر سنوات كان كلّما رآها أحد من الجيران يقول لها»غنّي لنا..»
وكان أوّل تسجيل غنائي لها هو ترتيل كنيسة حفظته عند الروم الكاثوليك بعنوان»ميلادك»،»الهوا هوايا»،»عيون القلب»
نشاطات إنسانيّة كثيرة رسمت من خلالها ماجدة الرومي أكثر من بسمة على وجوه العديد من النّاس في عام 2012، وهي التي عادت في هذا العام إلى جمهورها بألبوم طال انتظاره. فعلى الصّعيد الإنسانيّ، ختمت الماجدة العام بزيارة إلى مبنى»الإسكوا» التابع لمنظّمة الأمم المتّحدة في بيروت، حيث تعرّفت إلى الخطوات التي تتّخذها المنظّمة من أجل الحدّ من الفقر لدى الشباب، حيث أكّدت وجوب العمل يداً واحدة لمحاربة الشرّ بالخير، كما أعلنت انتفاضتها وأطلقت»حزب النّاس الموجوعين».
ومن المبادرات الإنسانيّة الأخرى التي أطلقتها ماجدة الرومي في عام 2012 كانت تخصيصها المالي للجامعة الأمريكيّة في بيروت، وتحديداً لصندوق المنح الدراسيّة، بتبرّع ماليّ هو عبارة عن عائدات إصدارها الأوّل من ألبومها الجديد»غزل» لتمويل دراسة الطلاب المحتاجين. ولم تبخل ماجدة الرومي بصوتها الجبّار الذي صدح في بكركي فرنّمت للبابا بنديكتوس السادس عشر»طوبى للسّاعين إلى السّلام»، لدى زيارته التاريخيّة إلى لبنان أمام الآلاف.
ماجدة الرومي هي التي اختارت طريق الفن الأبي على التدهور والتهور، كما أن شخصيتها المتزنة كانت عنوان فنها، وكما صوتها النقي كذلك هي اختياراتها الغنائية، كما هي موهبتها هي موسيقاها التي تحمل في طياتها انتقاء سليم ليصل فناً متكاملاً الى العالم.
ليس الفن وحده سبيلها بل إنسانيتها أيضاً، فقد اختيرت ماجدة الرومي أكثر من سفيرة، كونها إنسانة فوق العادة، وتكرمت في كل مكان، وآخر التكريمات التي نالتها السيدة ماجدة الرومي كانت من قبل سفيرة إسبانيا في لبنان ميلاغروس هيرناندو، وذلك بمبادرة مميزة من الملك الإسباني خوان كارلوس، حيث منحتها وساماً رفيعاً نظراً لمكانتها الفنية وعطاءاتها ولكونها من أعمدة الزمن العربي الجميل.
وتعليقاً على التكريم قالت السيدة ماجدة الرمي، في كلمة ألقتها خلال التكريم: »ما دمت أستطيع الغناء، فَسَأظل أغنّي للسّلام حتى آخر يوم في حياتي»… واعتبرت التكريم»تقدير جاء لي من السماء، إسبانيا تعطيني وسام وهذا فرح كبير، وتقدير جاء مباشرة دون أن أقوم بإحياء حفل غنائي هناك.»
النشاط الفني
تعتبر السيدة ماجدة الرومي من الفنانات العربيات المقلات في إطلالتهن الإعلامي أو المشاركات الفنية، إلا إذا كانت المشاركة ذات توجه فني راقٍ، وفيه لقاء مباشرة مع جمهورها، فقد شاركت ماجدة الرومي أخيراً في فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2018، الذي نظمته مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة»دبي للسياحة»،حفلة على مسرح مدينة دبي للإعلام بمناسبة اختتام فاعليته .
وأبدت ماجدة الرومي سعادتها في هذه الحفلة مؤكدة أنها:»ليست المرة الأولى التي أزور فيها مدينة دبي الحبيبة التي أكنّ لأهلها كل الحب، فقد باتت تمثل اليوم مصدر إشعاع فني وملتقى إنسانياً وحضارياً لشعوب المنطقة العربية والعالم بحسب العين الاماراتية» .
وقدمت الرومي في المهرجان توليفة من ألبوماتها القديمة والجديدة ومن رصيدها الذي يتوقع الجمهور سماعه، مثل كلمات، وكن صديقي، وأضافة الى مختارات من ألبومها الجديد. الذي طرحته تباعاً حيث كانت خلال الفترة الأخيرة تقوم بتحميل أغنية تلو الأخرى إلا أن اصدرت الألبوم أخيراً.
وأحدث الأغنيات كانت أغنية»لا تسأل» من كلمات الشاعرة سعاد الصباح وألحان مروان خوري وتوزيع ميشال فاضل، أما الإنتاج فهو لماجدة نفسها. وكانت أطلقتها في مركز جابر الأحمد الثقافي في الكويت، وذلك تزامناً مع مهرجانات»هلا فبراير».
وأضافت إليها الرومي ثماني أغنيات باللهجتين اللبنانية والعربية الفصحى بينها قصيدة»متى يأتي المساء» كلمات الشاعر طلال حيدر ووزعها ميشال فاضل موسيقياً، ولحنها الموسيقار طلال، تم تسجيلها في مدينة كييف الأوكرانية، وتقول كلماتها»أسأل الصبح متى يأتي المساء، وأحيك شالاً للقاء، ها قد اشتاق لعينيك فؤادي، فتعال نشعل الليل ضِياء، يا حبيبي هات لي العود، فقد عاد المساء».
كما سجلت أغنية»ما كنت قول نهار»، التي أهدتها الى والدتها الراحلة.
على الرغم من تخطي السيدة ماجدة الرومي أربعين عاماً مذ دخولها عالم الفن، فهي لا تزال الفنانة المعطاءة تقدم للغناء ما تحب، وهي تفتخر بمسيرتها ولا تخاف من ذكر عمرها أو مروره، ولا تخاف الموت لأن علاقتها بربها قوية.
وعن إمكانية تقديمها عمل تمثيلي ثانٍ بعد تجربتها الفريدة في الفيلم المصري»عودة الإبن الضال» الذي قدمته في بداية حياتها الفنية، لم تخف ماجدة الرومي رغبتها في خوض التحربة، متمنية أن تجسد شخصية مي زيادة لأنها تلمس حزنها في شكل كبير