إن التوتر أحد أبرز المشكلات النفسية في العصر الحديث، ويتأثر الكثيرون به بسبب ضغوط العمل أو الدراسة أو العلاقات.
حيث أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن ممارسة التأمل بانتظام تساعد في تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر.
هذا بدوره يعزز الشعور بالهدوء ويساعد في تحسين المزاج.
في ظل الانشغال الدائم بالإلكترونيات والضغط الزائد للمعلومات، يعاني كثيرون من صعوبة في التركيز. يساعد التأمل في تدريب العقل على التركيز على اللحظة الحالية، مما يحسن القدرة على الانتباه ويعزز الأداء في إتمام المهام بكفاءة أعلى.
من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة، يمكن للتأمل أن يعزز مستويات السعادة. أثبتت الدراسات أن التأمل يساعد على زيادة إفراز السيروتونين والدوبامين، وهما الناقلات العصبية التي تتحكم في تحسين المزاج والشعور بالرضا.
لبدء التأمل، من المهم اختيار مكان خالٍ من الضوضاء والإلهاءات. بيئة هادئة تعزز الاسترخاء والتركيز.
لا يتطلب التأمل وضعًا خاصًا، بل يكفي أن تكوني في وضع مريح يعينك على الاسترخاء، سواء كان ذلك بالجلوس على الكرسي أو الأرض.
3. تركيز الانتباه على التنفس
ابدئي بالتنفس العميق والبطيء، وركزي على كل شهيق وزفير. هذه التقنية تساعد على تهدئة العقل والجسم.
إذا كنت مبتدئة، يمكنك الاستعانة بتطبيقات التأمل أو التسجيلات الصوتية التي تقدم جلسات موجهة، وهي طريقة ممتازة للبدء.
لتحقيق أقصى استفادة من التأمل، من المهم جعله عادة يومية. حتى لو كنت تمتلكين وقتًا محدودًا، قومي بممارسة التأمل لمدة 5 إلى 10 دقائق يوميًا، وزيّدي المدة تدريجيًا.
ذكرت مجلة مورنينغ ستارز أن العديد من الدراسات العلمية تشير إلى الفوائد الصحية للتأمل.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت في مجلة JAMA Internal Medicine أن الأشخاص الذين مارسوا التأمل لمدة 8 أسابيع شهدوا تحسنًا ملحوظًا في مستويات التوتر والقلق لديهم.
كما أثبتت دراسات أخرى أن التأمل يمكن أن يحسن وظائف الدماغ، مثل تقوية الذاكرة وتقليل الإجهاد العاطفي.
فإن العديد يعانيون من الأرق واضطرابات النوم، والتي ترتبط بشكل كبير بالتوتر والقلق.
بالتالي يساعد التأمل في تهدئة العقل والجسم، مما يسهل الاسترخاء ويعزز النوم الجيد.
كما يسهم التأمل أيضًا في تقوية الثقة بالنفس.
وذلك من خلال ممارسة التأمل، يصبح الشخص أكثر وعيًا بأفكاره ومشاعره، مما يساعده على التعامل مع التحديات بثقة أكبر.
بشكل عام، إن التأمل أداة فعالة لتحسين الصحة النفسية والجسدية. من خلال تقليل التوتر، تعزيز التركيز، وزيادة مستويات السعادة، يمكن للتأمل أن يكون له تأثير إيجابي طويل المدى على الحياة اليومية.