الدكتور أمين جاد الله 

مع تقدم العمر ، يعترى كل منا تغيرات وتغييرات لا نستطيع الهروب منها ، إذ تتسرب التجاعيد إلى ملامحنا ، ونفقد الكثير من قوة عضلاتنا ، ومع مرور الأيام تبدأ الذاكرة تضعف ، و حواسنا تخفت ، ويسرى المرض فى أجسادنا ، ومعها يحدث الكثير من التغيير فى أهوائنا وميولنا ،  ومزاجنا وأسلوب تفكيرنا . إنها الشيخوخة التى لا يستطيع أحد الهروب منها ، فلا مفر.

فالشيخوخة هى ما يحدث فينا وفى أجسامنا مع مرور الوقت ، فهى تراكمات الزمن وتأثيره على أجسادنا ، وهى مزيج من تغيرات داخلية تحدث بأجسادنا ، مع تأثير أسلوب تعاملنا وعنايتنا بأنفسنا.

والشيخوخة تحدث من خلال مستويات مختلفة ، فهناك شيخوخة الخلايا ، إذ مع تكرار تكاثر خلايانا ، يتعذر نسخ المادة الوراثية بالخلية بدقة ، فيحدث خلل بالخلية ، ويمكن تشبيه ذلك بما يحدث عند نسخ شريط الكاسيت أوشريط الفيديو عند تكرار نسخه ، إذ تظهر نسخة مشوشة بعيدة كثيراً عن النسخة الأصلية .

ونوع آخر من الشيخوخة يعرف باسم الشيخوخة الميتابوليزمية أو الأيضية ، فبينما نحن نمضى فى يومنا ، تستمر خلايانا فى تحويل طعامنا إلى طاقة للحركة والنشاط والتفكير ، مما ينتج عنه بعض من المواد الثانوية التى قد تكون ضارة للجسم ، ومع استمرار عملية الأيض وتحويل الطعام إلى طاقة ، يتلف الجسم بمرور الوقت . لذلك يرى البعض أن تقليل تناول السعرات الحرارية قد يساعد فى إبطاء ظهور الشيخوخة.

وهناك ما يُعرف بالشيخوخة الهرمونية ، فمستويات الهرمونات المختلفة داخلنا تتغير وتتقلب كثيراً خلال حياتنا ، فعلى سبيل المثال .. عند النضج والبلوغ ، وفى سن المراهقة ، يعتلى الوجه حَب الشباب ، ومع تقدم السن والتغير الهرمونى ، يحدث جفاف الجلد و توقف الدورة .

لكن هناك أيضا ما يُعرف بالشيخوخة المتراكمة ، أو الأضرار المتراكمة نتيجة تعرضنا لعوامل كثيرة خارجية ، كالتعرض لأشعة الشمس ، للأطعمة الضارة أو السموم ، للتلوث  أو الدخان ، كل ذلك ومع مرور الوقت يسبب تلف أنسجة الجسم ، وعدم قدرته على الحفاظ على الخلايا والأعضاء ، أو إصلاحها.

ويحاول الإنسان جاهداً إبطاء الوصول للشيخوخة وزيادة طول العمر بكافة الطرق ، لكن تقدمنا فى العمر لابد منه ولا مفر ، ولن يهرب منه أحد ، فالشيخوخة لا تُميّز أحداً ، فمع تقدم العمر ، تفقد أنسجة الرئة مرونتها ، وتبدأ العضلات حول القفص الصدرى فى التدهور، مما يقلل من وظائف الرئة ، وتقل كمية الهواء والأكسجين التى يمكن استنشاقها ، وتتباطأ الأنزيمات ، ويقل امتصاص الجسم للمواد الغذائية . هذه عملية لا مفر منها ، ولن يهرب منها إنسان.

تترسب الدهون فى الأوعية الدموية للقلب، وتفقد هذه الأوعية المرونة اللازمة لأداء وظيفتها، وهذا يسبب تصلب الشرايين . فى النساء ينخفض إفراز السوائل المهبلية ، وتضمر الأنسجة الجنسية . أما الرجال فمع تقدم العمر تتضخم البروستاتا ، ويقل إنتاج الحيوانات المنوية .

ويتساءل البعض ، إن كانت الشيخوخة حتمية ولا مفر منها ، فهل نستسلم لها ، أم أن هناك ما يمكن فعله بغض النظرعن العمر ؟! ، وهل يمكن عمل شئ يساعد على أن نعيش لفترة أطول ؟ .

بالطبع حياتنا فى يد الله ، لكن علينا واجب تجاه أجسادنا وصحتنا .

1- كل جيدا. ، أصبحنا نتناول الأطعمة المصنعة بشكل متزايد. السكر المضاف والملح والدهون تلحق الضرر بأجسامنا ، وتؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية الخطيرة . وهناك قاعدة تقول: إذا كان عليك فتحه لأكله ، فلا يجب أن تأكله. ابتعد عن المشروبات السكرية والنشويات البيضاء ، وتناول أكثر من الفواكه والخضروات والألياف والبروتينات الخالية من الدهون.

2- لا تدخن. فالإقلاع عن التدخين يحسن الدورة الدموية وضغط الدم ، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

3- مارس الرياضة 30 دقيقة يوميًا ، 5 أيام في الأسبوع .

4- اخلق صداقات جديدة ، وحافظ على علاقات جيدة وصحية مع الآخرين. ابق على اتصال مع من تحبهم.

5-  احصل على ليلة نوم جيدة كل ليلة ، فأنت بحاجة إلى النوم.

6- لا تتعصب ، لا تتوتر ، لا تغضب، لا تحقد ، واملأ داخلك بالسلام والراحة .

أحبائى .. إن كان الأمر لا مفر منه .. فلنعمل أن نعيش الحياة فى صحة وسعادة .. والرب معكم .