الدكتور أمين جاد الله 

لكل منا حلم وهدف يريد تحقيقهما ، فالكل يبحث عن تحقيق ذاته ، وإشباع رغباته وطموحاته . ولذلك يتخذ الإنسان الكثير من الخطوات فى سبيل الوصول إلى هدفه، ولكى يرى حلمه واقعاً أمامه .

والمهاجر خاصهً يدفعه واقعه لترك أرضه ووطنه ، بل وترك ناسه وأهله ، ويذهب لعالم جديد ، ويبدأ من نقطة بداية جديدة لتحقيق أماله وأحلامه . ويسعى بكل طاقته ليبلغ هدفه وغايته ، ويبذل أقصى جهده دون كلل ، ويعمل باجتهاد وجَد باذلاً العرق والدم للوصول وبلوغ أمانيه ، لكنه يصطدم بواقع لم يتوقعه ، و يجد أن مجهوده وتعبه قد ضاعا هباءً ، وأنه ما جنى غير الفشل وضياع المجهود ، فيصاب بخيبة الأمل ، ، أو ما يُعرف بالإحباط .. فما هو ؟

الإحباط هو حالة من اليأس والخيبة تسيطر على الإنسان ،فيتولد داخله الشعور بالاستسلام ، ويعيش تحت شعار هذه المقولة الشهيرةمفيش فايدة“.

وللإحباط علامات ودلالات ، كالشعور بالحزن ، الرغبة فى الابتعاد عن الآخرين والعزلة والإنطواء، المشاعر والأفكار السلبية التى تسيطر على الشخص المحبط ، النظرة السوداوية للحياة والتشاؤم ، فقدان الثقة بالذات ، وشعور الشخص بأنه فاشل وعاجز ، وأنه لا يستحق الحياة، فقدان القدرة على التركيز ، الخمول واضطراب النوم والإرهاق، وغيرها من الأعراض كفقدان الشهية وألآم الظهر والقلق ….

وللإحباط أسباب كثيرة مثل ما يحدث عند مواجهة المواقف الصعبة فى الحياة كالرسوب فى الامتحان بالرغم من الاستعداد الجيد ، أو عدم حصول الإنسان على وظيفة ما وهو مقتنع أنه أهلٌ لها ، أوحين تكون تطلعات الإنسان وتوقعاته لا تتوافق مع الواقع الذى يعيشه ، وهذا من أكثر الأسباب التى تصيب المهاجر بالإحباط .

كذلك من مسببات الإحباط التواجد فى بيئة مليئة بالمشاكل من كل نوع كالمشاكل العائلية، والصراعات فى العمل . أو التواجد فى وسطِ بيئة كئيبة بين أناس مصابين باليأس والاكتئاب ، أو مرافقة أشخاص سلبيين مما يُعرّض الشخص للإحباط تحت تأثير طاقتهم السلبية ، وتعرضه للعبارات المحبطة التى يوجهونها إليه.

فهل من حل للخروج والتخلص من هذه المشاعر ، والتغلب على هذا الإحباط ؟؟

قبل أن تبدأ خطواتك للتغيير ، فأنت تحتاج لفترة من الهدوء الداخلى بممارسة بعض تمارين التأمل والاسترخاء ، فهذه التمارين تساعدك على التخلص من كل الطاقة السلبية التى تسببت فى إحباطك وانهيار معنوياتك . بل قد تحتاج أيضا لممارسة بعض التمارين الرياضية اليومية التى تنشط دورتك الدموية ، وتخلصك من التوتر النفسى الذى بداخلك، ويُفضل أن تكون هذه التمارين فى الصباح الباكر .كذلك مهما شعرت بالإحباط ، لا تجعل هذه المشاعر تسيطر عليك ، وتخلص منها بالخروج لنزهات مع من تحب من الأسرة أو الأصدقاء. لذا لا تبقى وحيداً ، بل تقرّب ممن تحب ، واطلب العون والمشورة .

تمتع بالصبر ، وتمسك به ، لأنه هو الوسيلة التى تساعدك كى تقف على قدميك من جديد ، وبه ستنجح فى تخطى كل المشاكل والمعوقات التى تسبب لك الإحباط واليأس.

والآن حان وقت إعادة تقييمك للأسباب التى أدت بك للإحباط ، وأن تعمل على تصحيحها، فقد تحتاج إلى وضوح الهدف بصورة أفضل ، أو قد تحتاج تنمية قدراتك والوصول بها لمستوى أفضل ، أو ربما أنت فى احتياج لتغيير بعض من أسلوبك أو سلوكياتك التى أدت بك لفشل خطتك ، وضياع حلمك ، بل وإحباطك .

أحبائى .. علينا ألا نيأس ، وأن نحاول ونحاول ، ونصبر ونتعب ، واضعين ثقتنا فى الله أولاً ، وفى قدراتنا وذواتنا ثأنياً . وليكن لدينا اليقين التام أننا سنخرج من إحباطنا ، وأننا سنحقق أحلامنا وأهدافنا .. فابدأ رحلتك الجديدة .