محمد رشيد– مؤسس مؤتمر القمة الثقافي
تعدّ الثقافة بشقيها النخبوي المعرفي والشعبي القيمي السلوكي، جوهر وجود الشعوب وبناها الروحية ورسم معالم هوياتها الوطنية بعمقها الإنساني . وكانت الثقافة وستبقى محرك الحياة وتفاصيل مساراتها، والوسيلة المهذبة الضامنة لاستعادة الاستقرار الذي مزقته الاضطرابات والهزات الراديكالية العنفية. يؤكد ذلك تجارب الشعوب التي استخدمت هويتها الثقافية في دحر الانكسارات النفسية والاجتماعية و وباء كورونا .
واليوم تحديداً تجابه شعوب المنطقة كافة اضطراباً يعود لأسباب داخلية وأخرى خارجية تعاضدت لتمزق السكينة والاستقرار وتحاول شرذمة المجتمعات وضخ ثقافة العنف والتخريب والتقاتل، بخلاف طابع الثقافة الإنسانية ومعانيها السامية النبيلة من تكريس التسامح و السلام والدفع باتجاه البناء والتقدم والتنمية..
من هنا فإنّ تحديات الثقافة وخطابها وما يجابه المثقف من مسؤوليات وسط شعوب المنطقة كافة يتطلب تنظيماً يستند لمنطق العقل العلمي وخطاب التنوير ضد تغلغل خطاب الظلام والتخلف ومحاولات التجهيل.. الأمر الذي يستعدي لقاء بمستوى القمة بين ممثلي المنجز الثقافي المعرفي والقيمي إطلاقا للدور الفاعل هيكليا بنيويا للثقافة والمثقف في استعادة مسيرة الاستقرار والسلام والتقدم.
إن هذا اللقاء الذي ينعقد في بنية تنظيمية بمسمى ((مؤتمر القمة الثقافي العربي )) قد انعقد لأول مرة بالتجربة العراقية المستمدة من جذورها الحضارية ومن قدرات هويتها الوطنية وعمقها الإنساني وأبعادها التنويرية في الأعوام 2011 و 2016 و2018 ، ما سجَّل نجاحات مميزة في إطلاق الدفق محليا وطنيا وسجل الخطى التي يمكنها تفعيل الدور بنيوياً بالمستوى الوطني كذلك نجاحه عربيا في انعقاده للفترة (27-29) ديسمبر 12 عام 2018 . وهذه التجربة تدعونا للتقدم باتجاه عقد ((مؤتمر القمة الثقافي العربي الثاني )) الذي يهدف الى توثيق العلاقة بين المثقفين العرب وتوحيد جهودهم بما يخدم شعوب المنطقة وتطلعاتها للاستقرار واستعادة قيمها الروحية السامية النبيلة.ومن أجل ذلك تقرر أن ينصب المؤتمر على آليات العمل وعلى المحاور الآتية:-
آليات العمل:
1. استقبال البحوث والدراسات الثقافية بمحاور محددة على وفق الأهمية وتسلسل علاقتها بواقع الأحداث.
2. عقد جلسات نقاش وحوار في ورشات عمل بكل محور وعلى وفق أوراق العمل المشخصة تلك التي يجري تحكيمها علمياً.
3. عقد جلسات عامة للمؤتمر تتضمن جلستي الافتتاح والاختتام البروتوكوليتين اللتين تخصان تسجيل المنجز وإعلانه ببيانات وبلاغات رسمية معتمدة.. وتسبق جلسة الختام جلستي نقاش للأوراق و الورشات وللبلاغ الختامي..
4. اعتماد الانتخاب في الجلسات للرئاسات والإدارة ولجان الصياغة والقيادة مع اشتراط عوامل الإنجازية الثقافة بتنوعات محاور أدائها..
محاور الدراسات و ورشات العمل:
1. الثقافة والاقتصاد ودورهما التنموي بعد وباء كورونا للمساهمة الفاعلة في بناء الإنسان والأوطان وكيفية تعميق فكرة الشراكة بين (رجال الأعمال) و(النخب المثقفة) من خلال برامج تنمية المجتمع لرسم مستقبل مشرق خال من العنف والجهل .
2. الثقافة والمنجز التعبيري الجمالي: الفني والأدبي بمحاوره المتخصصة في مجالات الآداب والفنون من سرد (رواية، قصة،) ودراما (مسرح، سينما،تلفاز، إذاعة،…) وأدوارها وآليات استثمارها موضوعياً.
3. الثقافة والتنمية البشرية وأدوارها المعرفية والروحية في مسيرة التقدم الاجتماعي والعمل التطوعي وقيم التسامح وثقافة الطفل وحقوقه واقتراح المعالجات الخاصة المشكلات والعقبات المختلقة المصطنعة ومساهمة آليات العمل من إعلام بشمولية إشكالاته وموضوعاته.
4. الثقافة والهوية الجمعية والفردية، هوية كل شعب وأمة وانعكاسها الإيجابي في هوية الشخصية الإنسانية: التجارب والأدوار البنيوية في العلاقات الحيوية وفي مسيرة الاستقرار والسلام. أمثلة: تخص التعددية والتنوع في تركيبة شعوب بلدان المنطقة وكيفية مساهمتها في إعلاء قيم التآخي والتضامن ووقف الاحتراب والاقتتال وقيم الثأر والانتقام…
5. الثقافة ومنطق العقل العلمي والإنساني ما بعد وباء كورونا ومنجزه وآليات الاشتغال بالتفاعل مع المجال الروحي وما يسود من طقوس مصطنعة والرد على إفرازات الجهل والتخلف وأمراضهما..
6. دور الثقافة في صياغة الوجود الإنساني ، والعلاقة بين المرأة والرجل وأدوارهما الاجتماعية وانعكاساتها على العلاقة بالطفل ونموه وعلى تفعيل الحراك الإنساني المبدع لقيم الإيجابية.
7.الثقافة والعلوم التطبيقية والتكنولوجية ودورها في زيادة وعي الإنسان وصحته وتمكينه من مواكبة غزارة المعرفة وسرعة تدفقها.
8.الثقافة والعلوم السيكولوجية والاجتماعية ودورها في فهم الإنسان لنفسه والآخرين وكيفية التعامل مع الضغوط ، ونبذ العنف والكراهية ،وإشاعة مفاهيم الحب والجمال والتسامح بين الناس.
نستعد اليوم وبكل فخر مواجهة تحديات انعقاد (مؤتمر القمة الثقافي العربي الثاني) وبشكل جديد …
الظروف والتحديات الكبيرة التي واجهتنا وتواجهنا دائما بسبب الشحة المالية وتأمين تأشيرات الدخول إضافة على ذلك تحديات كورونا جعلتنا نقرر أن يكون مؤتمر القمة الثقافي العربي لهذا العام متجولا حيث ان حفل الافتتاح واربع جلسات لمناقشة( تحديات الثقافة والمثقف ومستقبل دورهما البنيوي والتربوي في العالم العربي بعد جائحة كورونا ) ستكون في العراق بعدها ستنتقل فعاليات المؤتمر إلى عدد من الدول العربية لإكمال جلساته لنتمكن من إحتواء جميع المثقفين المشاركين من الدول العربية والمهجر ، ومن المخطط له أن تكون الجلسات في ( مراكش و الفجيرة و صلالة و القاهرة و بيروت ) إضافة على ذلك قد تكون هناك جلسات في أستراليا و هولندا اذا تم الاتفاق مع شركاء الثقافة للمؤتمر واخص بالذكر ( مجلة نجوم في سدني و جامعة ابن رشد في هولندا ) وبهذا يكون مؤتمر القمة الثقافي عبر حدود الوطن العربي لتكون نقاشات وتحديات مثقفيه عابرة للقارات ….
اليوم نتطلع لمؤتمر قمة ثقافي عربي جديد عابرا للطائفية والعنف ترفرف أهدافه على اعلام دول التسامح والسلام والمحبة والتنمية لتنشئة أجيالا جديدة تؤمن بان العالم لهم ولنا جميعا تحلق في سماءه فراشات تمطر علينا الوان أجنحتها.
…………………………………….