عنصر الإدهاش في اللعب الدرامي يساعد الأطفال على التعبير عمٌا في دواخلهم

ليث عبد الغني – النرويج

أن اللعب الدرامي الحر العفوي الخلاق وهو خلاق لصفته العفوية، يأخذ شكلاً من أشكال الفن التمثيلي وذلك ومن خلال الأحداث الدرامية والصور التي تتشكل في مخيلة الطفل والتي غالباً ما يعبر عنها الطفل حركياً بشكل لا إرادي اثناء تقمصه دوراً تمثيلياُ معيناً من خلال اللعب, وتقمصه للشخصية التي يختارها ,قد تكون ناتجة عن تحفيز ألإدهاش للمخيلة ” والقدرة على لإدهاش والتي تحضى بأهمية في الحياة وخاصيةً من خصائص الفن لكنها تبدوا غير هامة للفن, رغم دورها الكبير في الابداع. لكن اهميتها تكمن في رؤية الحياة بشكل جديد. ومهمة ايضاً لإظهار ما في دواخل النفس. حسب رأي معلم المسرح الحديث المخرج الروسي ( ستانيسلافسكي). ( 1863- 1938 ) .” و إلادهاش قريب إلى حدٌ ما من الخيال , وحافز له. يدهش لظواهر ألأحداث, أو لدواخل نفسه. في ألإدهاش ثمة سؤال, وفي السؤال شيء تحليلي ما.” ص125.( ستانيسلافسكي وبرخت).

أن استثمارعنصر الإدهاش في اللعب الدرامي مهم لدى التربويين. وذلك لكي يساعد الأطفال أحياناً على التعبير عمٌا في دواخلهم كما ويمنحهم دافع اكتشاف ماهو جديد في الحياة.. ويهتم المعلمون والتربيون على تحفيز خيال الطفل من خلال إدهاش المشارك في المجموعة وليس إدهاش الجمهور.وبما أن مبدأ الدراما التعليمية الأساسي هو إعطاء الحرية المطلقة للمشارك في التعبير عن خوالجه ودوافعه الذاتية من خلال اعتماده على اللعب الحر للترويح عن همومه بانتظام كانت أم بعشوائية مطلقة فأن المعلم يحاول ان يحفز الخيال من خلال إدهاش تلاميذه بفعل معين. وإعطاء فرصة التجريب ليحفز الخيال لدى التلاميذ وهذا ما يساعد المشارك لاكتشاف عوالم جديدة في دواخلهم قد لم يكتشفها من قبل، بل إن الإدهاش البارع يجعل المشارك أثناء اللعب غارقاً في التفكير بالمادة المطروحة وأكتشاف مواهب وجماليات جديدة في داخل نفسه مع كل تمرين ولعبة تتكرر،كما يساعده على التفكير العميق لطرح عدة اسئلة تتعلق بما يراه من صور تتكرر في مخيلته ومنها حالات نفسية مثيرة تدهشه فتثير لديه متعة أو عكسها أو تجعله في حيرة من أمره تجعله بانشغال دائم وتساؤل عن تكرار هذه الصور التي قد يكن لها ارتباط بالطفولة في مرحلة اللاوعي قبل الخمس سنوات الأولى . والاندهاش هنا اصبح فكراً يعبر عنه المشارك من خلال الجسد والحركة ويرتبط بما تختزنه الأحداث والصور الداخلية المدهشة والتي تعطي دلالات غنية، وصور متباينة حسب درجات العقل ودرجة الاندهاش ,فكلما تدنت قدرات الانسان العقلية وأنحبست في داخله غابت عملية الادهاش لديه, لذا فأهمية الادهاش في اللعب الدرامي هو تحريض الانسان المشارك في النشاط على تحفيز الخيال واطلاقه ودراسته وتحليله بشكل واعٍ ثم التعامل معه بشكل طبيعي كأمر واقع. وإلا فقد يشكل تركها مخزوناً متراكماً في الذاكرة وعائقاً نفسياً خطيراً بمرور الزمن. كما لعملية الأدهاش دور للمشارك، أي من قبل المسؤولين بشؤون النشاط هو اعطاء فرصة التحفيز والاكتشاف والتعبير بشكل عفوي وصادق إضافة الى أهداف أخرى مثل مراقبة المشاركين وخاصة الأطفال والشباب لغرض تقييم مستوى تعليمهم وتقييم حالتهم النفسية والاجتماعية.