ماغي حنا
نحن لا نختار أشكالنا وملامحنا، ولا أصولنا ، ولا الطبقة الاجتماعية التي ننتمي إليها، فهناك مَن يخلقه الله بوسامة جورج كلوني، وهناك من يأتي بملامح صغيرة متواضعة
هناك مَن يولد في عائلة مرموقة ويرث كل ثرائها ومجدها وصيتها الاجتماعي، وهناك من ينتمي لعائلة لا يعرفها أحد ولا تمتلك أي امتيازات، فلا مجد لأولئك الذين ولدوا في عائلة مرموقة، ولا ذنب لهؤلاء الذين لم يرثوا امتيازات فلا مجد في الأشياء التي وجدناها بجانب سرير طفولتنا، المجد فيما سنأخذه بأيدينا لاحقاً.
والجمال ليس في الملامح التي لا خيار لك ولي فيها، بل الجمال في ما نكوّنه نحن ونصنعه نحن في حياتنا.
فلا تحاسبني حسب جنسي ولوني وعرقي وطائفتي وقيمة العائلة التي أنتمي إليها، كل هذه الأشياء لا علاقة لي باختيارها، وُلدت ووجدتها تحاصرني وتُشكّل هويتي، حاسبني على ما أنجزته..
المجد لمن ينتزع حريته إذا كانت مفقودة، ولمن يحسن استخدامها إن امتلكها. المجد لمن يكوّن ذاته، لمن يترك تأثيرا في محيطه، لمن ينزع من المجتمع الأفكار والعادات الخاطئة الموروثة، المجد لمن يمحي من أذهان مجتمعاتنا أن فلان مهمّ لأنه ابن فلان أو قريبه، فالمجد لا يكون فقط في قراءة كتاب سطّره أجدادك، المجد الحقيقي أن تكتب سطراً في كتاب سيقرأه أحفادك.
ليس ضروريًا, أن أجامل آشخاص أشمئزّ حتّى من نبرة صوتهم كي لا يُقال عنّي عدوانيّة.. فآنا آصلًاً لا آمتلك وجهًا ملائكيًا و إعراضي عنهم يُجنّبني آلكثير من الإثم! ليس ضروريًا, أن أسامح و أتغافل و أعفو كي لا أُتّهم بسواد ألقلب.. ألعفو عند ألمقدرة و لعلّ خطأكم فاق مقدرتي !!! ليس ضروريًا, أن آحضر كلّ آلمناسبات آلعائلية من آوّلها لآخرها تحت شعار “توطيد صلة آلرّحم”, و آنا لا أحفظ نصف آسماء آقاربنا وبعدي جعلني لا آنوي حفظها مستقبلًا! ليس ضروريًا, آن أُجهد نفسي بتفسير كلّ قولٍ آو فعلٍ بدر منّي فقط كي أُظهر حسن نيتي.. فسوء ظنّكم بحدّ ذاته آجر لي ! ليس ضرورياً, أن آمارس طقوسي آلقديمة بحذافيرها لأُبيّن آنّي لم آتغيّر.. آضفوا إلى معلوماتكم آنّي تغيّرت و آنتم من عليه آلتأقلم ! ليس ضروريًا, آن آحيّي كلّ شخص آقابله فقط لأثبت آنّي متواضعة.. إن إستطعت تجاوز “آلرّهاب آلإجتماعي” آلّذي آعاني منه سآفكّر حينها بمسألة “إظهار تواضعي”! في حياتي “ليس ضروريًا” آن آستعمل ميزان غيري لـِ “آقيس” ما لي و ما عليّا، فميزان عقلي كفيل بفعل ذلك، فلا تجعل من مرورك مرور الكرام، ابحث عن ما هو مفقود لا شيء محال إن لم يكن في فكرك كذلك، قوم وناضل، اجعل في داخلك ثورة وإن اتت أليك الفرصة ولم تكن على مقاسك لا تأخذ بيدها ولا ترمقها بنظرة المتردد ابحث عن ما تريد وليس مهما، أين يكمن أو أين وكيفية الوصول اليه،لا تجعل لنفسك حدود هناك دائماً ما هو في أنتظارك، ما يشبهك وكما يليق بك وما هم آراء الأخرين أن لم تملك حلم محرم عليك النوم الموقت وحلال عليك الراحة الأبدية، غداً يوم أخر فكن كما هو شخص أخر وفي جعبتك ما تؤمن به وليس ما يؤمن به من حوليك الحياة رحلة وإن لم تكن خلف المقود فموتك محتم ورأس ما تملك حفرة لا تليق سوى بالفاشلين كن أنت أو لا تكون أنا،
“أنا” تعرفني جيّداً حين أجالسها أراني بحالٍ أفضل هي أيضاً معالجتي النفسيّة وأمّي الأخرى وأختي الصغرى المشاكسة المجنونة منذ ولادتها “أنا” تعتني بي جيّداً تسمح لي بالبكاء أمامها وتفجير ذرّات القهقهة كما أريد إنّها تحبّني كما أنا أعرف أنّها تغضب منّي حين أخفق ولكنّها تضمّد جراحي بعدها وتحتويني “أنا” حبيبٌ أوّل لي ينتظرني… يحبّني… ويحميني….
لقد علّمتني السنوات أنّ “أنا” لا توجد في مكانٍ آخر ولا في شخصٍ آخر هناك “أنا” واحدة لكلّ إنسان
. “أنا” كافية لتمثّل جميع الأدوار في مسرحيّة الحياة لا سيّما حين يستقيل الممثّلون…