مجلة النجوم – سيدني
بقلم: د. عبدالله ذبيان
يقول الفنان العربي دريد لحام “الوطن ليس فندقاً نقيم فيه، ثم نتركه لغيرنا عندما لا تعجبنا الخدمة فيه”!
هذا هو حال الشرفاء في شتى الأوطان وبقاع الأرض، لا يبارحون بلادهم في الملّمات، ليس كهؤلاء الذين تنعموا بالخيرات وجنوا الملذات غير آبهين لمصائر البلاد والعباد.
“أمل رغم الألم”…. بالفعل!
هؤلاء هم الأشقاء معلوف من بلدة كفر قطرة في جبل لبنان (الشوف)، الذين كانوا وبكل بساطة قادرين على ترك بلدهم الأم لبنان وانشاء مشاريع سياحية وانمائية في الولايات المتحدة وغيرها، بسبب خبرتهم الطويلة وتكاتفهم المنقطع النظير، لكنهم أبوا إلا البقاء في لبنان، مع مد جسور لمشاريع في أميركا.
“من منّا لا يعرف مشروع “ريو لنتو” المائي الشهير والأول من نوعه في منطقة نهر الكلب شمال العاصمة بيروت، تلاه “متحف المشاهير” عام 2000 الذي ضم وفي سابقة من نوعها تماثيل عربية وعالمية لسياسيين ومفكرين ومختنرعين وفنانين من مادة “السيليكون”، وفيها ما هو متحرك وناطق.
عام 2004 رفض الأشقاء معلوف تنفيذ فكرة “أكبر سندويش” في العالم في “ريو لنتو”، وآثروا القيام بها في بلدتهم الوادعة لرفع اسمها عالياً فضربت الرقم الإيطالي في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، بحضور ممثلين عن الموسوعة وطوبوغرافيين ومتخصين، مع نقلٍ مباشر وحضورٍ إعلامي عالمي وعربي ولبناني.
افتتح وزير الداخالية الأسبق زياد بارود عام 2010 مدينة “ريو سيتي” لتعليم أصول قيادة السيارات للصغار والكبار، بعدما لاحظ المهندس بيار معلوف سوء القيادة ورداءة الطرقات واختفاء، لا بل انتفاء وجود الإشارات واللوحات الطرقية، لحقها بعد عامين تأسيس “ريو أكاديمي” لرفد التعليم التطبيقي بالنظري.
“كوّة” في جدار الظلمة
رغم الأوضاع الاقتصادية والمعيشسة الصعبة رفض الأشقاء معلوف مبارحة لبنان، خاصة مع قدراتهم الذاتية وتمهيد السبل لهم خارجياً.
وفي آتون ما يمرّ به لبنان من أزمات منذ 4 سنوات وانهيار العملة الوطنية، فتح رجال الأعمال من الطراز الأول من آل معلوف كوّة في جدار الظلمة، عبر تأسيس مشروع سياحي على أجمل تلال لبنان، المطلة على ساحل المتوسط من بعيد.
“مشاهد بتاخذ العقل والقلب”
مطعم وكافية Lavender Getway مع “مشاهد بتاخذ العقل والقلب”، آخر مشاريع الأشقاء معلوف من جعبةٍ لا تنضب وهمة لا تكلّ، هنا قيّض للطاقات “المعلوفية” الشابة أن تقدّم ما في جعبتها….
وكما يعمل الأشقاء معلوف بيدهم، مع العمّال والموظفين، عكف الجيل الجديد على السير وفق خطاهم، فبالاضافة إلى سلاحي اللعلم والتفوق، ها هو باكورة الشباب رودولف ميشال معلوف يدير واحداً من أجمل مشاريع الراحة والاستجمام والتخييم وسط الطبيعة الغنّاء في بلدة كفرقطرة المطلقة على وديانٍ ساحقة وجبالٍ شاهقة… وحين ترنو الشمس إلى الغروب أمسى المكان محجة للمعحبين بالطبيعية وهدوءها وبالشمس وأصيلها….
وباختصار، أ،نت في مطعم ومقهى في الهواء الطلق, حيث يقدم أشهى المأكولات والمشروبات. كما يمكنكم التخييم أيضاً, حيث يقدم هذا المكان أحد أفضل تجارب التخييم على الاطلاق.
يقع هذا المكان في بلدة كفرقطرة في قضاء الشوف محافظة جبل لبنان ويبعد حوالي 51 كلم عن بيروت. يمكنكم الوصول للمكان عبر الدامور – دير القمر أو عبر الحازمية – عاليه – رشميا.
في الختام، سألني أحد القيّمين على المشروع الجميل، والذي أبصر فرع جديدُ له منذ أيام النور في نهر الكلب (داخل الريو لنتو مع بيسين جميل) ، سألني ما رأيك؟ أجبته سيأتيك الجواب مكتوباً سيدي العزيز….!
وهاكم بعض الصور الجميلة….
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=11078