ملامحك تدق لبهجة حياتك التوابل لطعم أطيب

إشراف شيراز

.. لا قيمة للأشياء عندما نمتلكها ..هي كشيء تافه.. كلاشيء… نعم نفرح بها في البدء بقوة شديدة وننغمس فيها بشكل أعمق.. نحلق بها ساعة في الأعلى فيسطع نجمها. ثم ينتقل اهتمامنا سريعا إلى فضاء أرحب.. فيمحو ما فرحنا به توا من الدائرة التي كانت تقفز فيه… ليس فجأة و ليس تماما .. لكن سطوعها يخفت ثم يخبو ثم يدخل في عنوان آخر في اطمئنان مهيب… بدون أن نخشى ضياعه. كم نحن مخلصون لأشيائنا بشكل عكسي. بل نتمرد عليها كما لو كان يربكنا وجودها لنجدد العهد مع البدائل التالية ..أشياء عديدة لا تكون لنا فيها مأرب ولا تغرس ثباتنا إلا لوقت موجز قبل استبعادها مجددا .. نرتبها ترتيبا تنازليا بحسب تاريخ امتلاكنا لها.. وترتبنا هي الأخرى بقدر ما تتسع روحها لنا بالصبر… و بقدر فرصتها الوجيزة كبائسة… فترى بكاء الأشياء حين تنظم صاغرة إلى معسكر المهمل. أشياؤنا المفزوعة منا ترى حياتها بجوارنا قصيرة ..غير منصفة.. فيما التغيير لصيق بنا كالحبل السري فلا يود قطيعة… بحجة التقادم .. بحجة المولع بالبدائل .. بحجة المهووس بالشراء.. بحجة النوبات التي لا تعرف الشفقة .. نريد القبض على كل شيء.. الأشياء التي تحفل بالأسماء .. تلعب لعبة الكراسي ثم تتحول إلى أرصدة فارغة .. إلى الأرفف الخلفية .. إلى نباتات جافة… و أمام جبل عظيم من الجماجم .. ومن فرط التكدس..و كل الكراكيب التي تركل.. نتحول إلى جامعي قمامة. نلاحق دائما بكارة الأشياء.. وما هو ليس لنا .. ونواضب. الأشياء التي لن يكون حظها أفضل من أسلافها لدينا.. إننا ندير رغباتنا بشكل سيء.. من يطيق هذا الامتلاء!!. ماذا نفعل لو دبرت لنا الأشياء بقلبها المفطور مؤامرة ..أشياؤنا التي إذا توجعت لن تغفر لنا ولن تدخر جهدا لتصفعنا.. كأن تسقط سقوطا عظيما و تتهشم .. فتنتحر جميعها دفعة واحدة .. أي خسائر بظننا سوف نتكبد! أنا المرأة التي أثق في أناقة الاختيار.. إذا امتلكتُ شيئا تعلقت به فيصبح لدي كاملا وغير مهدد بالاهمال .. كمن بيننا صلة قربى .. فأقنعه كل صباح أنه جزء مني.. كنز عمري.. فيتدفأ عليَ وينام. أحب أشيائي القليلة .. أحب أشيائي الصغيرة جدا ..و المتناهية في الصغر.. لست من أضيع وقتي في رشوة الرغبات الفسيحة .. فنسيان ما لدي والرغبة الرحبة في امتلاك ما ليس لي يقودانني إلى وحشة هائلة. وأنا أدخل حالة تأمل .. التأمل الذي يدخلني في أخطر المعارك الوجودية .. فأتساءل : هل للأشياء أرواح؟؟ .. عليك أن تثق في ذلك .. إنها تفيض بالروح الحية و بأعظم الإحساس.. تتسلل إلى ذاكرتك المقدسة .. حين تكون عجوزا على مقعد هزاز وأنت تسعل.. تتنفس بصعوبة لولا ملاك الأشياء التي تُقبل رئتيك بكل ألوان الله الزاهية .. فتشفع.. وهذا ما تريد الأشياء رسمه