بيروت- هناء حاج
كان المواجه الأقوى في زمن التخلي، واجه وثابر وتوصل الى حقائق حيث لم يجرؤ الآخرون، واليوم في زمن الكورونا هو المثابر والمقاوم الذي لا ولن يتخلى عن واجباته الإعلامية سواء في كشف المستور وإظهار الحقائق، ولا عن واجباته الإنسانية فكان أول من اطلق شعار «خليك بالبيت» وأول من التزم به.
وحول مستجدات الساعة والحركة الإعلامية والتطور المنهجي للعمل الإعلامي التقت «النجوم» الإعلامي طوني خليفة وشاركته الحجر والحذر عبر وسائل التواصل في حوار مليء بالإنسانية والمهنية.
إذ قال حول وصول الإعلامي طوني خليفة الى قاعدة لا حدود لها وتفاعل الناس مع توجيهه الانساني الذي بدأه بتطبيق شعار «خليك بالبيت»:
«ربما أنا بدأت قصة «خليك بالبيت» قبل غيري، ربما أنا من الأشخاص الذين اتخذت هذا القرار في وقت مبكراً وجربت أحمي نفسي عائلتي من الآخرين وأحمي الآخرين مني، ومع هذا كان ضمن مجتمعنا الضيق من أصيب بهذا الفيروس ما جعلنا نعيش في حجر صحي ذاتي ليحمي نفسه ويحمي الآخرين».
وعن تحصين نفسه من أي تدخلات كونه يعيش في الضوء ومن السهل تناول بخصوصياته، قال خليفة: «بالنسبة إلى المجتمع وتطوره وتحمل المسؤولية، للأسف أصبح مجتمعنا في مكان سيء جداً على الرغم من الثقافي والوعي عند الشعب، إلا أنه لا يستثمر في مكانه الصحيح لأنه لا يزال غالب علينا الشعور المذهبي والمناطقي والحزبي والعقائدي، ويتحكم بنا ويمحي كل ثقافتنا وفهمنا وتطورنا».
بعد سنوات طويلة من العمل التلفزيوني المعتمد على البحث والتحري… هل يجد ان النتائج اعطت ثمارها في تغيير نمط المجتمع ولا مسؤولية الدولة قال: «أفهم أنه في السياسة والاجتماع قد يحصل هذا ولكن في الصحة والطب وحياة الناس لا نزال نوزع الاتهامات سياسياً وطائفياً ومذهبياً، بكل أسف هناك من يقول نرحب بهذا المرض اذا جاءت من تلك الدولة وآخرين يقولون لأن المرض جاء من تلك الدولة يقتلنا لو جاء من غيرها لما قتلنا، تخيلي مع كل هذا الكم من الثقافة والفهم عند الشعب اللبناني يذوب في لحظة أمام عقيدته ومذهبيته وطائفيته وحزبيته التي نقول إننا خرجنا منها، ولكن أظهرنا أن العكس صحيح، بالنسبة إلى الدولة فهنا حدّث ولا حرج لأنها هي من أودت بنا الى ما نحن عليه، فبدل أن تعالج هذا الموضوع هي ترسّخ هذه الذهنية والتقسيم والانشقاق عند المجتمع، لأن من هو يستلم مهام في الدولة هو ممثل لمجموعة طائفية ومذهبية وحزبية وحين يأتي الى الحكومة يأتي كمندوب لممثليه في النظام».
عن الشهرة الواسعة التي حظي بها في معظم المحطات التي قدم برامج لصالحها، إلا أن بعض الأفكار تلاشت مع انتهاء البث، أوضح طوني خليفة: «هذا كلام غير صحيح فأكبر دليل أنه إذا دخلنا الى اليوتيوب وشاهدنا البرامج التي صورت من عام 2000 لغاية 2018 نرى ملايين المشاهدات من ذاك الوقت ليومنا هذا، مع هذا هناك بعض البرامج الخفيفة تنتهي في وقتها وفي المقابل هناك برامج كبيرة أخذت شهرة كبيرة ولكنها كانت مرحلية تنتهي مع انتهاء المرحلة، وأنا قدمت الكثير من هذه البرامج في مصر منها مع الثورة وانتهت مع الثورة، وفي زمن الاخوان وانتهى، ولكن لغاية اليوم لا يزال الناس يوزعون ويشاهدون متقطفات منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فحين نقدم برامج موسمية من المفروض ان تتلاشى جزئياً مع انهائها».
وعن إمكانية استغناءه عن اي شاشة عربية وطموحه للوصول الى شاشات عالمية، كونه انطلق الى العالم من خلال الشاشات اللبنانية الوصول الى كل العالم حتى الأجنبي، شرح الإعلامي طوني خليفة فكرته بصراحة: «بالفعل استطعت من خلال لبنان- هذا البلد الصغير- استطعت أن اصل للانتشار حتى الى العالم الغربي الى كل من هو ناطق باللغة العربية ويفهمها هو يعرف طوني خليفة في مراحل عديدة، الحمد لله اخذت حقي وأكثر بالانتشار وبفضل ربي وجهدي وشغلي على نفسي، أما طموحي للعالمية أكيد أطمح، ولو كنت أتقن اللغة الإنكليزية – مثل اللغات التي تعلمناها واتقنها مثل الفرنسية – لو اتقنها بامتياز مثل اللغة العربية وبنفس التمكّن بلغة أجنبية أؤكد وبكل تواضع أنني لكنت أعمل في مجال إعلامي عالمي، لأن بعض برامجي وضعت كفورمات في معارض شراء بيع البرامج عالمياً لتتم ترجمتها للغات أجنبية، ولم أعرف إذا بيعت لأنهم أخذوا الحقوق مني».
أما عن فريق عمله الذي أعطاه حقه، كون طوني خليفة من الاعلاميين القلة الدين يعطون فريقهم الاعلامي حقه بالظهور ما قد يفتح اعين الشاشات الاخرى عليه ليسحبوهم باتجاههم، لم يخف ما قد يتعرض له الفريق: «أنا اعملها بقناعة كبيرة وفرح داخلي، لأني جربتها شخصياً، فالإنسان مهما اعطيته حقه مادياً إذا لم تعطه حقه معنوياً يبقى ينقصه شيء في الحياة، لذا اعطيه حقه معنوياً وارضِه مادياً نوفيه حقه أكثر، فالبرامج التي أقدمها الآن هي جهد كبير جداً لفريق عمل موجود على الأرض يتعب ويركض، ويعرض حياته أحياناً للخطر من أجل الحصول على معلومات صحيحة، ومهما أعطيته مادياً بالنتيجة لا يحق لي أن أظهر وأقول «أنا فعلت» بل أقول هذا من عمل لأن قيمته العملية لا تقدر بمال بل بكلمة شكر وتعريف الناس على هوية الشخص الذي استطاع أن يحصل على هذه النتيجة من السبق الصحفي، هذا ما أفعله لأني شخصياً اعتبر أنني شبعت شهرة وكل العالم يعرفني ويعرف كفاءتي، وليس من الخطأ إعطاء فرصة للآخرين ليتعرف عليهم الناس بالصورة وليس على أسمائهم فقط، لأن الصورة في عالم التلفزيون هي الشهرة وهذا ما اعطيته لفريق عملي، لا شك أن البعض ممن ظهروا- وهم قلة- اعتقدوا أن في ظهورهم على التلفزيون لن تشرق الشمس من دونهم، صح مرقوا في حياتي وتاريخي المهني أما الأغلبية هم أناس أوفياء وشرفاء قدروا ما أعطى لهم طوني خليفة وما فعل، والتقدير كان متبادلاً، على هذا الأساس هناك من تقدم لهم عروض واغراءات وترغيب وترهيب ليكونوا في مكان آخر ولكنهم بقوا معي حتى النهاية، وأكبر دليل ما نمر به من أزمة إعلامية ومادية، وهناك من عمل معي فترة طويلة من دون الحصول على أتعابهم وانتظروا ليحصلوا عليها».
وعن العثرات التي تواجهه على رغم الفريق الاعلامي الناشط معه، قال: «تواجه حياة الإعلامي عثرات كثيرة، خصوصاً حينما يكون إعلامياً يعمل في شكل متواصل ومعروف، وكثر يحبون الخير وغيرهم لا يتمنوه، نحن نمر في زمن سياسي واقتصادي متعب، فنحن في زمن وسائل التواصل الالكتروني وهناك من لا يتحملون وكل كلمة نحاسب عليها».
وصرح عن الأفكار الجديدة التي سيحضرها: «هناك أفكار كثيرة وحلقات تجريبية حضرت لقنوات عربية عدة ومنها سياسية أيضاً، ولكن لغاية الآن ليس لدي شيء ثابت أستطيع التصريح عنه في الوقت الحاضر وأترك الأمور لتنضج وأي شيء مؤكد ستكون «النجوم» أول من يعرف به بإذن الله».