الثنائي الكوميدي شادي وغابي من الشخصيات الفنية التي لديها تأثير في المسرح الغنائي الإنتقادي في لبنان، كونهما شخصتين تمكنتا من فرض ضوابط في النقد والإنتقاد للأداء السياسي والإجتماعي لمشاهير البلد وحتى للشخصيات الشعبية. يهدف عملها إلقاء الضوء على بعض التجاوزات بأسلوب كوميدي عرف به مسرح «الشونسونيه»عامة، والموجّه الى الأشخاص النافذين.
في لقائهما مع «النجوم»لم يخفيا أهمية دورها خارج لبنان وتأثير مسرحهما على المواطن العربي بطريقة كما هي في لبنان، بالإضافة الى تفاصيل أخرى في الحوار التالي:– إنتشر إسم شادي وغابي»خارج لبنان، البروباغندا المحيطة بكما ساعدتكما؟
ليست بروباغندا بل العمل بحد ذاته، فنحن كفريق قدمنا أعمالنا في الكثير من الدول العربية، والتقينا جمهور اجنبي في لبنان، وحالياً تستمر مسرحية «شادي وغابي»على مسرح «الهيلتون- الحبتور»بالإضافة الى مشاركتنا في المناطق والمهرجانات الصيفية منها الخنشارة ومزيارة ورشميا وزحلة.
كما لدينا مشاريع خارج لبنان الى الكويت والإمارات واستراليا واميركا وكندا وفرنسا، كلها ستكون خلال فصل الشتاء.– هل هي المرة الأولى التي ستزورون فيها استراليا؟
كفريق ثنائي نعم ستكون المرة الأولى، ولكننا زرناها سابقاً، وكان الحضور العربي محبب ولقينا ترحاباً، لهذا أعتقد إن تمت الزيارة خلال الشتاء ستكون الزيارة مختلفة لأننا سنقدم عملاً مختلفاً ومضمونه أوضح..– من يسمعكما يعتقدتكما توأم، هل أنتم اتخذتهم القرار بأن تكونا توأمين على طول؟
شادي: نحن ثنائي، وفي تاريخ الفن هناك الكثير من الثنائيات الناجحة.– برأيكما هل تستمر الثنائيات ما لم يكونوا عائلة فنية؟
غابي: ليس بالضرورة، فلدينا وسيم طبارة ومحمد شبارو مثال مهم حيث استمرا قرابة 25 سنة، انفصلا بحكم هجرة محمد خارج لبنان. ونحن ثنائي منذ ثماني سنوات تقريباً، وكنا سبع سنوات مع بعض في فريق فني مؤلف من أربع سنوات، كنت انا شادي أعمل في مسرح ثانٍ مع مارك قديح وفي التلفزيون.– لا تمنعكما الثنائية من العمل منفردين في التمثيل، لماذا غابي لم تعمل في الدراما؟
غابي: لا نجد مانعاً في العمل منفردين، ولكن الوقت ضروري، فوقتنا مليء بالعمل المسرحي سوياً، ولا نجد وقت إلا سوياً في الوقت الحالي، مع أن شادي شارك في الدراما وفي فيلم سينمائي، وأنا خلال هذه الفترة هاجرت الى خارج لبنان فيما بقي شادي فكانت فرصة المشاركة أمامه أوفر.– ما الذي يمنعكما من الهجرة من جديد؟
غابي: لم يعد هناك مجال للهجرة، ففي 2006 كان المشهد ضبابيّ ما دفعنا لنغادر. وإن شاء الله لا تعود تلك الظروف، حتى لو عادت لن نغادر. فالوضع لاآن أسهل من السابق كما اننا لا نريد أن نؤسس في بلد ثانٍ.
– الكوميديا الهادفة مطلوبة في وقت يريد الناس الترفيه؟
شادي: إن لم تكن الكوميديا هادفة لا توصل رسالتها وفكرتها، خصوصاً في مسرح «الشونسونيه»ولكن ليس أن تكون فكاهة فارغة لمجرد الضحك. بعيداً عن الإباحية، فنحن نريد الجرأة فقط.
– البعض يعتمد على الفكاهة الإباحية باعتقادهم ان الناس يرغبونها، هل أنتما مع هذه المقولة؟
شادي: قد تكون مضحكة ولكن البعض يرفع وتيرة الكلام بشكل مبالغ، وهذا أمر غير مقبول، فنحن قد نمرر بعض الكلامات لضرورات تعبيرية ولكنها ليست الأساس. برأينا أن كل عمل يجب أن يحمل فكرة جديدة لا ان نبالغ في الطرح النكات المرفوضة اخلاقياً بحجة الجديد.– قد يقبل جزء من المجتمع اللبناني بعض هذه النكات، ولكن المجتمع الخارجي يرفضه؟
غابي: حسب المجتمعات، في أميركا يتكلمون في «ستند آب كوميدي»بكلام جريء جداً، وفي فرنسا، فهذا النوع من المسرح «شونسونيه»غير موجود سوا في فرنسا ولبنان، ونحن نقدم الفكرة المسرحية بترتيب وتقصدنا العائلات ولا ينزعجون، ومن يريد أن يسهر في «شبه كباريه»يذهب الى مكان آخر.– هل تغيران فحوى المسرحية حسب الوضع أو الحضور السياسي في مسرحكم هل تراعيان وجود بعضهم؟
شادي: لا نفكر بهذه الطريقة، فمن موجود لمشاهدتنا نمزح معه، فنحن لا نريد إطلاق النار على أحد، فنحن لا نزيل بحضور السياسي أو أي شخصية ما نقوله في غيابه. فما نخجل منه في وجهه ونلطف الكلام فهذا يعني أننا مخادعون وهذا أمر غير جائز في مسرحنا.– هل لدى مسرحكما غطاء سياسي لهذا لديكما حرية الإنتقاد؟
نحن لا ننتمي لأحد، الأحزاب والأجهزة ليست أساسية في عملنا، وبطرحك هذا تضعين مسرحنا في مستوى السياسة والأمن، وهذا غير صحيح فمسرحنا أكبر، مسرحنا لبناني نتعاطى مع الناس، ومن ينتمي لهذا النوع من طرحك لا يكون سوى ساعي بريد يوصل رسالة ما الى مكان ما، فيما رسائلنا الوطنية أكبر. ونحن في بلد الحريات والحرية موجودة حتى في وسائل الإعلام، وكل شخص يختار ما يريد.– توجهتما الى التلفزيون في أول تجربة لكما، هل هي موضة أم أنكما بحثتما عن التجدّد؟
وجدت الفكرة خلال شهر رمضان الفائت من منطلق أن الشهر يتحمل هذا النوع من السهرات، فانطلقنا بها وأحببنا التجربة والناس حكمت انها ناحجة. مع أنه كما تقولين إنها موضة ونجحت. والخطة موجودة وكنا نحاور الضيوف بطريقة عفوية وجميلة. كان شهر رمضان كريم علينا جعلنا نتمسك بضوابطنا وذكرنا أننا شرقيون ولسنا غربيون.