وقفت فتاة الخمسة والثلاثين عاما عند جدار المحكمة بعد جلسة شبه طويلة وساخنة أعلن فيها القاضي ( نهاية ) حياتها الزوجية مع زوج تقول انها وصلت معه لطريق مسدود , بدت وكأنها تتنفس الصعداء ! غير ان أي من علامات الشعور بالارتياح لم تبدو ظاهرة عليها، سيما وهي ترافق أمها واثنتين من أخواتها وزميلتها في العمل , المؤلم في الامر أنها ذات المحكمة التي جرى فيها عقد قرانها , راحت تحدث صديقتها التي تثق فيها كثيرا , صدقيني أنا غير نادمة واتحمل المسؤولية كاملة أمام المجتمع أن ( الخيانة ) شي بشع لايمكن تحملة ولم استطيع العيش مع رجل أكتشف كل يوم أنه يخونني , كنت أعتقد أن الامر مجرد تسلية لديه عبر ( الفيس والماسنجر ) لكنني اخيرا تمكنت من رؤية وقراءة المحادثة بينه و ( بينها ) وقد اتفقوا فعلا على الزواج !! ولن أنتظر حتى اكون الثانية بهذه الطريقة التي أقل ماتوصف انها طعن بالظهر ممن شاركته قلبي ثلاثة سنوات وعمري ضعفين هذا الرقم .
قد لاتبدو قضية هذه السيدة العراقية هي الاولى دون شك ولن تكون الاخيرة , فمجمل الدراسات والتقارير التي تجريها منظمات المجمتع المدني في البلاد تؤكد ان مانسبته ستون في المئة من حالات الطلاق سببها مواقع التواصل الاجتماعي و( غرف الجات ) المغلقة ,وتبدو الارقام مخيفة ولايبدو في الافق بوادر حل لها ولو جزئي !
السيدة شيماء الحيدري بدأت حديثها بتنهيده طويلة !! وهي تقول , ماأدراك ماهي مواقع التواصل الاجتماعي ؟ وماهي الخيانة الالكترونية ؟!! هذه المواقع دمرت الكيان الاسري وأفسدت العلاقة التي كانت حميمية ويضرب المثل فيها بالانسجام والالفه والموده , وللاسف فأن جهل الاسرة وقله الوعي كان سببا من أسباب كثيرة , أما عن الحلول فبصراحة لاأجد حلا للامر المعقد هذا , نحن نحتاج لثورة فكرية واخلاقية , نحتاج لعقوبات رادعه عن كل من يستغل هذه التكنلوجيا لهدم حياة اخرى مستقرة .
وقفتنا الاخرى كانت مع حلا عبد الهادي ( أعلامية ) التي قالت ,, ان الخيانة الالكترونية لم تعد مقتصرة على الرجال لا , بل صار الجنس الناعم ( المرأة ) اذا كانت على حد قولهن ( غير مرتاحه )!! مع الزوج كلها اسباب أوليه لبدء الخيانة والشروع فيها فالامر لن يتوقف على محادثه من هذا الطرف أو ذاك , لابد أن يتطور الامر من ساعات الى ايام يقضيانها في الحديث , والاخطر عندما تبوح المرأة بكل شي حتى أسرار البيت الى ذلك الرجل الذي أستغل الفراغ وأقتحهم حياتها فتعتاد عليه وبعدها يصل الامر لمستويات تؤدي مع شديد الاسف للطلاق في نهاية الامر وتكون الاسرة هي من يدفع الثمن , ربما أعتاد المجتمع على سماع بيوتات تهدمت بسبب الخيانة الالكترونية وعلاقات أجتماعية تفككت لكن للان نجد الحلول لهذه الظواهر المؤسف هي عقيمة ولم تجدي نفعا أو تحقق هدفا ربما ساهمت في تأخير الطلاق والانفصال لكنها لم تضع حدا .
أما حامد حسن ( صحفي ) فلقد لفت الانتباه الى قضية مفادها , أن المرأة أكثر ذكاء ودهاء من الرجل في عملية الصيد الالكتروني !! لماذا لانها تجلس في البيت وقتا أطول مما يقضيه الرجل , وبالتالي فأن كل مواقع التواصل متاحة أمامها يساعدها في ذلك ردة الفعل تجاه زوج يمارس نفس الخيانه فتجد نفسها وكأنها تعاقبه على فعلته من خلال الاسلوب ذاته والطريقة بعينها , والغريب انهما يكتشفان الامر معا لكن لاأحد يملك القدرة على مواجهه الاخر لحسم القضية ووضع حد لها , يصبح الامر تحدي بين الطرفين وتغيب عن الرجل كل الحيل في معالجة الامر للاسف لان الطرفين قد أشتركا في ذات الفعل الخطأ فأنعدمت بينهما الثقة ولغة الحوار .
عندما نقلت حديث الاخ حامد الى مسامع الباحثة الاجتماعية المعروفة الدكتورة (منى نعمه البلداوي ) أبتسمت وراقت لها الاجابة , لكنها لديها وجهه نظر في الموضوع الذي وصفته بالحساس جدا والمهم غاية الاهمية اذ قالت ,, عندما نقول أن الحلول أصبحت عقيمة عن ردع هذه الظاهرة فليس معنى ذلك أن ( نسلم ونستسلم ) للامر مطلقا لا , أنه كالوباء والمرض وربما أخطر لانه يستهدف الفكر والعواطف ومشاعر الناس التي كانت الى حد قريب توصف بأنها نبيلة ومتزنه وذات ثقة أجتماعية في مجتمع ما زال يتمتع بروابطة الاصيلة ويسعى للحفاظ عليها ماأستطاع , نحن نطلق بين حين واخر ( صافرة انذار ) مما يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخطورتها وننبه الى ذلك عبر كل وسائل الاعلام والمحاضرات وغيرها فالامر ندرك خطورته وأبعاده ونكاد نوصفه بأنه زلزال يضرب العلاقات الاسرية وينسف الكثير منها للاسف .
عادل جبار (مواطن ) مهتم جدا بهذا الامر والقضية التي يراها , مؤلمه والاشد ايلاما عندما تشاهد بيتا لصديق لك وقد انهار بسبب غرف الشات والمحادثات غير البريئة , أين ثقافتنا ؟ وديننا , واخلاقنا ؟ أين حرصنا على حياتنا الاسرية التي من المفترض أن تكون لها الاولويه , لماذا نذهب برغبتنا الى هدمها ؟ نعم ليس من الحكمة منع وسائل التواصل والاتصال في البيوت فهي باتت ضرورية للجميع ,لكن علينا أن نعرف كيف نستثمر هذه الوسائل بالشكل الصحيح , للمحافظة على الروابط الزوجية والاسرية .
واخيرا ,, عندما استفهامنا عن ( أهم الاسباب ) وراء الخيانة الالكترونية كانت الاجابات ( الفراغ العاطفي ) و ( الملل والفتور بين الزوجين والفراغ العاطفي ) ( ضعف الوازع الديني ) (متعة المغامرة والبحث عن كل شي جديد ) وغيرها الكثير من الاسباب .