النجوم- هناء حاج
الموهبة حين تطغى على العمل تبقى البصمة واضحة من يد الممثل، فكيف إذا كان الممثل موهوباً واستاذاً وكاتباً ومخرجاً، يمسك المجد من أطرافه ويبدع.
تتكامل الموهبة لتقترن باسم يشبهها، بديع أبو شقرا، ممثل استطاع أن يمسك خيوط الابداع ليثبت أنه فنان أينما حلّ، على المسرح يحرك الخشبة بجودة أدائه العالية، أو في السينما تدور حبكة الرواية باتجاه تعابيره، فيقرأها المشاهد ليتيقن حقيقة التعبير، أما في الدراما فحدث، عن ابداع بديع، ولا حرج.
كانت انطلاقته عام 1997 في مسلسل طالبين القرب مع المخرج مروان نجار، وكذل قدم عدد من البرامج التلفزيونية اللبنانية، من ضمنها مسلسل «لمحة حب».
شارك الممثل بديع أبو شقرا في فيلم «بروكن كي» لجيمي كيروز الذي حقق ضجة كبيرة، وشارك سابقاً في مهرجان «كان». كما صوّر «فيك بوك» من إخراج إيلي حبيب، وكان يفترض عرضه في السينما لكن ذلك تأجل بسبب الظروف التي فرضها فيروس كورونا، وسبق وعرض له فيلم «بالصدفة «مع الفنانة كارول سماحة.
تناقض الأدوار
في أكثر من موسم قدم الممثل بديع أبو شقرا أعمال متقاربة التوقيت ومتباعدة الأفكار والمضمون، وأكد أن الذي يجعله يوافق على أي دور هو النص الذي يجعله بحالة تأمل وحلم، أما إذا لم يتحرك هذا الحلم فإنه مهما فعل يكون قد أدّى دوراً لا أكثر.
مثلاً العام الماضي قدم مسلسلين «بالقلب» و»بردانة أنا»، فتنقل بالأداء ما بين الانسان ذات الشخصية العاطفية الهادئ وما بين المدمن المشوش والقاتل. ولم يخفِ بديع ان هذا الدور أتعبه من شدة انفعالاته.
وهذا العام قدم مسلسلين «راحوا» و»للموت» أيضاً في شخصيتين متناقضتين لا حدود فيهما للتعبير. فقد استطاع حبس الأنفاس في مشاهد عدة حتى لو فاق أداؤه المعقول، حتى لو كان الدور قصيراً كما حصل معه في دور «أمير» في مسلسل للموت، استطاع أن يجعل الناس في حالة شغف الانتظار، ربما لأن بديع يترك الجمهور في حالة ترقب لانفعالاته، ومع هذا فهو يرى ان تلك الشخصية مميزة حتى لو كان عدد حلقات حضوره قليلة.
لم يتأثر بديع يوماً بما قد يراه البعض مشكلة خصوصاً في اندماج جنسيات الممثلين في عمل مشترك، لأنه لا يؤمن بجنسية الفن، لأنه عابر للدول والمناطق والطوائف، فالفن مترابط ثقافياً في العالم العربي والتقارب المجتمعي قوي جداً.
وعن تراجع الدراما اللبناني الى درجة ان الفنان قد يشعر بالظلم، يؤكد أبو شقرا أن من ظلم الدراما هم من يؤخر الانتشار الدرامي، خصوصاً أنها تعرضت للظلم من الداخل في بلد، لأن حكامه لا يشجعون الفن ولا يكترثون للقطاعات المنتجة التي يمكن وصفها بالواجهة الحضارية التي يمكن أن تشكل قطاعا مثمرا للغاية.
فيما يرى بديع أن هناك اعمال تصر شركات الإنتاج على أن تكون حاضرة لتبقي صورة الفن حضارية، مهما انتقدها الناس أو كان لديهم ملاحظات على بعضها كما حصل مع مسلسل «راحوا» الذي تلقى جملة من الانتقادات على أداء بديع، وعنها يقول: «برأيي نحن علينا سرد القصة الواقعية بحذافيرها ونترك الحكم النهائي للناس، فليس هناك من تبريرات لأي عمل إجرامي تحت أي ظرف، لكن يمكن أن نتعاطف أحيانا مع المجرم لأسباب معينة محكومة بظروف محددة، ولكن التعاطف شيء والموقف شيء آخر، كما أن الكاتبة كلوديا مرشيليان روت قصة حدثت في المجتمع من دون إبداء رأي مباشر بها».
وعما استنتجه من هذا العمل الجريء يرى بديع الانسان يحتاج الى ابتسامة تنشط في الدراما بوجه كل الظروف، فهذا النوع من الإنتاجات يجب ألا يغيب عن الشاشة، إنما من خلال دراما عصرية تواكب تغيّر شكل الأحداث التي غيّرت ردود فعل الناس».
قريباً
وعن جديده الذي يعرض على منصة درامية، أوضح بديع: «كل أدواري بالنسبة إلي، بارزة رغم عدم نجاحها كلها، ولكن عدم النجاح بالفن ناجم عن رؤية غير صائبة للممثل، كوننا تعلمنا في الجامعة أن الممثل يقترح تفاصيل الشخصية ويدافع عن هذا الاقتراح، وبالتالي اللمسة الناقصة هي جزء من العملية الفنية، أما خطوتي المرتقبة ستكون مع شركة «إيغل فيلمز» ضمن مسلسل يحمل عنوان «البريئة» من إخراج رامي حنا.
الغناء
بعد أغنيته الانتقادية عن الأحزاب عاد وطرح بديع أبو شقرا أغنية بعنوان «ساحة الشهداء» في العام 2020 من كلمات وألحان أنطوني من فرقة أدونيس والتصميم والرسوم المتحركة من قبل سامر مغبغب ومن إنتاج زينة حداد.