من فسلطين، من هناك على الضفة الأخرى لنهر الأردن، وتحديداً من مدينة نابلس جاءت د. مجد القصص لتدرس العلوم السياسية في الجامعة الأردنية لتشكل بدايتها الراسخة في مجال المسرح تمثيلا وإخراجاً، وصولاً إلى المجال الأكاديمي في رتبة أستاذ مساعد- مساعد عميد لشؤون الطلبة والأنشطة في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية، الجامعة التي وقفت على مسرحها لأول مرة في مسرحية “وبعدين” حين اكتشفها آنذاك الفنان الكبير زهير النوباني.
لم تكتف د. مجد ببكالوريوس العلوم السياسية ومضت لتضع بصمة مهمة أخرى على صفحة سيرتها المهنية لتحصل على بكالوريوس إخراج وتمثيل من جامعة اليرموك عام 2003، ثم الماجستير في فيزياء الجسد مسرحيا من جامعة لندن وأخيراً- وربما ليس آخراً- على درجة الدكتوراه في المسرح من الجامعة اللبنانية.
التقتها مجلة النجوم في عمان في حديث مستضيف عن أحدث أعمالها التي لاقت صدى كبيراً وعرضت بنجاح جماهيري كبير طوال مدة عرضها في عمان وفي المحافظات الأردنية الأخرى، مسرحية “أوركسترا” من تأليف سميحة خريس وتمثيل زيد خليل ونهى سمارة وبيسان كمال وسارة الحاج ودعاء العدوان وميس الزعبي.
فماذا تقول د. القصص عن هذه المسرحية المتميزة؟
“في الواقع كتبت هذه المسرحية بناء على طلبي وكانت هناك جلسات عصف ذهني مع الكاتبة سميحة خريس حول تأليف هذه المسرحية من حيث المكان والحدث والشخصيات وغيرها واقترحت عليها أن تكون المرأة الفلسطينية محور هذا العمل المبدع. وعندما ناقشنا النص الأولي للمسرحية وجدت أنها تركز على “فيزياء الجسد مسرحياً” وكنت مصرة على أن تترك ما اسميه “فيضي” عن المرأة لي وتركز على شخصية المرأة وتوصلنا إلى اختيار 5 شخصيات يعشن في دار للمسنين. وهذه الشخصيات النسائية الخمسة هي 4 نساء مسنات وممرضة وشاءت الظروف أن تكون تلك هناك علاقة ماضية تربط هذه النساء معاً من طرف الزوج: الزوجة العاقر، والزوجة الأم، العشيقة، والغانية وذلك لكي أحسم الصراع هل هو بسبب طبيعة الرجل أم بسبب تقصير الزوجة وأنا هنا لست بصدد أخذ موقف محدد تجاه أي من الشخصيات النسائية تلك وإنما تركت الجمهور يبحث عن إجابة لهذه العلاقة الشائكة”.
وتضيف حول شخصية الرجل في المسرحية: “هناك نموذجان اجتماعيان للرجل تم تسيلط الأضواء عليهما. الأول هو زوج المرأة الفلسطينية الذي تركها حامل منذ سبعين عاماً (رمزية القضية الفلسطينية) ولكن في نهاية المسرحية أردت أن أعطي الأمل لهذه القضية الوطنية فجعلت الزوجة تلد ولكننا لا نرى المولود (الرمزية مرة أخرى) ونسمع صوت المولود الحديث يختلط مع زغاريد النساء وأصوات القنابل والرصاص.”
وماذا تقول د. مجد عن دراستها لــــ “فيزياء الجسد مسرحياً”؟
تجيب: “هو توصيل المرئي والدراما من خلال جسد الممثل أكثر من الكلمة المنطوقة، بمعنى أنني أحاول أن أجعل الجسد هو الذي يتكلم، وفي الواقع كان آخر أعمالي وعددها حوالي 14 عملاً مسرحياً بهذا الخصوص ولكنني لأنني بنت البيئة العربية لم أترك الكلام كلياً ولكنني كثفته إلى جانب لغة الجسد. والرقص والحركة الدرامية هو جزء من مسرح فيزياء الجسد ويتم توظيفهما لإيصال الرسائل المتعددة إلى المتلقي.”
ولكن هل هذه التوظيف لفيزياء الجسد مسرحياً منتشر في العالم العربي ؟
تقول: “بدأ هذا المجال في تسعينيات القرن الماضي، حيث بدأه الأسترالي لويد نيوسن في بريطانيا وأسس فرقة (دي في 8) لمسرح فيزياء الجسد وأنا من الدفعة الرابعة على مستوى العالم التي تحصل على درجة الماجستير في فيزياء الجسد مسرحياً وأذكر أن أول مسرحية متخصصة في هذا المجال قدمتها في العام 2005 وشكلت صدمة للجمهور الأردني ولكن مع الوقت بدأ يألف هذا النوع الجديد من المسرح. “