نوال القصار

له بصمة واضحة على الساحة الفنية الأردنية وعلى مساحة الوطن العربي، فنان مثقف ومجتهد وله حضور مبهر على الشاشة والمسرح، النجم الأردني جميل براهمة ضيفنا على صفحات مجلة النجوم في هذا العدد. عمل في عدد كبير من الأعمال الدرامية منذ أن تخرج من كلية الفنون الجميلة في جامعة اليرموك وحصل على البكالوريوس في التمثيل والإخراج. من أشهر أعماله راعي الخير، أخو شامة، صهيل الأصيل، التراب  المر ودائرة اللهب، بالإضافة إلى مشاركاته المسرحية. تألق على الشاشة الفضية خلال حمى المنافسة الدرامية في شهر رمضان يحدثنا عنها قائلاً:

شاركت خلال شهر رمضان المبارك لهذه السنة  في 3 أعمال يتم عرضها على عدد من المحطات الفضائية العربية وهذه الأعمال تأتي بثلاثة ألوان درامية:  الأول اجتماعي بعنوان لعبة الانتقام إنتاج مؤسسة الحجاوي وإخراج حسام حجاوي وأؤدي في هذا المسلسل دور رجل أعمال، ومسلسل الحنين إلى الرمال من إنتاج التلفزيون الأردني وهو مسلسل يجمع بين البدوي والمدني وهو من إخراج بسام سعد وأؤدي في هذا المسلسل شخصية أمير حجازي وشاركت كذلك  في المسلسل الريفي كرم العلالي من إنتاج مؤسسة الحجاوي وإخراج حسام حجاوي

وهل أنت راض عن هذه المشاركات؟

الحمد الله أنا فعلاً راضٍ عن هذه المشاركات حيث أجسد في كل مسلسل دوراً مقتنع فيه وبشخصية مختلفة، هي ثلاث شخصيات مختلفة تماماً ولا تشبه بعضها البعض لا من حيث التركيبة ولا من حيث اللون كما أن تركيبتها النفسية والاجتماعية مختلفة كل واحدة عن الأخرى من مسلسل إلى آخر وهذا بالتأكيد يسعدني

بالحديث عن الإنتاجات الأردنية: شهدهذاالعامعودةالتلفزيونالأردنيإلىالإنتاجمنجديدبعدأنكانهذاالقطاعيقدمحصةالأسدمنالإنتاجاتالأردنيةالتيتساهمفيتشغيلأكبرعددممكنمنالفنانينالأردنيينفيالسابقفماذاتقولعنذلك؟

بالنسبة للتلفزيون الأردني في الحقيقة كان سباقاً ومشكوراً هذا العام بأن عرض 4 أو 5 أعمال محلية تعرضها شاشة التلفزيون الأردني وهذه المرة الأولى التي تكون فيها نسبة الأعمال الأردنية التي تعرضها الشاشة الأردنية بواقع 90 في المائة تقريباً وهذه سابقة لم تحصل في السنوات الماضية وتسجل لإدارة التلفزيون الأردني الحالية. وكذلك مبادرة التلفزيون الأردني إلى الإنتاج الدرامي وذلك بإنتاج مسلسل الحنين إلى الرمال وبطبيعة الحال فإن وجود التلفزيون الأردني كمنتج ممثل للقطاع العام يعتبر سند للفنان الأردني حيث أن التلفزيون كممثل لجهة حكومية أو كقطاع عام عليه دور وواجب وطني  تجاه إنتشار الدراما والإرتقاء بمستواها ونشر الهوية الوطنية وتراثنا وتاريخنا وقضايانا الاجتماعية والسياسية من خلال العمل الدرامي ويجب أن يكون هناك أكثر من عمل درامي واحد وكما وعدت الإدارة فسوف يكون هناك سلسلة أعمال من إنتاج التلفزيون الأردني كممثلاً للقطاع العام وهذه بادرة جميلة جداً سوف تجعل الدراما الأردنية تدخل حمى المنافسة في سوق الدراما فالإنتاج المحلي هو سند حقيقي للفنان الأردني حتى لا يبقى لقمة سائغة في يد المنتج الخاص.”

جميل براهمة الذي عاصر حقبة رائعة من الدراما الأردنية: لماذا حدث هذا التراجع في حصة الدراما الأردنية على الفضائيات العربية وفي شهر رمضان تحديداً؟

الدراما الأردنية منذ فترة لا بأس بها قائمة على القطاع الخاص وابتعاد القطاع العام الحكومي عن الإنتاج وليس جميع شركات الإنتاج في القطاع الخاص تعمل فعلياً على الإنتاج وبالتالي كانت الأعمال الدرامية الأردنية متواضعة، أكيد هناك أعمال سنوية يكون فيه الفنان الأردني متواجداً ولكنها قليلة وهنا أتكلم عن نفسي شخصياً حيث أتواجد في عدد من الأعمال الدرامية سنوياً ولكنها قليلة، نتكلم هنا عن محطات فضائية عربية مثل MBC، وروتانا  ودبي وأبو ظبي  وبعض المحطات الأخرى والمفروض أن يكون هناك ثلاثة أعمال درامية أردنية أو أكثر سنوياً ، يعني نحن نتواجد ولكن بضائلة بسبب عدم إقدام الشركات المنتجة على الإنتاج وغياب إنتاج القطاع العام ونأمل أن يكون القادم أفضل. ومع ذلك حققت الدراما الأردنية نجاحات كبيرة ومشاهدات عالية في العام الماضي 2020 مثل مسلسل رياح السموم الذي تم عرضه على 8 محطات فضائية عربية.”

برأيكهلأثرتالسياسةأوالوضعالسياسيبشكلعامفيالمنطقةعلىالإنتاجالدراميفيالأردن؟

الفن والثقافة ليس لها علاقة بالسياسة وبالنسبة إلى الأردن تحديداً لم تحصل أية ظروف سياسية أثرت على الفن أو الدراما تحديداً ولكن المسألة هي تغييب القطاع الحكومي للدراما وعدم الاهتمام بالفن. ومن وجهة نظري فإن أي شخص لا يهتم أو يغيب دور الدراما فهو شخص جاهل وإذا تعمد ذلك فهو يقصد طمس الهوية الوطنية. فالحكومات التي لا تعي أهمية الفنون والدراما ودورها الوطني الكبير وتتجاهله متعمدة فإنها تقصد طمس الهوية الوطنية، وإن كانت لا تعلم فهي حكومات جاهلة، وأياً كان منصبه ذلك الذي لا يعي أهمية الدراما والفنون فأنا أصفه بالجاهل أياً كان مستواه وإياً كان منصبه. الفن مرآة المجتمع ويسلط الضوء على القضايا، هو لا يقدم الحلول ولكنه يسلط الضوء على القضايا والمشاكل الاجتماعية والمعاناة التي يعاني منها الناس، ومثلما يسلط الضوء على الأشياء السلبية هو يسلط الضوء كذلك على الجوانب الإيجابية، والفن والدراما تحديداً ترصد تاريخ البلد وإرثها وتراثها في الأعمال المعاصرة تحديداً وهنا يأتي دورها لتعليم الأجيال الناشئة والشباب بالكثير من القضايا والأمور التي يحفل بها التاريخ الأردني.”

من منظور شخصي جداً هل ترى أن حصة الثقافة والفن صغيرة من موازنة الدولة عموماً؟

كما أشرت سابقاً حصة موازنة الثقافة والفن من الموازنة عموماً متواضعة جداً وهي ليست على أجندة الدولة، في فرنسا مثلاً فإن حصة موازنة وزارة الثقافة أكبر من موازنة وزارة الدفاع. هل أن المسؤولين بحاجة فعلاً إلى دورات تثقيف في أهمية الفن والثقافة؟  نحن في عصر الإعلام المرئي واليوتيوب والتلفزة وغريب أن ليس لها حصة في الموازنة.  إن عدم إدراك هذا الدور في خدمة الوطن وتسويقه وتوثيق إرثه وتاريخه وتسويقه سياحياً وعلى كافة الصعد أمر مؤسف حقاً، لكن الآن هناك محاولات وجهود تبذل في سبيل ذلك ونتمنى أن يكون القادم أفضل بإذن الله. أنا شخصياً انعت من لا يدرك أهمية الثقافة والفنون بالجهل وإن كان يعمل ذلك متعمداً فإن هدفه طمس الهوية الوطنية. لا  حياة ولا هوية وطنية ولا لون ولا ملامح تميز أي بلد أو مجتمع عندما تفتقر الدولة إلى الثقافة والفنون. انت تتعرف إلى أي بلد من خلال الثقافة والفنون.”

وكيفتنظرإلىمساهمةالقطاعالخاصفيدعمالثقافةوالفنوالإنتاجالثقافيوالفنيعلىالنطاقالمحلي؟

كان للقطاع الخاص دوراً مهماً جداً في السنوات الماضية وهو الذي حمى تقريباً الدراما الأردنية وحاول  أن يجعلها متواجدة على الساحة الفنية سواء من خلال المركز العربي الذي كان ينتج 6 أو 7 أعمال أو من خلال مؤسسة الحجاوي ممثلة بالأستاذ عصام حجاوي والأستاذ إياد الخزوز حيث يسجل لهؤلاء وغيرهم من شركات الإنتاج الخاص استمرار وجود الدراما الأردنية والفنان الأردني ولو بشكل قليل على الفضائيات العربية. كان الفضل كبيراً للفطاع الخاص لجعل الدراما الأردنية متواجدة على المحطات العربية.

ماهيمشاريعكبعدانتهاءعروضشهررمضان؟

إن شاء الله بعد الانتهاء من عروض رمضان وتقييم نسب المشاهدة والنجاح هناك عدد من الأعمال التي عرض علي المشاركة بها وسوف أختار الأفضل والأنسب. من الصعب الآن تحديد تلك الأعمال قبل توقيع أية عقود في الواقع ولكن هناك أكثر من مشروع ونتمنى أن يكون القطاع العام والخاص متواجدين جنباً إلى جنب في الأعمال المقبلة.