مجلة النجوم سيدني 
بقلم الفنان والموسيقي بشارحنا 
سأتحدث عن هذا الموضوع بكل احترام وبدون أي تجريح لأي شخص بشكل محدد، لأن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة وتعد عادية بالنسبة للبعض. ولكنها ليست عادية بالنسبة لي، وحان الوقت للحديث عنها بشكل صريح.

خلال ما يزيد عن34 عامًا في عالم الموسيقى والفنون، كنت قد جاملت العديد من المبتدئين (وقد يشمل ذلك بعض الأشخاص الذين لديهم فترة في عالم الغناء) الذين طلبوا رأيي بأدائهم الغنائي. كنت أخبر أولئك الذين يحملون بعض المقومات اللازمة للتعلم والتطوير – بأنهم يملكون خامات صوتية جميلة ولكنهم بحاجة لتعلم فن السيطرة على حبال صوتهم لإخراج أجمل غناء ممكن، والتذكير بأن حاسة السمع تلعب دورًا رئيسيًا في هذا المجال.

البعض استفاد من نصائحي وتطور، والبعض الآخر انزعج  وابتعد، والبعض الأخير لم يهتم وقال “من يسمع!”.
ربما يوافقني بعض الأشخاص الذين يعتقدون أن تراجع الذوق العام المتعلق بالاستمتاع بالضجيج والتهريج الموسيقي أصبح منتشرًا في الآونة الأخيرة، ولكن هذا لا يمنع وجود قلة متذوقة للفن الحقيقي على أساسه الحقيقي، وهؤلاء يستحقون الحديث عن موضوع النشاز بشكل مفتوح. ويرجى إخباري في حال أخطأت في التعبير.


هناك شيئان مقدسان في عالم الغناء وهما الطبقة الموسيقية والإيقاع. إذا تجاوز المغني تلك التعليمات (إذا كنت أفهم جيدًا التعبير)، فإن المغني يخالف الغناء. وأنا لا أتحدث عن بعض الأخطاء الطفيفة التي يمكن أن يرتكبها أي فنان عند الظهور على المسرح أو أثناء الأداء. ولكنني أتحدث عن الخروج عن الطبقة طوال فترة الغناء!

البارحة، كنت أتصفح ألفيس بوك، ورأيت عشرات الفيديوهات عن إحدى الحفلات لشخص مقرب من فناني جاليتنا الأعزاء، وكان أغلب الفنانين اللامعين حاضرين في هذه الحفلة، لا بل رقصوا على صوت بعض ممن غنوا بنشاز كااامل، طول الأغنية، بحيث عازف الكي بورد المسكين اضطر إلى إيقاف الكوردات وصوت البيز من جهازه لكي لا يحرج أحدهم، ودون فائدة… استمر مطرب الكشرة بالأداء السيئ إلى نهاية الأغنية… بحيث شعرت بأن عازف الكي بورد المحترف كاد أن يصاب بالسكتة القلبية، لأنه مضطر على مجاراة أمثال هذا المطرب الدخيل على عالم الفن، لسبب بسيط، لأنه يملك علاقات واسعة، ويضمن توفير فرص للعزف، لمن يستمتعون بالضجيج الفارغ… وبالنهاية، ما يدخل إلى الجيب هو أهم من العيب…!

كنت أتمنى أن يكون هناك جهاز رقابي يمنع مطربي النشاز من الأداء في الحفلات والمناسبات، لأنهم عاجلا أم آجلا، سيتلفون حاسة السمع للحاضرين، هذا إذا لم يحدث هذا فعلا وصار اللي صار…

رابط النشر –https://anoujoum.com.au/?p=20730