مجلة النجوم – سيدني
حاورته – مريم عبد الفتاح
في رحلته للبحث عن اكتشاف الذات، كان نجاحه ليس أمرا عفويا، ولا ضربة حظ؛ وإنما تخطيط وبذل وصبر ومثابرة، مع الاستعانة بالله، النجاح الذي خلف وراءه قصة رائعة تستحق أن تروى تقديرا لمشواره الرائع ومجهوده الثمين.
معنا اليوم، الأستاذ أحمد عبد الفتاح، واحد من أشهر صناع المحتوي في مجال العلاقات الإنسانية في الآونة الأخيرة، نقف على نبضه لنتعرف على قصة وكيف وصل إلى هدفه، وما هي الأزمات الذي مر بها في حياته.
* في البداية… حدثنا كيف كانت بدايتك في الإعلام؟
منذ صغر سني وأنا أعلم إني في يوم من الأيام سيصبح لي شأن كبير في مجال ما، فمنذ كنت طفلا كنت أستمع إلى الراديو الخاص بوالدي، وكنت أقلد المذيع أثناء حواره مع الضيف، وكنت أقوم بالاتصال بالبرامج على الهواء، سواء كانت تذاع على شاشة التليفزيون أو موجات الراديو، وأتحدث لمقدمي البرنامج وأناقشهم في موضوع الحلقة رغم صغر سني، وفي المدرسة كنت أحب كثيرا تقديم الإذاعة المدرسية في طابور الصباح اليومي، والصدفة الجميلة كانت سبب دخولي فضاء راديو الإنترنت، ففي يوم وأثناء تصفح مواقع تعليم اللغة الإنجليزية صادفني موقع يقدم تعاليم اللغة بتحميل ملفات الصوت mp3 بجانب راديو أون لاين بالموقع، وكان هناك إعلان لمن يرغب في الانضمام إلى فريق عمل الراديو يتواصل معهم عبر البريد الإلكتروني، وبالفعل أرسلت وتم قبولي فويس أوفر لتقديم الفواصل، استمرأت فترة ولكن نظرا لضعف الإمكانات الخاصة بالموقع توقف العمل، إلى أن جاءت لي الفرصة بالعمل مع موقع وراديو “سويس أونلاين” كمقدم برامج، ويعتبر لهذا المكان فضلا كبيرا عليه في بداية طريقي، ثم توالت الفرص للعمل في أكثر من راديو أون لاين، كراديو ضي إف إم مصر، وراديو الحياة بلبنان.
* لماذا اخترت مجال الإذاعة بالتحديد؟
كما ذكرت سابقا إنه منذ صغرى وأنا متعلق جدا بالإذاعة، فقد كنت أغمض عيني وأتخيل نفسي أتحدث والناس تسمعني؛ فكنت أجد في نفسي شيئا ما عند الإنصات إلى الإذاعي بصوتيه العذب وهو يحمل كل الحروف ذات المعاني الجميلة والكلمات الساحرة وحديثه مع الضيف عبر الأثير، شعرت منذ ذلك اليوم أنني لو كنت مكانه، لكنت صوت كل ضعيف، كل من يحتاج إلى الطمأنة وعدم الشعور بالخوف من الوحدة أو الخذلان، صدى صوت المحتاج، وداعم لهم.
* متى بدأت مسيرتك الإعلامية؟
في البداية قدمت برنامج الحياة حلوة على موقع وراديو سويس أون لاين، ثم برنامج بكره أحلى، وكنت أتناول فيهما العديد من الموضوعات الاجتماعية التي تهم الأسرة العربية، وتقديم الحلول دون تعقيد بأكثر من وجهة نظر من خلال الضيوف المتخصصين في علم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم السلوكية والتربوية، ولاقى البرنامج استحسانا كبيرا من الجمهور، وظهرت أكثر من مرة كضيف على قنوات فضائية مختلفة في برامج توك شو شهيرة.
* ما هو العمل الذي ترك بصمة مع جمهورك ومتابعيك؟
بلا شك سلسلة صوت من القلب، والذي يعد نقطة التحول في مشواري، والدخول من البوابة الرئيسية إلى قلب جمهوري، برنامج “صوت من القلب”، من إخراج: أحمد رأفت، وهو سرد لمواقف وأحداث وتفاصيل اجتماعية حقيقية من الواقع الذي نعيشه، ومن خلال تفاعلي مع المتابعين على صفحاتي الرسمية على منصات السوشيال ميديا، ومن ثم التوجيه والمساندة المعنوية بشكل يحترم قلبا وعقل كل من وثق بي وتواصل معي لعرض مشكلته دون قلق أو خوف، قدمت أكثر من ٣٠ حلقة عرضت على القنوات الفضائية واليوتيوب، ومستمر في تقديم الجديد.
* لماذا يلقبونك متابعيك بسفير القلوب؟
“سفير القلوب” لها حكاية طريفة معايا، في يوم نشرت مقالا على صفحتي الرسمية بالفيسبوك عن مشكلة جاءتني على الرسائل الخاصة، وصاحبة الرسالة قالت لي لا تفصح عن أسمي، وبالفعل بدأت في سرد المشكلة والوقوف على نقاط القوة والضعف ومعالجة المشكلة ثم وجهت لها العديد من النصائح مع دعمها معنويا بكلمات تحفيزية حتى تقوى على ما هي عليه، المدهش إنها في آخر الرسالة قالت لي سألقبك ب “سفير القلوب”، وعندما نشرت المقال، ردت بهذه الكلمات: “شكرا لك سفير القلوب!!”
ومن بعد هذا الموقف، اشتهرت بهذا اللقب “سفير القلوب”، وفي الحقيقة أعتز به جدا.
* أتابع جيدا كتاباتك على أكثر من موقع وجريدة، وفي حقيقة تعجبني جدا لأنها تتسم بالسهولة والوضح… ولكن كيف استطاعت إنك توجه متابعيك إلى القراءة في ظل انتشار وسائل التواصل الحديثة؟
في البداية: أوضح نقطة مهمة، كنت أحب القراءة والكتابة منذ الصغر، كنت أقوم بتأليف قصص الأطفال، واشتركت في مسابقات “مدرستي” في المرحلة الابتدائية سواء على مستوى الداخلي أو الإدارات التعليمية، وبالفعل حققت المركز الأول في تأليف القصة، كذلك لدي مكتبة ذاخرة بمئات الكتب، ورغم تعرضها لحادث ماس كهربائي افقدني الكثير، بفضل الله قمت بإعادة المكتبة إلى رونقها مرة أخرى، وتحديث نسخها.
أما عن مقالاتي؛ فهذا اعتبره من صميم دراستي كباحث في العلاقات الإنسانية، أحاول قدر الإمكان تسليط الضوء على مشكلة اجتماعية والعمل على إيجاد حلول واقعية لها بشكل عملي لتلافيها، ناقشنا: مشكلة الطلاق أسبابها وحلولها، التفكك الأسري، أسبابه وآثاره وحلوله، التقليد الأعمى للغرب وكيفية التمسك بمورثنا الثقافي والاجتماعي، غياب القدوة في حياة الشباب، والكثير من القضايا الاجتماعية المعاصرة…
* ما هي أهم الرسائل التي تحب أن تقولها للزوج والزوجة؟
أحب أقول لعزيزي الزوج:
قد تتنازل الزوجة عن الحب ولكنها لا تتنازل عن الاحترام فهي في العادة تحتاج دائما إلى تقدير الذات وخصوصا من أقرب الناس إليها.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ”استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء”.
لذلك على الزوج أن يحترم زوجته ولا يعرضها للإهانة؛ بل يعلو من شأنها، فهي كالتاج في نظر من يرى نفسه ملكا؛ فإذا تعاملت مع زوجتك كملكة فسوف تتعامل معك كإمبراطور…
أما نصيحتي للزوجات:
طاعة زوجك في أمره ما لم يكن فيه معصية لله، وألا تطلبي منه الطلاق دون سبب لأن ذلك يحملك وزرا كبيرا، وأن تتحمليه عندما يغضب فضغوط الحياة أصبحت كثيرا ومعظمها تقع على عاتق الرجل، وأن تحافظي على بيتك وأولادك.
ونصيحتي للنساء عموما في الوطن العربي، أن تقوم بكسر تلك الصورة النمطية التي توجد في المجتمعات، فعليها أن تقوم بتحقيق ذاتها، فمن الممكن أن تكون زوجة ناجحة وأما رائعة وتكون أيضا ناجحة في مجالها العملي، كما يمكنها أن يكون لها دور فعال داخل المجتمع، كما يمكن للنساء أن تصل إلى الكثير من المناصب الكبيرة فهي قادرة على ذلك.
* ما هو سر نجاحك واستمرارك؟
بلا شك المثابرة في أي مجال من المجالات هي واحدة من أهم دلائل النجاح وهي المفتاح الكبير له، فمن دون المثابرة لن تصل إلى أي نجاح في حياتك كما أنك لن تستمر في أي مجال، وآخر شيء يجب أن يتوفر في أي شخص حتى يصل إلى نجاح في مجاله العملي هي الثقة بالنفس، فهي من الأشياء المهمة جدا.
* هل هناك أي مشاريع مستقبلية لك؟
نعم عادة ما أقوم بوضع خطة مستقبلية- إن شاء الله- في القريب العاجل بصدد تصوير موسم جديد ضمن سلسلة حلقات صوت من القلب، لطرح ومناقشة الكثير من الموضوعات المهمة التي تخص مجتمعاتنا ومعالجتها بالشكل الأمثل.
* وهل أصبحت راضياً عما قمت بتحقيقه؟
الحمد والشكر لله، راض تماما بما قدمته، وسأحاول قدر الإمكان من اجتياز جميع الأخطاء التي وقعت فيها المرات القادمة.
* كلمة في نهاية لقائنا؟
على كل شخص أن يثق في نفسه وأن يكون له هدف يحاول أكثر من مرة في الوصول إليه، ولا ييأس على الإطلاق حتى وإن كانت الظروف لا تساعده، فمع كتر تركك للأبواب لا بد من أن يفتح “الله”- عز وجل- لك بابا من فضله، لا يستهين أحد بما وصل إليه وإن كان بسيطا؛ فمع الوقت سيرى ما كان يسعى إليه واضحا جليا بين يديه.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=19124