#مجلة_النجوم_سيدني

بقلم دينا سليم حنحن

قبل الذهاب في رحلتنا، أردت أن أنوّه بأن مدينة سيدني، أنشئت سنة 1788 على يد أرثر فيليب، قائد أول أسطول بريطاني وصل إلى الجزيرة التي تسمى الآن أستراليا.

أما جزيرة كوكاتو Cockatoo Island، وتعتبر من التراث الوطني الأسترالي، تقع في وسط خليج سيدني، عند تقاطع نهر باراماتا ونهر لين كوف، يطلق على الجزيرة اسم Wa-rea-mah في لغة السكان الأصليين، سكنوا الأرض قبل الاستيطان الأوروبي، على الرغم من عدم العثور على أدلة مادية تؤشر إلى تراث السكان الأصليين في الجزيرة.

كان حوض مينائها من أكبر أحواض بناء السفن في أستراليا، توقّف العمل في صناعة السفن عام  1991، تحتوي جزيرة كوكاتو على سجل الأمة الأكثر شمولاً، وتنوعاً لبناء السفن، وملكت القدرة على تعزيز العمليات البحرية، والصناعية الثقيلة منذ منتصف القرن التاسع عشر، اعتمدت كمكان عمل، وصيانة، ومخزن المواد الصلبة. بين عامي 1839 و 1869، استخدمت جزيرة كوكاتو كمؤسسة عقابية.

من يذهب في رحلة بحرية عبر المياه إلى خارج أستراليا، وعند الخروج من الخليج، تصادفه الجزيرة المذكورة، وجزر كثيرة أخرى جميلة، شكّلت مشاهداً طبيعية خلابة، وكلما ابتعدنا في الإبحار، تتراءى لنا جزيرة كوكاتو على شكل حرف (ميم) بالإنجليزية، وتتكون من أطراف صخرية.

تمّ تحويل الجزيرة إلى مرفق سياحي يرتاده السياح الأجانب والأستراليين، أنشئت المرافق السياحية للمبيت والتنزه وقضاء عطل أسبوعية هادئة، أقيمت المطاعم والمقاهي، وملعب للألعاب الرياضية، وتم ربطها بواسطة طرق للمشاة، يتطلب المشي في الجزيرة حوالي الساعتين للإطلاع على كافة المنشآت القديمة المعطلة عن العمل، وقاعات القوة العسكرية والسجن الكبير، وقاعات تصنيع المواد المستخدمة وحوض السفن.

في عام 2009 ، كشفت الحفريات الأثرية في الجزيرة عن زنازين عقابية، تحت غرفة الطهي، سجن فيها الجناة في عصر المدانين قانونيا، عثر على أدلة ثاقبة أشارت إلى الظروف القاسية التي عاشها المحكوم عليهم، اعتمد القادمون الأوائل السجون العقابية، أو مستعمرات العقاب على الجزر النائية حتى يستحيل الهروب منها.

برز إسم الكابتن ثاندربولت، أشهر السجناء، هرب بمساعدة زوجته عام 1863، ارتكب من بعدها سلسلة جرائم، وأصبح من أشهر المجرمين، حملت الجزيرة وصمة عار وسمعة سيئة انعكست سنوات طويلة، لكن أصبحت قضيته فيما بعد، قضية رأي عام، تابعت الصحف الأسترالية أخبار هروبه من الشرطة، وأخبار عملياته الاجرامية، وأخبار محاكمته وموته أيضاً، وقام كاتب في تأليف قصة حياته، وأخرجت سيرته الذاتية في فيلم وثائقي، حتى أن موقع موت الكابتن ثندربولت في منطقة كنتاكي مدرج في قائمة التراث الجغرافي الأسترالي، Captain Thunderbolt’s Rock صخرة كابتن ثاندربولت، يؤمها السياح للزيارة والاستطلاع، وتحوّلت الصخور إلى مكان عام، ومكان نحت رسوم العابرين، ومكان للراحة والاستجمام، الصخرة العملاقة، كانت ملاذ اللصوص الفارين من العدالة في ذلك الوقت، والذين قاموا في تخبئة البريد، والإحالة دون وصول الرسائل الرسمية إلى مقر الرئاسة، وعلى مقربة من الصخرة، أقيم متحف عرضت فيه المركبات القديمة النادرة، والآليات التي استخدمت في إطفاء الحرائق، وأجهزة إرسال البرقيات، ومئة قيد، وسلاسل وأصفاد، وأدوات تعذيب، وما يمثل تلك المنطقة نصب تذكاري، تمثال الفارس ثاندربولت، وصنع من الفولاذ.

كانت HMS Herald أول سفينة شراعية دخلت رصيف جزيرة كوكاتو في ديسمبر 1857.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=13956